الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«تمزق».. دراما تكتب شهادة ميلاد سينما سعودية جماهيرية

«تمزق».. دراما تكتب شهادة ميلاد سينما سعودية جماهيرية

سمية رضا بطلة الفيلم على السجادة الحمراء

لم تكن مفاجأة أن يفوز فيلم «تمزق» أو Rupture بجائزة أفضل فيلم سعودي عُرض ضمن مسابقة الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي التي اختتمت أعمالها أمس، وهي الجائزة التي أعلنتها عارضة الأزياء المعتزلة ناعومي كامبل وسط تصفيق مئات الحاضرين لمخرج الفيلم حمزة جمجوم ومنتجه أيمن خوجة.



من بين عشرات الأفلام السعودية التي عُرضت خلال دورة مهرجان البحر الأحمر، أو قبلها، يبرز فيلم «تمزق» أو Rupture بمستواه الفني وضخامة إنتاجه التي تضعه ضمن أكثر الأعمال كلفة في السينما السعودية.

يشارك في بطولة هذا العمل عددٌ من الممثلين الموهوبين السعوديين على رأسهم سمية رضا وفايز بن جريس، بجانب النجم الأمريكي بيل زين (في واحد من أفضل أدواره) وعدد من الممثلين العالميين منهم كريستي بيسترمان، ايميليو دورجاسنج وروس أندرسون. والفيلم يعد خطوة مهمة على طريق صنع سينما سعودية جماهيرية، إذ من المتوقع أن يحقق الفيلم حين عرضه العام إيرادات كبيرة، بفضل قصته المشوّقة وجودة تنفيذه وشكله العام المبهر من حيث الإنتاج سواء خلال التصوير أو المونتاج والصوت والمؤثرات الخاصة ما بعد التصوير.

والفيلم من إنتاج مجموعة MBC، التي بدأت في دعم صناعة السينما داخل السعودية بقوة.



يروي «تمزق» قصة زوجين سعوديين شابين (سمية رضا وفايز بن جريس) يذهبان إلى لندن لمتابعة حمل الزوجة في أحد المعاهد الطبية المتخصصة، وذلك بعد عدد من الإجهاضات التي حدثت للزوجة من قبل بسبب إصابتها بمرض تخثر الدم.

يقيم الزوجان في فندق سكني غريب اسمه «رويال» يديره شخص أغرب (بيلي زين) في الوقت الذي تبدأ فيه الزوجة بالتعرض لكوابيس مخيفة. ويزداد الأمر سوءا عندما يضطر الزوج للعودة إلى السعودية وترك زوجته بمفردها لبضعة أيام.

ما بين الواقع والخيال داخل عقل الزوجة تدور أحداث الفيلم وتنتهي دون أن نعرف بالضبط حقيقة ما شاهدناه.. هل الفيلم كله كان مجرد خيالات في عقل البطلة أم حدث فعلاً في الماضي، أو المستقبل؟!

تبرع سمية رضا في أداء شخصية الزوجة الحبلى المريضة والتي تتمتع في الوقت نفسه بإرادة وقوة جبارة لا يتوقعها أحد.



ويمهد الفيلم لهذا الملمح في شخصيتها في مشهد تكتشف فيه وزوجها وجود فأر في الشقة، وبينما يتردد زوجها ويرتعش أمام الفأر تقوم هي بقتله بمنتهى الحسم، وهو ما يمهد لنهاية الفيلم التي تنتصر فيها على مرضها ومخاوفها.

بجانب الزوجين ومدير البناية السيكوباتي تضم بناية «رويال»، أو الفيلم، عدداً من الشخصيات المثيرة الأخرى، والحبكات الفرعية التي أجاد كاتبا السيناريو حمزة جمجوم وألبرتو لوبيز في نسجها داخل القصة الرئيسية، وهو ما يساهم في رفع مستوى الفيلم الذي لا يقل إنتاجياً أو كتابة وتنفيذاً عن الأعمال العالمية المشابهة.

ولكن رغم الصفة «التجارية» الجماهيرية التي يمكن أن يحملها الفيلم فإنه أيضاً عمل مركب محير للعقل والعين ويحمل الكثير من الأفكار الأعمق من مظهره.

«تمزق» خطوة مهمة نحو سينما سعودية جماهيرية تحمل عقلاً!