الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

خبراء نفسيون وتنمية بشرية: 5 مفاتيح لتحديد أهداف العام الجديد

في نهاية كل عام يبدأ كل منا مراجعة ذاته وما فعله خلال السنة، ما تمكن من إنجازه على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والمهني والعاطفي وخلافه، وما توقف على حاله ولم يتمكن من إنجازه، لأسباب عديدة، قد تكون شخصية وأخرى تتعلق بالظروف المحيطة.

حيث أكدت مجموعة من الخبراء النفسيين ومدربي التنمية البشرية أن عملية تحديد أهداف السنة الجديدة، تساهم كثيراً بتسهيل تنفيذه وإنجازه، لذلك هنالك 5 مفاتيح يجب أخذها بعين الاعتبار عن تحديد الأهداف، مثل: أن تكون الأهداف مرغوبة ونابعة من الذات، وأن تكون واقعية وواضحة وقابلة للتنفيذ، وأن تكون بعدد قليل لا يتجاوز هدفين كحد أقصى خلال العام، وأن يرتبط إنجازها بمدة زمنية، وأن يحيط الإنسان نفسه بحلقة تعينه وتساعده على تحقيق هذه الأهداف كالأصدقاء أو الأهل.

في حين أوضح الخبراء أن هنالك 4 أخطاء عادةً تحول دون تحقيق الأهداف لدى معظم الناس، والتي يأتي على رأسها الخطأ في تحديد الهدف من خلال خلوه من الواقعية والوضوح في التنفيذ، أو كثرة عدد الأهداف ما يفقد الإنسان التركيز، أو أن إنجاز الهدف مرتبط برضا الآخرين، أو الانشغال بإصدار الأحكام على الآخرين ما يعتبر إهداراً لطاقة النفس والتي يمكن استغلالها في التركيز على الأهداف الشخصية.

رغبة ذاتية



أكدت أمل آل علي، خبيرة البروتوكول والإتيكيت الاجتماعي الإماراتية، ضرورة اختيار أهداف محببة ممتعة ونابعة من ذات الشخص كي يتمكن من تحقيقها، خاصة أن الأولويات تتغير من وقت لآخر، ومعظم الأحيان يعود سبب فشل الناس بتحقيق أهدافهم، لأن الهدف لا يكون حقيقياً ومرتبط برضا الآخرين، مثلاً «أنا سأنجح كي يفرح أهلي» والأصح «أنا سأنجح كي أشعر بالرضا عن ذاتي».

فلسفة متغيرة



وأشارت استشاري تدريب وتطوير المهارات الحياتية عبير وكيل، إلى أن فلسفة الهدف تتغير مع تغير الظروف المحيطة وطبيعة الحياة، ولا يجوز أن تبقى فلسفة ثابتة دوماً، إلا أن معادلة إنجاز المهام تتلخص بوضع مجموعة الأهداف ضمن طموحاتك، أن يكون عددها قليلاً بين واحد إلى اثنين، وربطها بمدة زمنية للإنجاز خلال شهر أو شهرين أو 6 شهور وليس توزيعها على السنة، وأن تكون الخطة قابلة للتعديل دوماً إن طرأت أية متغيرات.

وقالت: «تأثرت مخططات العديد من الناس خاصة تلك طويلة المدى على خمس سنوات أو أكثر، بسبب ظروف الجائحة التي قلبت موازين الحياة عامةً، ومع ذلك تمكن البعض من الناس من تحقيق أهداف صغيرة سُوِّفت كثيراً لسنوات ماضية».

وتابعت: «إذا الشخص تمكن من إنجاز خمسة من أصل عشرة أهداف فعليه ألا يشعر بالإحباط، فهي ليست بالكم ولا بالمدة الزمنية، ووقوف الإنسان عند مرحلة معينة لا يعني الوقوف عند عوائق، بينما فرصة لاستكشاف أهداف جديدة، تبعاً لتغير رغبته الشخصية بتحقيقها».

واقعية وقابلة للتنفيذ



وأشارت الاستشارية النفسية رشا رحيم، إلى ضرورة واقعية الأهداف وقابلية الوصول إليها وأن تكون خالية من الغموض، وأن تكون الأهداف شخصية، على سبيل المثال أن يتبع الشخص أسلوب حياة صحياً، بحيث يحدد الإنسان الطريقة التي ستساعده بهدفه في خسارة الوزن كتناول الطعام الصحي، وممارسة رياضة لمدة زمنية معينة.

وأضافت: «يربط الخبراء الهدف بكلمة مختصرة بالإنجليزية SMART، تعني حروفها الأولى بالميزات التالية للهدف: محدد، قابل للقياس، قابل للوصول، واقعي، ومرتبط بفترة زمنية، فقد أوضحت الدراسات أن قرارات العام الجديد تبقى في حيز التنفيذ ما بين 3 أسابيع إلى شهر، قبل قيام الناس بالتراجع عن تحقيق الهدف، بسبب الأخطاء المرتكبة غالباً باختيار الهدف وتحديد الخطة التي تساعد على تنفيذه، فعدم وضوح الهدف وجعله عاماً بشكل غير واقعي، يقلل من الإرادة ببدء إنجاز هذا الهدف».

آثار نفسية



وحول الآثار النفسية لتريندات أهداف السنة عبر السوشيال ميديا، قالت: «قد تحمل آثاراً إيجابية بمنح الآخرين الحافز للعمل على أهدافه واتباع خطوات الأشخاص الناجحين، وقد تكون لها آثار نفسية سلبية في حال الوقوع بالمقارنات والذي يبعث على مشاعر اليأس وجلد الذات وإحباط الثقة بالنفس والاكتئاب، وهو تأثير السوشيال ميديا عامةً على النفسية وليس تريندات إنجاز الأهداف، فالدراسات أثبتت أن كثرة متابعة حسابات الآخرين عبر مواقع التواصل تزيد من نسبة القلق والاكتئاب كونها توقعهم بمحط مقارنة الآخرين، خاصةً أن الصورة التي تصدرها مواقع التواصل صورة مصطنعة بمنح الآخرين الجانب الإيجابي من حياتهم، أغلب الأحيان، بالرغم من اتجاه عدد من المشاهير نحو الواقعية وحديثهم عن مشاكلهم النفسية وتحدياتهم التي يواجهونها».

حلقة داعمة



في حين أشارت مدربة الحياة وأخصائية البرمجة العصبية مودة الوزير إلى ضرورة إحاطة الشخص نفسه بحلقة داعمة من الناس سواءً الأهل أو الأصدقاء الذين يمنحونه الدعم الكافي لتحقيق الهدف، إلى جانب ضرورة التركيز على النية وإخلاصها لوجه الله كي يتمكن من إنجازها، لافتةً إلى أن الانشغال بإصدار الأحكام على الآخرين يؤدي لخسارة جزء من الطاقة على الآخرين، بدلاً من التركيز على الذات.

وقالت الوزير: «من الضروري أن يكون هنالك خطوة أولى لتحقيق الهدف والحصول عليه، فإن كان أحدهم يطمح لتحسين مستوى دخله، فعليه التركيز على طريقة الحصول على الدخل، وتخيل كيفية الحصول عليه سواءً بمشروع خاص أو عمل جزئي أو وظيفة جديدة، إلى جانب البدء بالعطاء والتصدق على من حوله، كي يتمكن من زيادة دخله».

التدرج



وحول أهداف عدد من الناس الذين استطلعت الرؤية آراءهم، أوضحت نور شحادة (26 عاماً)، أنها تمكنت من تحقيق عدد من الأهداف التي حددتها بمقتبل هذا العام، أبرزها: على الصعيد الصحي خسارة الوزن وممارسة الرياضة بانتظام، وعلى الصعيد الاجتماعي توطيد العلاقات الأسرية، وعلى الصعيد الشخصي أصبحت القراءة جزءاً من روتين الحياة، لافتةً إلى أنها تأمل بالعام الجديد الحصول على وظيفة وأن تكون بداية موفقة لها مهنياً.

وقالت: «كانت تمر بعض السنوات التي أقوم بها بتحديد أهداف كثيرة لم أنفذ منها، ولكن مع مرور الوقت، آمنت بضرورة تقليل عدد الأهداف والتركيز على هدف تلو الآخر، كي أتمكن من مسألة الإنجاز وتحقيقها».

بعض من كل



ولفت حمدي عناني (22 عاماً)، إلى أنه يخطط بالعام الجديد أن ينتهي من تقديم مشروع تخرجه من الجامعة خلال ديسمبر 2022، وتخفيف وزنه بقدر 15 كلغ عبر العودة لنظام غذائي والالتزام بالتمارين الرياضية بالجيم، إلى جانب رغبته بالاستقلال اجتماعياً مع زوجته بعيداً عن بيت العائلة، والسعي لمرتبة وظيفية أعلى وأفضل، والاستمرار بممارسة هوايته المفضلة بصناعة محتوى مميز عبر إنستغرام.

وقال: «ليس من الضروري أن يقوم كل منا بتحقيق كل ما يحدده من أهداف، فعلى صعيد شخصي وضعت 12 هدفاً في 2021 وتمكنت من إنجاز 9 منها، خاصةً أني أحرص على ربط الأهداف بوقت محدد على مدار السنة أن تكون أهداف واقعية، كي أتمكن من إنجازها».