الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

المصور محمد الهزاع: أريد تغيير الصورة عن أطفال المُخيمات

مجموعة من الأطفال يلعبون بكرات الثلج يتجمعون لالتقاط صور تُشعرك بالبهجة والسعادة للوهلة الأولى لكن وبمجرد تركيزك في تفاصيل الصور بعيداً عن «بسمة» الأطفال، تجد عالماً آخر من الشقاء، كيف لأطفال يعيشون في مثل تلك الظروف القاسية داخل مجموعة من الخيام لا تقيهم برودة الطقس؟ فقدوا أوطانهم وأصبحت خيام في بلدان مُتفرقة وطناً بعد الوطن، وبعض من كرات ثلج الشتاء وسيلتهم للترفيه تنتزع الضحكة من شفاههم.



محمد الهزاع شاب سوري من مُحافظة حمص انتقل للعيش بلبنان مُنذ 9 سنوات، وعمل مع إحدى المنظمات اللبنانية المعنية بمُتابعة شؤون المخيمات، وكان دوره توثيق الوضع داخل المُخيمات على الحدود ما بين سوريا ولبنان.

قرر الهزاع أن يستغل موهبته في التصوير والتي صقلها بالتعليم عبر منصة «يوتيوب»، قبل أن يدرس الإعلام، لتصوير أطفال المُخيمات وإحداث فارق في حياتهم بتغيير الصورة المُتداولة عنهم، وهي أنهم يعيشون في الوحل بملابس رثة ينتظرون المُساعدات، وبعد 7 سنوات من عمله كمصور لأطفال المُخيمات مع المنظمة، قرر إنشاء حساب خاص على منصة «إنستغرام» بهدف توصيل الحياة اليومية لأطفال المُخيمات برؤية مُختلفة، لتعريف الناس بهم.

وضع الأطفال في المخيمات

وفي حديثه مع الرؤية قال الهزاع: «أطلقت الحساب على إنستغرام تأكيداً على أن أطفال المُخيمات ربما يعيشون وضعاً سيئاً إلا أنهم يحلمون ولديهم أفكار مُختلفة لتغيير واقعهم، وتفاعل الناس مع حسابي عندما وصلهم الهدف منه».

ويتابع «الآن أن مُهتم بتسويق المشروعات المهمة داخل المخيمات منها مثلاً تعليم الأطفال ‘أونلاين‘ فكل طفل يتواصل مع مُعلم متطوع يعلمه عبر التواصل إلكترونياً إذ وفرنا ‘تابلت‘ لهذا الغرض، إضافة لتسجيلنا أكثر من طفل في المدارس النظامية، وتوفير خدمات مُختلفة لهم، وفي انتظار تنفيذ عدد آخر من المشروعات».

علاقة خاصة تربط الهزاع بأطفال المخيم الواقع على الحدود ما بين سوريا ولبنان، فبعض الأطفال قد ولدوا على يديه إذ يعمل مع المُنظمة منذ 8 سنوات، ويتردد على المُخيم بشكل يومي، حتى بعد انتهاء الدوام، لتنشأ علاقة خاصة مع كل طفل ولكل منهم منزلة خاصة بقلب الشاب العشريني.

ويتابع «بنشر صور الأطفال أصبحوا مُتحمسين لنشر صورهم، يُتابعون التعليقات، صاروا يشعرون أنهم كأي أطفال في أي بقعة في العالم، لديهم أحلام كبيرة يطمحون تحقيقها مُستقبلاً».

تريند رامي عياش «قصة حب»

صور الهزاع مع أطفال المُخيمات احتلت «التريند» خصوصاً فيديو أغنية «قصة حب» للفنان رامي عياش، حيث تشاركت مجموعة من الفتيات الرقص على نغمات الأغنية، ليُعلق عياش بعد تداول الفيديو على نطاق واسع قائلًا: «فيديو زعلني أن هناك أناس كثير تاركة بيوتها وبلدها ومهجرة وقاعدين بمخيمات وبذات الوقت فرحني أنه عم نقدر نسعد الناس حتى بزعلهم وأيامهم العصيبة يلي عم يمرقوا فيها وعم نموه عنهم قليلا إن كان بأغنيات أو ذكريات حلوة».

وعن ذلك قال الهزاع «فيديو أغنية رامي عياش حقق انتشاراً كبيراً، وتواصل معي عدد كبير من المشاهير خصوصاً الفنان رامي عياش صاحب الأغنية ووعدنا بزيارة المُخيم قريباً، أو أن يصطحب الأطفال لمكان قريب، وهو الأمر الإيجابي من التصوير نقل الصورة للمجتمع المحلي حتى بلبنان بأن هؤلاء الأطفال مثلهم مثل أي طفل، يُشاركون بأي ‘تريند‘ ويعيشون حياتهم مثل الأطفال».

بخلاف نشر البهجة بين الأطفال وتغيير صورة المخيمات في ذاكرة البعض، يسعى الهزاع لجمع التبرعات من جهات مُختلفة لتحسين الأوضاع الاجتماعية للأطفال، ويتمنى أن يعود الأطفال بوقت ما لبيوتهم وأوطانهم، هي أمنية، لكن في الواقع الأمر صعب.

ويختم «المخيم يقع بضيعة صغيرة بلبنان تحوي 70 مخيماً وكل مُخيم بالمتوسط يضم في المتوسط 80 عائلة، والمخيم الذي أصور به يضم 220 عائلة، فجداً الموضوع صعب خصوصاً بفصل الشتاء وما يتبعه من أمطار تؤثر على حالة الخيام».