كشف مؤسس ومدير مهرجان العين السينمائي عامر سالمين المري، لـ«الرؤية» عن الانتهاء من 60% من مشروع ضخم لتحويل المهرجان إلى مهرجان سينمائي عالمي خلال الأعوام القليلة المقبلة، مؤكداً أن المهرجان سيظل في الوقت ذاته المنصة الأبرز لدعم صناع السينما المخضرمين والمواهب الإبداعية المحلية، وتقديم أفضل إنتاجات السينما في المنطقة.
وقال على هامش مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الأربعاء، إن الدورة الحالية من المهرجان التي ستنطلق في 23 يناير الجاري في قلعة الجاهلي بمدينة العين، ستشهد عدداً مميزاً من عروض الأفلام المحلية والخليجية والعربية والعالمية التي يمكن للزوار مشاهدتها مجاناً.
وتشهد الدورة الرابعة من المهرجان الذي ينطلق تحت شعار "سينما المستقبل" 58 فيلماً إماراتيًا وعالمياً من بينها 47 فيلماً تشارك في مسابقات المهرجان.
كما يعرض المهرجان مجموعة من الأفلام ضمن برنامج «سينما العالم»، وعدد من أبرز الإنتاجات من الأفلام الإماراتية القصيرة ضمن مبادرة «الركن الكلاسيكي» الجديدة.
ويمكن لزوار المهرجان حجز التذاكر المجانية لمشاهدة عروض الأفلام السينمائية في سينما «بوادي مول» يومياً من الساعة الثانية ظهراً إلى 10 مساءً.
ويسلط المهرجان الضوء على باقة من أبرز الأفلام المحلية والخليجية والعربية والعالمية المتميزة، منها عروض أولى وحصرية على شاشات العين السينمائي.
موسوعة السينما الإماراتية
وتفصيلاً، كشف منظمو المهرجان خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء الأمس عن أبرز مستجدات الدورة الجديدة من المهرجان، والمبادرات الجديدة التي يتم إطلاقها لأول مرة، ومن بينها الإعلان عن تفاصيل «موسوعة السينما الإماراتية»، والتي ستشمل على تفاصيل دقيقة حول تاريخ ومراحل تطور السينما في الإمارات ومسيرتها وإنجازاتها خلال الـ50 عاماً الماضية.
وستشمل الموسوعة الأولى من نوعها على المستوى المحلي تفاصيل حول تأسيس أول دور عرض وأماكن السينما القديمة الشهيرة، وتطور صالات العرض في الإمارات، وبدايات الفيلم الاماراتي وتطوره سواء القصير أو الطويل.
وتستهدف الموسوعة تقديم محتوى معرفي للقارئ الخليجي والعربي عن تاريخ وإنجازات السينما الإماراتي، ولتكون الموسوعة بمثابة مرجع للباحثين والمتخصصين والمبدعين والطلبة ولكل صناع السينما بشكل عام.
اتفاقات ومبادرات
وأفاد «الرؤية» مؤسس ومدير المهرجان عامر سالمين المري، بأن الدورة الحالية من المهرجان تشهد عدداً مميزاً من عروض الأفلام المحلية والخليجية والعربية والعالمية التي يمكن للزوار مشاهدتها مجاناً.
وتابع: «كما ستشهد الاحتفاء بعدد من الشخصيات البارزة والفعالية في صناعة السينما، من بينهم المخرج والمؤلف السينمائي الكويتي الراحل خالد صديق الذي ساهم في تأسيس السينما الإماراتية وأنتج أول فيلم خليجي بعنوان «بس يا بحر» عام 1972، بالإضافة إلى 13 فيلماً روائياً طويلاً».
وأشار إلى أن المهرجان سيحتفي في دورته الحالية بالفنان والمنتج الإماراتي سلطان النيادي الذي عزز من حراك صناعة الفن السابع بالإمارات، إضافة إلى تكريم خاص سيقدم إلى الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي.
وتطرق المري إلى أن المهرجان استطاع أن يثبت حضوره واستمراريته وأن يستقطب أهم وأميز الأفلام العربية والأوروبية، منها أفلام رُشحت لجوائز الأوسكار 2021، منها الجزائري «هيليوبوليس» والمصري «لما بنتولد» والتونسي «الرجل الذي باع ظهره».
ونوه بأن المهرجان سيشهد اتفاقات ومبادرات فنية تهدف إلى دعم السينما وصناعها والكفاءات والمواهب الإماراتية، الأمر الذي أسهم في إدراج اسم مهرجان العين على خارطة المهرجانات السينمائية في المنطقة.
سينما العالم
من جانب آخر، قال المدير الفني لبرنامج سينما العالم، سعيد سالمين، إن سينما العالم يتضمن باقة من الأفلام التي شاركت في أهم مهرجانات العالم وحصدت جوائز متعددة، وبعضها رشح من دولتها إلى الأوسكار، لعرضها على شاشات المهرجان طوال فترة فعالياته.
وتابع: "ستتنوع باقة الأفلام قصصها بين الدرامية والاجتماعية، منها «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري، و«الست» للمخرجة السودانية سوزانة مرغني، و«الهدية» للمخرجة الفلسطينية فرح نابولسي."
المسابقات الرسمية
من جانب آخر، تستقطب الدورة الحالية من المهرجان العديد من الأفلام المتفردة في مسابقات المهرجان المختلفة، منها مسابقة «الصقر الإماراتي القصير» والتي تشهد منافسة 15 فيلماً، و«الصقر الخليجي الطويل والقصير» يشهد منافسة 15 فيلماً، و«الصقر لأفلام الطلبة» وسيسلط الضوء على 8 أفلام، أما «الصقر لأفلام المقيمين» فتشمل على 9 أفلام.
ويتنافس على الجائزة الكبرى في مسابقة «الصقر الخليجي الطويل» 4 أفلام إماراتية، منها «B82» للمخرج خالد محمود، «سفران» للمخرج صالح كرامة و«كروموسوم» للمخرج علي جمال، و«حين» للمخرج سعيد راشد سعيد، و3 أفلام خليجية هي السعودي «حياة امرأة» للمخرج سمير عارف، والبحريني «هوا» للمخرج محمد القفاص، والعُماني «الزيج» للمخرج صلاح الحضرمي.
ويستمر «العين السينمائي» في تعاونه مجدداً مع بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، إذ تم اختيار 3 أفلام من بولاندا ولتفيا ولتوانيا لعرضها على شاشات المهرجان في عرض خليجي أول، والتي حصدت سابقاً العديد من الجوائز من أهم المهرجانات الدولية السينمائية.
الركن الكلاسيكي
وتسلط مبادرة «الركن الكلاسيكي» الجديدة الضوء على أبرز الإنتاجات من الأفلام الإماراتية القصيرة لما تحتويه من أفكار ومضامين اجتماعية هادفة، منها «سبيل» للمخرج خالد محمود، و«تنباك» للمخرج عبدالله حسن أحمد، و«باب» للمخرج وليد الشحي، وفيلم «بنت مريم» للمخرج سعيد سالمين.
ومن المقرر، أن يشهد «الركن الكلاسيكي» خلال الدورات المقبلة، عرض أهم وأميز الأفلام السينمائية المحلية القصيرة التي حصدت جوائز هامة في عدد من المهرجانات الخليجية والعالمية، لتكون بمثابة منصة تعليمية تثقيفية للجيل الحالي، ليكتسبوا الأدوات الإخراجية والفنية ذات المستوى العالي، التي تنفيذها في تلك الأفلام، التي أصبحت علامة مميزة في تاريخ السينما الإماراتية.
السيناريو غير المنفذ
ويتعاون «العين السينمائي» مجدداً مع «مهرجان أبوظبي»، باعتباره الشريك الاستراتيجي الثقافي للمهرجان، في مسابقة مهرجان أبوظبي للسيناريو غير المنفذ.
وتستهدف الشراكة المؤلفين الإماراتيين الشباب، لخلق جيل جديد من الكتاب يستطيع إثراء المحتوى المحلي بمواضيع جديدة تقدّم للسينما، علماً بأن الدورة الحالية من المهرجان ستشهد عرض الأفلام التي فازت في مسابقة الدورة الماضية.