السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

بين «الزيارة» و«خارج السيطرة».. موجة من الرعب تجتاح «شاهد»

استعان منتجون بشركات عالمية من أجل تقديم أعمال رعب تستطيع إقناع الجمهور وفي الوقت نفسه تنافس مثيلاتها من الإنتاجات العالمية، من ضمن هذه الأعمال مسلسل «الزيارة» الذي استعان بالشركة التي قدمت الدراما الشهيرة La casa de papel.

ويبدو أن «مسلسل» الرعب الذي يعيش فيه مشاهدو السينما والمنصات العالمية سوف يستمر في 2022، بعد أن وصل إلى منصة شاهد VIPعدد كبير من الأعمال التي تنتمي لهذا النوع الفني الذي انتشر على الشاشات مثل النار في الهشيم!

أحدث هذه الأعمال مسلسلا «الزيارة» و«خارج السيطرة» اللذان يحظيان بإقبال كبير حالياً على المنصة، وقبلهما كان «شقة 6» الذي لعبت بطولته روبي من إخراج محمود كامل، حيث حظي بنسبة مشاهدات مرتفعة رغم الملاحظات التي أبداها البعض تجاه مشاهد الرعب والتي بدت مفتعلة أحياناً وغير مخيفة بشكل كاف في أحيان أخرى.

مشكلة ضعف التنفيذ



مشكلة «شقة 6» عانى منها أيضاً مسلسل «ما وراء الطبيعة» الذي أخرجه عمرو سلامة من إنتاج نتفليكس، في أول إنتاج عربي ضخم لها، وهي ضعف تنفيذ «الجو العام» لنوعية الرعب التي تتطلب تناغما كاملاً بين عناصر الصورة والصوت لخلق الجو النفسي المشحون الذي يثير القلق داخل المشاهد، وليس من خلال مشاهد الظهور المفاجئ والأصوات الحادة والموسيقى المرتفعة فقط.

هذه المشكلة التي تعاني منها سينما الأنواع العربية بشكل عام، خاصة في الفانتازيا والرعب، ظلت لسنوات طويلة عائقاً أمام صنع أعمال جيدة تناظر مثيلتها في الغرب والشرق، ولكن الخبر الجيد أن بعض صناع الأفلام والمسلسلات الجدد بدؤوا في الانتباه إلى هذا العيب الخطير.

قصة حقيقية



مسلسل «الزيارة» هو خطوة على هذا الطريق، مع ملاحظة أن مخرجه أجنبي، وهو الإسباني أدولفو مارتينيز، الذي وصل إلى العمل بعد أن تعذر انتاج المسلسل في مصر فذهب إلى لبنان بعد أن تم تغيير موقع أحداثه وشخصياته لتناسب بيروت في بداية ثمانينيات القرن الماضي، مع الإبقاء فقط على جنسية الشخصية الرئيسية، الخادمة انصاف، التي يتبين لاحقاً أنها ليست خادمة، والتي لعبت دورها المصرية دينا الشربيني.

الطريف أن إحدى نقاط الدعاية والتسويق للمسلسل أنه مقتبس عن قصة حقيقية، حيث صرح صاحب فكرة العمل اللبناني الإسباني طارق خوسيه غطاس نازاريو أنها حدثت في طفولته في بيروت، ولكن وجود طاقم مؤلفين مصري للسيناريو يتكون من محمد عبدالكريم، سارة لطفي ومجدي أمين تحت إشراف مريم نعوم المسؤولة عن المحتوى الفني في مسلسلات منصة «شاهد»، إنما يشير إلى أن أحداث العمل كانت تقع في مصر قبل انتقال إنتاجه إلى بيروت.

وبغض النظر عن الإيحاء بأن قصة المسلسل الخرافية قد وقعت بالفعل، الأمر الذي لا يصدقه عقل سليم، يكتسب العمل «واقعيته» وتأثيره الكبير من جودة واحترافية تنفيذه، وليس من الأصل «الواقعي» للقصة.

يتميز «الزيارة» بإنتاجه الضخم، وتوظيف جزء كبير من ميزانية هذا الإنتاج للمؤثرات البصرية والسمعية وخلق «الجو النفسي» الملائم لنوع الرعب، ولذلك تم الاستعانة بفريق من المتخصصين من إسبانيا والأرجنتين، ومنهم شركة palma للمؤثرات الصوتية التي نفذت المؤثرات الخاصة بالمسلسل الشهير La casa de papel، وشركة Free Your Mind المتخصصة في المؤثرات البصرية وشركة The Action Crew Europe المتخصصة في تنفيذ مشاهد الأكشن الصعبة، من بين شركات أخرى في تخصصات فنية أخرى.

"الزيارة" يتميز أيضاً بفريق ممثلين متميز بجانب دينا الشربيني، منهم تقلا شمعون، كارول عبود، إيلي متري، عبدو شاهين وغيرهم، كما يتميز بسرعة إيقاعه، حيث لا تزيد حلقاته عن 8 مدة كل حلقة 45 دقيقة.

خارج السيطرة



من أعمال الرعب الأخرى التي تعرض على "شاهد VIP" مسلسل التشويق والرعب «خارج السيطرة»، وهو يختلف عن «الزيارة» في عدة أشياء منها أنه مكون من حلقات منفصلة حول قصص مختلفة تدور في بلاد عربية متعددة ويشارك في كل حلقة ممثلون مختلفون، ومؤلف ومخرج مختلفان.

الحلقة الأولى، مثلاً، التي تحمل اسم «أسفل» من إخراج السعودي محمد دحام الشمري صاحب عدد من المسلسلات الكويتية المتميزة مثل «سما عالية» و«غصون في الوحل» وغيرها، وهي من بطولة السعوديين وعد وعبدالمحسن النمر.

الحلقة الثانية «الفرصة» من إخراج المصري أحمد خالد وبطولة حسن الرداد، محمد شاهين، كامل الباشا، سوسن بدر، ميس حمدان وسمر علام.

أما الحلقة الثالثة «سنة جديدة» فهي من إخراج السعودي محمد وفا وبطولة فريق عمل نسائي من جنسيات مختلفة خليجية ولبنانية ومصرية.

تراوح المستويات الفنية للحلقات كتابة وإخراجاً وتمثيلاً، ولكن الملحوظة الأساسية أن «الرعب» يبدو مقحماً على معظم الحلقات، ويبدو أنها كانت مكتوبة في إطار التشويق والجريمة ثم تم إضافة لمسات الرعب لها لتناسب متطلبات السوق الحالي.