الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

15 ألف أفيش و500 ألف نيجاتيف أفلام.. مكرم سلامة.. «أرشيفجي» السينما المصرية

مُنذ 50 عاماً بدأ المصري مكرم سلامة في جمع وثائق وأرشيف السينما المصرية، رحلة بدأها سلامة من مسقط رأسه بمدينة نجع حمادي بصعيد مصر وحتى الآن مُتنقلاً بين محافظات مصر ليجمع تراث السينما المصرية، حتى تحولت شقته لأرشيف مصور يحكي تاريخ السينما المصرية في القرن العشرين.

1000 دار عرض سينمائي في مصر



لم يبخل سلامة بماله كشاب في مُقتبل حياته في بداية الخمسينات عندما بهرته السينما وقتها، وبهرته «أفيشات» أفلامها، وعن ذلك يقول لـ«الرؤية»: «عرفت السينما في مدينتي نجع حمادي بمُحافظة قنا بصعيد مصر، حيث كانت توجد 5 دور عرض سينمائي في المدينة، وكانت السينما جاذبة للجميع في كل أرجاء مصر».



ويتابع: مُنذ 50 عاماً كانت مصر تضم حوالي 1000 دار عرض سينمائي، وكانت السينما وسيلة الترفيه الوحيدة، وأحتفظ بمستندات تخص كل دار عرض سينمائي في تلك الفترة.



وأضاف: «أحببت السينما.. وأردت الاحتفاظ بتراثها وبدأت هوايتي في جمع «أفيشات» الأفلام التي كنت أشتريها مقابل «قرش صاغ» واحد، وكان جيراني وأصدقائي يهدونني «أفيشات» الأفلام أيضاً، وكان فيلم «عنتر وعبلة» أول فيلم أحتفظ بالأفيش الخاص به».



واستطرد «بعد ذلك انتقلت للقاهرة وكان عمري 20 عاماً وعرفت مناطق شركات الإنتاج في منطقة وسط البلد وخصوصاً شارع عماد الدين، ومن وسط البلد ثم انتقلت للسويس وهناك أنشأت شركة ملاحة خاصة، وكنت أعمل بين العقبة والسودان والصين، وكل الأموال التي أجمعها أنفقها على شراء تراث السينما وأفيشاتها والصور الخاصة بمصر والتي التقطها المصورون من جنسيات مُختلفة».

خطة للشراء



أطُلق على سلامة لقب «أرشيفجي» السينما المصرية لكثرة ما جمعه من تراثها، ولجمع هذا التراث وضع «الأرشيفجي» خطة مُحكمة للحصول عليه، حيث كان يتواصل من خلال علاقاته مع أصحاب شركات الإنتاج السينمائي واستوديوهات التصوير الفوتوغرافي، التي تُعلن غلق أبوابها لأسباب مُختلفة، أو دور العرض السينمائي التي تُعلن إفلاسها.



وعن ذلك يقول «جمعت نحو 90% من أرشيف شركات الإنتاج التي تنوي الإغلاق أو أوراقها المهمة التي تنوي «فرمها»، وشركات الإنتاج التي كانت تُعلن تصفيتها ولم يكن يهمها ما تملكه من تراث، فقد باعت النسخ الأصلية من الأفلام ولا يهمها أكثر من ذلك».



وعن قيمة آخر صفقة اشتراها قال إنها بلغت 300 ألف جنيه مصري، وكانت قبل فترة قصيرة.

15 ألف أفيش أصلي



وأشار سلامة في حديثه مع «الرؤية» إلى أنه جمع 15 ألف أفيش أصلي للأفلام، و400 فيلم وثائقي، أما أبرز ما يحويه أرشيفه مجموعة نيجاتيف كاملة لأرشيف الفنان أنور وجدي، وعن أول أرشيف مُتكامل حصل عليه فهو أرشيف المُخرج الإيطالي «توجو مزراحي» صاحب فيلم «سلاّمة» لأم كلثوم، وعنه قاله إن الأرشيف الوحيد لمزراحي لا يوجد سوى في حوزته.



وإلى جانب ذلك يضم أرشيف سلامة بعض الصور النادرة لاستعراض اللواء محمد نجيب للجيش بعد ثورة 1952، إلى جانب عقود إنتاج وتوزيع غالبية الأفلام المصرية منذ الثلاثينات وحتى بداية الستينات، إضافة إلى خطابات ومراسلات بخط يد أشهر نجوم السينما المصرية، من بينها تكاليف إنتاج الأفلام، وإيصالات الأجور، إضافة لأرشيف الإذاعة المصرية.

توثيق رقمي



جمع سلامة على مدى تاريخه حوالي 500 ألف نيجاتيف خاص بأفلام مصرية مُهمة، بخلاف ما جمعه من تراث سينمائي مُهم، وهو الأمر الذي دعاه للتفكير في جمع تراثه رقمياً وعدم الاكتفاء بشكله الورقي فقط، لذا بمُساعدة نجله نجح حتى الآن في جمع تراثه رقمياً على نحو 900 غيغا.

عرض للبيع



طرح سلامة أرشيفه للبيع بسبب قلقه بشأنه، إذ تخطى من العمر 70 عاماً، إضافة إلى أن أبناءه يعيشون خارج البلاد، لذا عرض أرشيفه للبيع، لكن وزارة الثقافة المصرية عندما نما لعملها ذلك، تواصلت معه لشرائه.



ويقول سلامة: «زارني مندوب من وزارة الثقافة المصرية للوصول إلى اتفاق بشأن شراء التراث الذي أملكه، لكن طلب مني حصره».