الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

«إكسبوجر 2022» يستعرض عجائب أعماق البحار

شهدت فعاليات اليوم الثاني من القمة البيئية التي ينظمها مهرجان التصوير الدولي «إكسبوجر 2022»، جلستين حواريتين، جاءت الأولى بعنوان «كوكب البحر الأبيض المتوسط ورحلات غومبيسا الاستكشافية»، وتحدث خلالها المصور الفرنسي المتخصص بالتصوير البيئي والطبيعي لوران باليستا، فيما حملت الثانية عنوان: «عدسة الحفاظ على المحيطات»، وتحدث فيها المخرج الكندي جيفري جاريوك.



واصطحب لوران باليستا الجمهور في رحلة شيِّقة سرد فيها قصص رحلة استكشافية استمرت 28 يوماً في أعماق البحر الأبيض المتوسط ​​، وقال: «وجدت أشكالًا مذهلة للحياة البحرية في الأعماق التي لم يصل إليها أحد، وأدركت معنى أن الإنسان كلما اكتشفت أكثر، أدرك أن معلوماته محدودة جداً، وكلما عرف أشياء جديدة، أيقن أن الأشياء التي لا يعرفها تفوق معارفه».

واستعرض باليستا بعض الاكتشافات المذهلة في مواقع متنوعة ابتداءً بالمحيط المتجمد الجنوبي، وانتهاءً بالبحر الأبيض المتوسط، وقال: «للوصول إلى الكواكب نستخدم سفينة فضاء ومحطة فضائية، ولكن للوصول إلى أعماق البحر نستخدم محطة الأعماق لأن المواقع المتنوعة في الأعماق الساحقة تشبه الكواكب البعيدة المتناثرة في مجرة مجاورة، حيث تبدو المسافات صغيرة تحت الماء، ولكن بمجرد الغوص نجد أن العملية تشابه الدخول إلى عالم موازٍ».



وشارك باليستا تجاربه في توثيق حدث التفريخ السنوي للسمك الأخفس «الجروبير» في فاكارافا في بولينيسيا الفرنسية، ورؤية أسماك القرش الجائعة تصطاد فرائسها، وإثارة مشاهدة سمكة الجومبيسا التي تعيش في قاع البحر والتي كان البشر يعتقدون أنها انقرضت قبل 70 مليون عام.

وقال: «لا يوجد ما هو أكثر تشويقاً من هذه الألغاز المخبأة في أعماق البحار، حيث انقرض الماموث قبل 4000 عام، في حين أننا نتحدث عن 70 مليون عام»، وشارك صور السمكة التي تم اكتشافها لأول مرة في عام 1938، مؤكداً أن هذا الاكتشاف يعد واحداً من أهم اكتشافات علم الحيوان في القرن العشرين.



وخلال جلسته ناقش المخرج الكندي جيفري جاريوك مفهوم السياحة البيئية، وأكد أنها خلافاً للاعتقاد السائد، ليست عدواً للبيئة بل جسراً للحفاظ عليها، واستعرض عدداً من أعماله في خليج جينجاتا في موزمبيق، وجزر غالاباغوس في المحيط الهادئ، والقارة القطبية الجنوبية، مسلطاً الضوء على جوانب من حياة الأشخاص الذين يسهمون بالحفاظ على الحياة البحرية وحمايتها في جميع أنحاء العالم.

وسرد جاريوك تفاصيل قصص أبطال حقيقيين منها قصة الصياد باسكال الذي دعم بناء مدرسة ابتدائية في موزمبيق لتعليم الأطفال وإشراكهم في عملية الحفاظ على البيئة البحرية، بالإضافة إلى قصة جوناثان جرين، مؤسس ومدير مشروع «غالاباغوس ويل شارك».

واختتم جاريوك الجلسة برسالة أمل قال فيها: «نحتاج إلى فهم أهمية الأمل، وعلى الرغم من أننا نفقد أنواعاً عديدة من المخلوقات البحرية ومواطنها، لكن يتوجب علينا ألّا نفقد الأمل، لأنه سيمكننا من العمل على ضمان مستقبل أفضل».