الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

بالفيديو.. سلطان القاسمي يفتتح سفاري الشارقة بكلفة مليار درهم

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن المشروعات التنموية في المنطقة الوسطى تأتي بتروٍّ وتأنٍ يراعي طبيعتها وما تحويه من صحاري وأشجار ونباتات وحيوانات تسعى الشارقة للمحافظة عليها بشكل متوازٍ، مع التطوير في مختلف قطاعات البنية التحتية والثقافة والسياحة والتراث والاقتصاد والرياضة وغيرها.



جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم الخميس، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، في افتتاح سفاري الشارقة، أكبر سفاري بالعالم خارج أفريقيا، والذي يقع بمدينة الذيد.



وأكد سموه أن البداوة لها صفات وعادات وقيم وموروث وهوية أصيلة يجب المحافظة عليها، وتقوم قناة الوسطى من الذيد بذلك من خلال تقديم برامج تستضيف فيها كبار السن والشعراء والرواة لتعريف وتوثيق هذا الموروث.

جملة من المشروعات



وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى جملة من المشروعات التي تنفذ في المنطقة الوسطى التي تشمل المراعي والمحميات وحصن الذيد الذي سيفتتح الأسبوع المقبل، وبحيرة البطحاء التي ستشكل عند افتتاحها بعد 14 شهراً، موقعاً سياحياً مميزاً، بالإضافة إلى كونها مخزوناً مائياً للمنطقة، وستقام عليها مسابقات دولية للتجديف.



ولفت سموه إلى مدينة الشارقة الرياضية التي ستقع على طريق الشارقة - الذيد، وستضم المرافق والبنية التحتية للألعاب الرياضية، وستجمع الرياضيين، وتنظم منافسات ومسابقات مختلفة منها السباحة والتجديف.



وأشار سموه إلى مشروع المحافظة على الأسماء في المنطقة الوسطى من خلال توثيق أسماء الأشجار أو الكثبان أو الآبار وغيرها من الأسماء المرتبطة ببيئة المنطقة لتسلم بعدها إلى دائرة شؤون البلديات والزراعة والثروة الحيوانية، ليتم حفظها وتوثيقها والمحافظة عليها من خلال لوحات واضحة لهذه المواقع.



كما شدد صاحب السمو حاكم الشارقة على أهمية المحافظة على بعض المناطق الصحراوية الطبيعية من أعمال الإنشاء والتعمير والتمدن، والذي سيكون من خلال مراسيم أميرية تمنع استخدام هذه المناطق لتستمر على طبيعتها وتحافظ على مكوناتها البيئية.

صديق للبيئة



وأوضح سموه أن مشروع سفاري الشارقة بدأ العمل فيه قبل 5 سنوات ليصل إلى افتتاحه اليوم، وقد بلغت كلفته ما يقارب مليار درهم، مؤكداً سموه أن السفاري هو مكان صديق للبيئة ويحتوي على مختلف الحيوانات والنباتات في بيئة مهيأة تساعد على عيشهم وتكاثرهم، وقد صُمم بشكلٍ مميز ليستمتع به الزوار ويقدم المعرفة أيضاً حول محتوياته، كما يساهم السفاري في توفير وظائف لأهل المنطقة؛ حيث وفّر 300 وظيفة لشباب وشابات المنطقة الذين يعملون ويعرفون بالسفاري بصورة مميزة.



وبيّن سموه أن المشروعات التي ستنفذ ستشمل أيضاً المناطق الأخرى في الوسطى مثل منطقة مليحة، والتي ستكون مشروعاتها مميزة مع المحافظة على خصوصيتها، حيث إن مشروعاتها ستكون بعيدة عن المساكن الشعبية.



وأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن كل ما تقوم به الشارقة من جهود ومشروعات تنطلق واضعةً الإيمان أولها ومحافظة على مبادئها وقيمها وتقاليدها، وتعزز من هويتها الأصيلة، لافتاً إلى أن التطور يجب ألا يفقد الإنسان دينه ومبادئه وعاداته، داعياً سموه أبناء وبنات الوطن لتحمل المسؤولية ورعاية أسرهم وأبنائهم والاعتزاز بدينهم ووطنهم.



ولفت سموه إلى أن الاهتمام بالإنسان في الشارقة لا يكون عن طريق توفير التعليم والثقافة والمشروعات التنموية فقط، بل حتى في متابعة أحوالهم الاجتماعية، مشيراً إلى متابعة سموه الشخصية لملف المتقاعدين من إمارة الشارقة الذين قدموا الكثير لبلدهم وذلك لرفع المستوى المعيشي لهم.



وفي ختام كلمته، قدّم سموه الشكر الجزيل لكافة القائمين على سفاري الشارقة من إداريين ومرشدين وإلى من ساهم في تنفيذه بالصورة المميزة من مهندسين وخبراء ومختصين.

12 بيئة مختلفة



وكان سموه لدى وصوله إلى سفاري الشارقة قد أزاح الستار التقليدي إيذاناً بالافتتاح الرسمي للسفاري الذي يضم 12 بيئة مختلفة، ويمتد على مساحة تبلغ 8 كيلومترات مربعة، ويقع ضمن محمية البردي في مدينة الذيد التي تبلغ مساحتها 16 كيلومتراً مربعاً، ليشكل معلَماً طبيعياً وسياحياً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.



وتجول صاحب السمو حاكم الشارقة وسمو الشيوخ والحضور في كافة أرجاء سفاري الشارقة متنقلين في بيئاتها البالغ عددها 12 بيئة مختلفة مستوحاة من جميع أنحاء أفريقيا، تمثل الحياة والتضاريس في القارة السمراء، والحيوانات، والطيور التي تعيش فيها.



واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على مرافق وخدمات السفاري، التي تمكن الزوار من الاستمتاع باستكشاف الحياة البرية في أفريقيا بشكلٍ مميز.





باقات مختلفة

وقالت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة هنا سيف السويدي لـ «الرؤية»: سعيدون بافتتاح سفاري الشارقة اليوم هذا المعلم العالمي الأكبر بالعالم بعد سفاري أفريقيا، حيث توفر للحيوانات الأفريقية بيئة بدون أسوار، مماثلة لبيئتها الأصلية تماماً، والتي ستكون جميعها لأول مرة في مكان واحد يمكن لجميع أفراد الأسرة زيارته ومشاهدة هذا العدد الكبير من الحيوانات والنباتات الأفريقية فيه.

وتابعت: هنالك أكثر من 50 ألف حيوان، وأكثر من 100 ألف شجرة سمر مجلوبة من أفريقيا، و12 قسماً موجودة بالشارقة.



وأفادت بأن السفاري، التي تفتح أبوابها من صباح الجمعة للزوار، تستغرق مدة الزيارة فيها بين 6 ساعات وأقل على حسب الباقة المختارة، حيث توفر تذاكر الدخول خيارات التذاكر الذهبية والفضية البرونزية.



ولفتت إلى أن الطرق والمرافق مجهزة لكل من الأمهات وأصحاب الهمم وكبار السن.



وأوضح كوين بروير، عالم أحياء واختصاصي استشارات الحياة البرية، بشركة وان زو بلس المنفذة لتصميم الحديقة والمحمية، أن موقع السفاري بحد ذاته والطبيعة التي تجمع بين السهول الحصوية والجبال المحيطة بها، تمنحها خصوصية سفاري أفريقيا، ما جعل الموقع وطبيعته يفرضان خصوصية التصميم المحاكي لطبيعة السفاري.

تجربة فريدة



ويحتوي سفاري الشارقة على مناطق عدة تحاكي المناطق الحقيقية في أفريقيا، وتأخذ المنطقة الأولى «إلى أفريقيا»، الزوار في تجربة مشي فريدة لاستكشاف الحياة البرية المستوطنة في الجزر والأرخبيلات المنتشرة على طول الساحل الشرقي لأفريقيا في المحيط الهندي.



أمَّا المنطقة الثانية، «الساحل»، فتتمثل في الصحراء والمراعي والحياة البرية المتنوعة، وتمتد في أفريقيا من الساحل الأطلسي في موريتانيا في الغرب إلى إريتريا والبحر الأحمر في الشرق، وهي منطقة انتقالية غنية بالحياة البرية بين الصحراء الكبرى في الشمال والسافانا إلى الجنوب.





وتمتد المنطقة الثالثة، «السافانا»، في شرق وجنوب أفريقيا من الساحل في الشمال وصولاً إلى كالاهاري في الجنوب الغربي، وتغطي هذه الأراضي العشبية الاستوائية الأفريقية نصف مساحة القارة الأفريقية، وهي موطن لأكبر تركز للتنوع الحيوي على الأرض.

فيما تحتفي المنطقة الرابعة، «سيرينقيتي»، بأكبر هجرة للحيوانات في العالم كل عام، حيث تهاجر مجموعات كبيرة من الحيوانات العاشبة عبر سهول سيرينقيتي، وتعمل على جذب الحيوانات المفترسة والحيوانات التي تتغذى على الجيف، عبوراً بنهر مارا، حيث تكمن تماسيح النيل في المياه العكرة والتي تشكل خطورة على الحيوانات العاشبة المهاجرة.



وتحمل المنطقة الخامسة، اسم «نقورونقورو»، وقد تشكلت من فوهة بركانية منقرضة، وهي نظام بيئي فريد وموطن لبعض الأنواع الأكثر شهرة في أفريقيا.

في حين استوحيت المنطقة السادسة، «موريمي»، من الأخاديد والوديان في جنوب غرب أفريقيا، والتي تشكلت على مدى قرون بفعل الأمطار الموسمية الغزيرة، وتحوي مجاري الأنهار الجافة والرملية هذه على طبقات المياه الجوفية التي تدعم الحياة طوال موسم الجفاف.

50 ألف حيوان



وتضم سفاري الشارقة أكثر من 50 ألف حيوان لأكثر من 120 نوعاً من الحيوانات التي تعيش في أفريقيا، ويعتبر وحيد القرن الأسود من أهم وأندر الحيوانات في السفاري.



كما تمت زراعة أكثر من 100 ألف شجرة سمر أفريقي في سفاري الشارقة، وتتنوع النباتات ما بين الأنواع المحلية والأفريقية.



وتقدم سفاري الشارقة لزوارها تجربة متكاملة لاكتشاف أفريقيا وجزرها، ليطلع الزوار على طائر الفلامينجو والطيور الأخرى وليمور جزيرة مدغشقر وسلحفاة الدبرة العملاقة والقرية الأفريقية، إضافة إلى المزرعة التقليدية مع ماشية واتوسي، وقرية زنجبار، وغيرها من المرافق والأقسام التي تشاهد فيها مئات الأنواع من الحيوانات والنباتات الأفريقية.