الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

2000 إلى 100 ألف درهم للدعاية الواحدة.. إعلانات السوشيال ميديا "منجم ذهب"

وصف مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة، العمل في مجال الإعلان على السوشيال ميديا، بمنجم الذهب الذي يدر دخلاً من الهواء جيداً على صاحبه، مشيرين إلى أن قيمة الإعلان تتوقف على عددٍ من الأمور منها عدد المتابعين، وعدد مرات نشر الإعلان، وحجم المشروع المعلن عنه.

وتباينت آراء مؤثرين التقتهم «الرؤية» حول ما إذا كان العمل في هذا المجال بديلاً جيداً للوظيفة التقليدية، حيث أشار بعضهم إلى أنه يحقق مدخولاً جيداً، بينما رأى آخرون أن استمرارية مواقع التواصل غير مضمونة لا سيما مع التطور الكبير الذي يشهده العالم يومياً، فيما اتفق الطرفان على ضرورة أن يوجّه المؤثر مدخوله من الإعلانات في البدء بمشروعه الخاص.

وتراوحت قيمة الإعلان بين 2000 درهم إلى 100 ألف درهم للإعلان لشركات خارج دولة الإمارات، حسب مؤثرين، والذين أكدوا أنهم يشترطون عدداً من الأمور فيما سيقدمونه من إعلانات منها مطابقة المنتج للمواصفات الإماراتية وحصوله على التراخيص اللازمة وجودته وكذلك سعره المناسب.

كما، حدد مسؤولو شركات تسويق وإعلانات عاملين مع مشاهير منصات التواصل الاجتماعي، 3 عوامل تحدد سعر إعلانات المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي، يأتي على رأسها: تفاعل الجمهور المتابع مع محتوى المؤثر أو صاحب الحساب من حيث عدد المشاهدات والتعليقات وردود الفعل.

وكذلك تشابه الفئة المستهدفة للجهة المعلنة مع الفئة الغالبة من المتابعين، والجوانب المطلوبة من المشهور بالإعلان كالبوست والستوري والحضور الفعلي للحدث، أو أن يكون الوجه الإعلاني للجهة المعلنة.



استيفاء الشروط

يشترط المؤثر على مواقع التواصل، الإماراتي خالد الخالدي، فيما سيقدمه من إعلانات عبر بوابة السوشيال ميديا، أن تستوفي الشروط التي تفرضها الدولة، إذ يرفض الإعلان لشركات غير مرخصة، كما أنه ينأى بنفسه بعيداً عن إعلانات مستحضرات التجميل والأدوية والمعدات الطبية وزيوت الشعر، واصفاً الإعلانات عبر السوشيال ميديا، بمنجم الذهب الذي يوفر دخلاً أفضل بكثير من الوظيفة.

وأشار الخالدي إلى أنه يتقاضى من الشركات الكبرى أجراً قد يصل إلى 50 ألف درهم، فيما يقدم دعماً للمشروعات المنزلية، حيث يقدم لأصحابها خصماً يصل إلى 80%.

وشدد الخالدي على حرصه على التأكد من جودة المنتج قبل الشروع في نشر الإعلان، الأمر الذي يساعد التاجر على كسب زبائن، وفي الوقت نفسه يقدم خدمات بجودة عالية، الأمر الذي يساعده على الحفاظ على ثقة متابعيه.



تطورات رهيبة

اعتبر المؤثر ورجل الأعمال الإماراتي محمد البلوشي الملقب بـ«ونسني»، العمل في مجال الإعلانات مناسباً لمن لديه وظيفة وراتب ثابت، عازياً ذلك إلى حالة التطور الرهيبة التي يشهدها العالم والتي قد تحيل هذه المنصات إلى التقاعد في المستقبل.

ويرى أن السوشيال ميديا في الوقت الحالي تحتل المركز الأول في قطاع الإعلان، كونها قنوات منفتحة على كل العالم وسريعة الانتشار، مشدداً على حرصه على إبرام عقد بينه والشركة صاحبة الإعلان من أجل ضمان كل طرف حقوقه.

وشبّه ونسني، المؤثر بالممثل، فلكل نجم سعره الخاص، حيث يوجد ممثل مبتدئ وآخر نجم وبالطبع يختلف أجر هذا عن ذاك، مشيراً إلى أن المبتدئين في مجال الإعلانات أو من يطلق عليهم اسم «ماكرو بلوجر» يقدمون إعلانات مقابل 2000 إلى 5000 درهم.

ونوه بأن أسعار إعلانات المؤثرين الأقوياء ممن يمتلكون عدداً كبيراً من المتابعين تبدأ من 25 ألف درهم وقد تصل إلى 100 ألف، عندما يكون الإعلان خارج الدولة.

وأشار إلى أنه كان يأخذ عن الإعلان الواحد نحو 25 ألف درهم، لكن السوق بعد جائحة كوفيد تغيرت أحواله، حيث تدنت أسعار الإعلانات لنحو 15 ألف درهم.



بديل الوظيفة

وصف المؤثر والناشط في مجال ريادة الأعمال الإماراتي سعيد الرميثي، السوشيال ميديا بالبيئة الخصبة للاستثمار في مجال الدعاية والإعلان، مؤكداً أنها قد تكون بديلاً جيداً عن الوظيفة، خصوصاً إذا كان المؤثر يتمتع بمصداقية وقبول لدى المتابعين، ولديه القدرة على تقديم محتوى يمكنه من الاستمرار فيما يقدمه في المنصات.

ينصح الرميثي دوماً أقرانه من المؤثرين باستغلال دخل السوشيال ميديا في إنشاء مشاريع تحقق لهم عائداً ثابتاً على المستوى البعيد.

ونوه بأن السوشيال ميديا باتت منافساً قوياً لوسائل الإعلان التقليدية، مشيراً إلى أنها تفوقت عليها كثيراً لا سيما في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث باتت الحل الأقل كلفة بالنسبة للمستثمرين، كونها تحقق لهم وصولاً وانتشاراً واسعاً لدى جميع شرائح المجتمع.

ولفت إلى أن هناك عدداً من الأسباب التي تقف وراء سعي الشركات إلى الاستعانة بالمشهور لتقديم مادة إعلانية، منها عدد متابعيه ومدى قربه منهم، وطريقته في الطرح ومدى معرفته باحتياجات المتابعين ومتطلباتهم.

واعتبر الأجر الذي يحققه من الإعلانات التجارية مقبولاً نوعاً ما، خصوصاً أنه يراعي الظروف الخاصة المحيطة بالمشاريع التجارية ويحاول أن يدعم الناشئة منها كي تستمر وتحقق النجاح.

وأوضح أن وجود عقد رسمي في مجال الإعلانات ضروري كونه يعتبر مرجعاً قانونياً وإلزامياً لكلا الطرفين، لافتاً إلى أنه يشترط وجود رخصة تجارية سارية المفعول للشركة أو المشروع الذي يطلب منه إعلاناً داخل الإمارات، لافتاً إلى أنه يرفض تقديم إعلان للمشاريع غير المرخصة والتي لا تقدم جودة في الخدمات، منوهاً بأنه كثيراً ما يرفض الإعلان إذا كان سعر المنتج مبالغاً فيه.



منافس شرس

اعتبر المؤثر الاجتماعي الإماراتي أحمد علي، إعلانات السوشيال ميديا، من الأعمال التي تدر دخلاً جيداً لصاحبها، ومع ذلك يرى أن الوظيفة التقليدية أكثر أماناً من الاعتماد على هذه المنصات التي ربما تكون مؤقتة وتتعرض لصعود وهبوط.

ويرى علي أن إعلانات السوشيال ميديا باتت تمتلك من القوة التي جعلتها منافساً شرساً لوسائل الإعلان التقليدية، بل وأفضل كونها أسرع انتشاراً.

وعن متوسط أجره في الإعلانات، أفاد بأن الأجور تعتمد على عدة عوامل حسب نوع الشركة والمؤسسة التي تطلب من المؤثر الإعلان لمنتجاتهم، لافتاً إلى أن المشاريع المنزلية والمتوسطة تختلف عن الشركات ذات الميزانية الأكبر.

ولفت إلى أن عدد الإعلانات التي يرفض تقديمها أكثر من تلك التي يقدمها حيث يشترط فيما يقدمه عدداً من الشروط منها موافاته للمعايير التي تشترطها الجودة والسعر الجيد والجودة.



البحث عن الانتشار

تحدد زينة عكاوي، مؤسس ومدير تنفيذي لشركة باز ماركتنج بدبي، عدداً من الأسباب التي تقف وراء اختلاف أسعار الإعلانات وعلى رأسها عدد المتابعين.

وقالت: يحصل المشهور الذي يمتلك عدد متابعين لا يتجاوز 10 آلاف متابع، على 3 إلى 5 آلاف في الإعلان، أما إن كان عدد المتابعين 250 ألفاً، فيحصل المؤثر على 20 ألف درهم أو أكثر قليلاً.

وتتابع: أما إذا وصل عدد متابعي المؤثر إلى أكثر من مليون؛ فقد يصل سعر الإعلان إلى 100 ألف درهم، على حسب التفاعل الذي يحصده حساب هذا المشهور أو المؤثر، ونص العقد المتفق عليه إن شمل الحضور وعدد منصات الإعلان وخلافه."

وترى عكاوي أن 2015 شهد طفرة في سيطرة المؤثرين على سوق الإعلانات، لكن لم يكن هناك تشريعات تحكم هذا القطاع في ذلك الوقت وتحدد طرق الإعلانات والاتفاقيات، ولكن بعد فترة ظهرت العديد من المواقع والبرامج التي تقوم بقياس حجم التفاعل الذي يقدمه محتوى المؤثر أو صانع المحتوى على منصته الخاصة.

وأكدت أن الكثير من العلامات التجارية الكبرى والمتوسطة على استعداد لدفع مبالغ عالية في سبيل تحقيق سرعة الانتشار والحصول على مردود شرائي قوي لمنتجها لذلك لا تبخل على المؤثر الذي يحقق لها ذلك.

وزن المؤثر

يرى باسل عمران، مسؤول عن إدارة أعمال عدد من المشاهير والنجوم بدبي، أن وزن الفنان والمؤثر وعدد متابعيه، من العوامل التي تساعد في تحديد السعر، لافتاً إلى أنه لا يوجد معيار محدد لدى الشركات عند اختيار المؤثرين.

وأضاف أن أجور بعض المؤثرين ثابتة، فيما يحدد آخرون الأسعار على حسب الجهة المعلنة، منوهاً بأن بعض الأسعار قد تصل إلى 100 ألف وفي بعض الأحيان قد يتجاوز ذلك، اعتماداً على محتوى الإعلان وعدد مرات نشره على الستوري أو منشورات، أو إن كان على منصة الإنستغرام أو سناب شات أو تيك توك.

واعتبر إنستغرام المنصة الأكثر مصداقية، حيث أولت أهمية للإعلان وقيمته ومحتواه، حيث ألزمت بتوضيح أن هناك تعاوناً بين المؤثر مع العلامة مذكوراً وموضحاً بعنوان المنشور، partnership with، أي شراكة مدفوعة تمت الموافقة عليها من الشركة المعلنة، بعيداً عن مسألة الـtag للعلامة، والتي يقوم بها العديد من الناس."

سرية تامة

وقالت سالي حجار، الشريك الإداري في إحدى الوكالات التي تعمل كوكيل للعديد من مشاهير الشرق الأوسط والعالميين: «تحظى العقود الموقعة بين شركات الإعلانات والعلاقات العامة بسرية تامة، بحيث لا يمكن مشاركة المعلومات الموجودة بالعقود مع أي أطراف خارجية».

وتتابع: لكن هنالك شعرة تفصل بين كل مشهور وآخر بحسب المحتوى وطبيعة التفاعل، ما يجعل أسعار إعلانات المشاهير العالميين من النجوم والفنانين ولاعبي الكرة وغيرهم غالية جداً قد تصل لمئات آلاف الدولارات، والتي تشمل أن يكونوا الوجه الإعلاني للعلامة مع عدد محدد من المنشورات على فترة زمنية معينة، بينما تقل كثيراً أجور المشاهير المحليين، حيث تنحصر إعلاناتهم على المنشورات والستوري بمنصات مختلفة."

وأوضحت أن معايير السوق تعتمد على مدى شهرة المؤثر، وتأثيره ومدى تفاعل الجمهور مع المحتوى المقدم، بعيداً عن عدد المتابعين، فالأهم التفاعل وليس العدد، لافتةً إلى أن الشركات والعلامات تبحث عن صناع المحتوى الواقعيين وأصحاب المحتوى الخلاق، ذي القيمة الفكرية والاجتماعية.