تتمتع منطقتا لوهانسك ودينتسك المتنازع عليهما في أوكرانيا، بنسيج متشابك من العادات والتقاليد رغم التمايز أحياناً بما لا يضر بالتمازج الثقافي والتفاعل الاجتماعي بين الأوكرانيين والروس.
ويوحد حساء البورش بخضراواته المتعددة بين الجانبين، بينما يستقبل الأوكرانيون الضيوف بالملح والخبز، ويحتفي ذوو الأصل الروسي بيوم المعرفة!
عادات مشتركة
كما يحتفل الأهالي في المنطقتين سواء الروس أو الأوكرانيون بعطلة ماسلينيتسا التي يودع فيها الأهالي فصل الشتاء ويرحبون بقدوم الربيع، ويخبزون الفطائر.
وتعتبر الفطائر رمزاً للشمس، لذا تكون مدورة وحمراء اللون عادة، وفي يوم الأحد الأخير من فصل الشتاء يطلب الناس المغفرة والسماح من الأقارب والأصدقاء.
ويعتقد الأهالي أيضاً أن من يجد سرخساً مزهراً في الغابة سيكون ثرياً وسعيداً لبقية حياته.
وتلقي الفتيات في الأعياد أكاليل الزهور في الماء، ومن يتحرك لمسافة أسرع، ستتزوج صاحبته قريباً وفق معتقداتهم.
ويحتفل الأهالي من دون تفرقة بليلة إيفانا كوبالا عشية عيد الميلاد، وفيها يذهبون إلى ساحات ومنازل الجيران، ويغنون الترانيم، ويتمنون الازدهار والصحة لكل أفراد الأسرة.
وكلما زاد عدد الزوار كان العام المقبل أفضل وأكثر خيراً وسعادة.
وفي 19 يناير من كل عام، يقفز الأوكرانيون في حفرة جليدية طلباً لعلاج كل الخطايا والأمراض.
والسمة الأساسية للأهالي من أصل أوكراني في المنطقتين هي تحية الضيوف بالخبز والملح، ويرمز الخبز للخير والثروة، بينما يرمز الملح لنقاء الروح.
وفي الأول من سبتمبر يحرص الناطقون بالروسية بوجه خاص على الاحتفاء بيوم تبادل المعرفة، حيث يبدأ العام الدراسي ببرامج ترفيهية يقدمها الطلاب، يهنئون فيها المعلمين ويتبادلون المعرفة والمعلومات.
وفي عيد الفصح، تنتشر عادة تلوين البيض، ويسمونها «بيسانكا»، ويرمز كل لون إلى معنى مختلف، (الأحمر هو متعة الحياة، والأصفر ضوء الشمس، والأزرق للصحة).
وفي الرابع عشر من يناير، يحتفل الأوكرانيون في المنطقتين بعيد «السنة الجديدة القديمة». نظراً لأن الفرق بين التقويمين القديم والجديد 13 يومأً لذلك يحتفل به الأهالي مرتين بأسلوب جديد وبالطريقة القديمة بعدها.
وحدة البورش
تنتمي الأطعمة في تلك المنطقة إلى مطبخ أوروبا الشرقية، ومن أشهر الأطباق هناك البورش، وفارينيكي، وسالو.
وبصفة عامة، إذا زرت 10 عائلات في المنطقتين، فستتذوق 10 أنواع من البورش، لأن السكان تأثروا بالمأكولات التركية أو البولندية أو تتار القرم.
ورغم هذا التنوع الصارخ، فإن البورش يوحد بين المطبخين الأوكراني والروسي في لوهانسك ودونيتسك.
وفي المناطق الروسية يسمى حساء الخضراوات الروسي «البورشت» أو البورش، ويتميز بلونه الأحمر بسبب وجود البنجر في مكوناته، ويستخدم مع الزبادي ويقدم مع الثوم.
ويشترك معهم أهالي المنطقة الأوكرانيون في تناول البورش في أيام العطلات وأيام الأسبوع وحتى في الجنازات.
من جانبهم، يتناول الروسيون في المنطقة «بيروزكيس» وهي كعكات صغيرة مخبوزة يمكن حشوها بالبطاطا أو اللحم أو الملفوف أو الجبن.
ومن أشهر الأطعمة الأخرى هناك باسكا أو خبز عيد الفصح، ويتم طهيه في كل بيت قبل عيد الفصح.
وعند عمل العجين، يجب أن يهمس الطاهي بأفكار إيجابية لتحقيق أفضل نتيجة للضيوف.
وإذا سنحت لك الفرصة لزيارة قرية أوكرانية أو مهرجان طعام في المدينة، فستتاح لك بالتأكيد فرصة لتجربة فارينيكي وهي حشوات شهية من الجبن الأساسي أو البطاطس المهروسة أو مخلل الملفوف.
كما يتناول السكان من أصول أوكرانية أو روسية وجبة هولوبتسي التي تعد من ملفوف مسلوق محشو بالأرز واللحوم.
ألوان مشرقة وتطريز يدوي
الملابس التقليدية في المنطقتين الواقعتين في شرق أوكرانيا هي مزيج من السمات المحلية للملابس السلافية القديمة والتأثير الثقافي الروسي.
لذلك، حافظت القمصان على الخياطة البسيطة بأكمام ضيقة وزخرفة أنيقة.
والتطريز يدوي متعدد الألوان بعناصر مثل الأشرطة الساطعة والدانتيل والأطراف الرمادية، مع تزيين الخصر بالديباح والمخمل القطني.
وما زالت العديد من الأسر تعتمد على الملابس المصنوعة في البيت أو لدى الخياطة المحلية.
ويتعين على المرأة المتزوجة تغطية رأسها بشال وتكملة الزي بصدرية وتنورة ماكسي.
وفي الوقت نفسه، فإن أهم ما يميز الملابس هو الإكسسوارات مثل الأحزمة والمجوهرات وأغطية الرأس، ناهيك عن وفرة الخرز والدوكات (عملات معدنية)
أما ملابس الرجال التقليدية فهي أبسط، وتشبه ملابس الدول السلافية الأخرى ولكنها تختلف في طريقة ارتدائها، وهناك عنصران رئيسيان: قميص من الكتان وسروال من القماش، يتميزان بنوع التطريز.
