لم تتخيل الشابة المصرية يسرا وائل «24 عاماً» أن يكون شعرها الذي بات سبباً للتنمر في حياتها هو نفسه مصدر انطلاقتها المهنية، حيث واجهت حالة التنمر التي تجده من البعض نتيجة شعرها الكيرلي إلى مشروع تصفيف الشعر المُجعد بأسعار تنافسية تبدأ من 250 جنيهاً وحتى 400 جنيه.
وأوضحت يسرا: «في البداية كانت لديّ مشاكل مع شعري، ولا أعرف كيف أُعالجها، كنت أبكي أحياناً، ولم أكن أفهم كيفية الاعتناء به لأنه مُجعد، ولم أفهم طبيعته جيداً».
وتتابع: "كنت أتعرض للتنمر بشكل كبير في الشارع، ففكرت أنه ربما لو قصصته سينمو مرة أخرى ولن يكون مُجعداً، وبالفعل قصصته، ووجدت أنه فرصة للاعتناء به من الصفر، فقصصته بطريقة الـ”boy "cut".
وتُتابع ساخرة: «رغم أني بعد قصه كنت أرتدي حلقاناً وأضع الروج والكحل، وحتى ملابسي توضح أنني أنثى، لكن التنمر كان أسلوب حياة لدى البعض، وكان الكلام يؤلمني لدرجة أنني كنت ألوم نفسي على قص شعري، وتحملت كل الكلمات السيئة التي كنت أسمعها في الشارع حتى عاد شعري لطوله الأول».
وتستطرد "بدأت الاهتمام به وقرأت أكثر عن الروتين المُناسب له، لكن استمر التنمر أيضاً".
من التنمر لـ«بلوجر» للشعر الكيرلي
دخلت يسرا مجال المودلينج، وعملت كموديل للشعر الكيرلي، وقتها كانت شرارة التغيير نحو نظرتها لنفسها، وحظيت باهتمام كبير من أصحاب العلامات التجارية المُختلفة، وهو الأمر الذي جعل حياتها تتخذ مُنعطفاً جديداً.
وعن ذلك تقول: «العمل كموديل غير حياتي أحسست أنني مُختلفة ومُميزة، بدأت أقرأ بشكل موسع عن الشعر الكيرلي، وقدمت فيديوهات عبر السوشيال ميديا عن طرق الاهتمام به دون مواد كيميائية، بدأت أُقدم نصائح للبنات وأصبحت «بلوجر» «للشعر الكيرلي».
نصائح يسرا للعناية بالشعر
«لم يولد الجميع بشعر ناعم ومفرود» كلمات قالتها يسرا لكل صاحبات الشعر الكيرلي الذين تتبعوا فيديوهاتها وأفادتهم.
ولفتت: «تعاني الفتيات اللاتي ولدن بشعر مجعد يبدو هشاً نظراً لطبيعته المنحنية، ويتعرضن للتنمر دائماً، وهو ما يجعل أغلبهن يتجهن إلى تصفيف شعرهن بطرق الكيرلي المختلفة».
ونصحت: «على أي بنت أن تختار الروتين المُناسب لشعرها إن كان شعرها ضعيفاً، وإن كانت تستخدم مكواة أو سشوار توقفه فوراً، وتقوم بقص أطراف شعرها، وبشكل أساسي يجب تنشيف الشعر بتيشيرت قطن أو منشفة ماكروفايبر لأن العادية تقصف الشعر، وتُصيبه بالـ«هيشان».
وعن طرق العناية الأخرى بالشعر تقول يسرا إن الشامبو يجب أن نستخدمه لغسل فروة الشعر وليس الشعر نفسه، أما البلسم فيوضع على الشعر وليس الفروة، وهناك أنواع مختلفة من الكريمات يتم وضعها على الشعر المبلول، وبعده يتم تشكيل الشعر بالخصل التي نريدها، ليتحول إلى كيرلي.
وأشارت إلى أنه يجب قص الشعر كل ٤ أو ٥ أشهر، كي لا تؤثر الأطراف على باقي الشعر وتقصفه.
من «بلوجر» لصاحبة صالون تصفيف
رأت يسرا أن هناك الكثير الذي تود أن تُقدمه لصاحبات الشعر الكيرلي، لذا فكرت مع شقيقتها مريم في إعادة افتتاح صالون جدها لتصفيف الشعر ولكن هذه المرة للشعر الكيرلي.
وأوضحت يسرا: "أقنعت شقيقتي مريم بإعادة افتتاح صالون جدي لمُساعدة البنات في الاعتناء بشعرهن، لكي يشعرن أنهن فقط مُختلفات ولسن كائنات فضائية، وكان افتتاحنا لصالون Curled sisters".
واستطردت: «تطورت الفكرة بعد افتتاحنا للصالون وأصبحنا نُقدم الخدمة للرجال والإناث، والأطفال من سن 4 سنوات».
وتتمنى يسرا التي تخرجت في كلية الألسن، وقادها شعرها لمشروعها الخاص، أن تفتتح أكثر من فرع لصالونها في كل أنحاء مصر وليس في القاهرة فقط، وأن تُساعد كل أصحاب الشعر الكيرلي، وتساعدهم على التخلص من التنمر الذي يُعانونه في الشارع، ليحب الجميع أنفسهم وتزيد ثقتهم كما حدث معها.
وتختم: «لم تعد تفرق معي كلمات التنمر التي أسمعها في الشارع، أحببت نفسي كما أنا، وهذا الذي فرق معي وغير حياتي، وللجميع أقول: «أحبوا أنفسكم كما هي».