الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

زوجة الرئيس الأوكراني.. عارضت عمله بالسياسة وساندته في الحرب

تزوجته لخفة دمه، لأنه الوحيد الذي كان يجعلها تبتسم، وعارضته عندما حاول دخول السياسة، وقلقت عندما انتخب رئيساً للبلاد.. إنها السيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا التي أثبتت أنها أكثر مؤيدي زوجها فلاديمير زيلينسكي وظلت إلى جانبه بعد أن رفض مغادرة البلاد في مواجهة الغزو الروسي.

وخاطرت أولينا (44 عاماً)، بحياتها بالاختباء مع زوجها وابنتهما البالغة من العمر 17 عاماً وابنها البالغ من العمر 9 أعوام، واختاروا الوقوف مع مواطنيهم بدلاً من الفرار.





وذكر موقع ميل أونلاين أن زيلينسكا كتبت على إنستغرام في الساعات التي تلت الهجمات الأولى الأسبوع الماضي: «لن أشعر بالخوف أو أبكي، سأظل هادئة وواثقة، أطفالي ينظرون إلي. سأكون بجانبهم وبجانب زوجي، بجانب الأوكرانيين».

وتمثل الأحداث الجارية منعطفاً آخر في حياة سيدة أوكرانيا الأولى التي ظلت سنوات طويلة بعيدة عن دائرة الضوء.

ولدت أولينا في مايو 1978، في كريفي ريه، وهي منطقة ناطقة بالروسية كانت آنذاك جزءاً من جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفييتية.

ووُلد فلاديمير في نفس العام وفي نفس البلدة، ولكن على الرغم من التحاقه بالمدرسة نفسها وأصدقائهما المشتركين، لم يلتقِ

بزوجته المستقبلية حتى أصبحا طالبين في الجامعة.

وتفوقت أولينا في دراسة الهندسة المعمارية في كلية الهندسة المدنية، بينما درس فلاديمير القانون.



والتقى الاثنان لأول مرة في عام 1995، ويومها شعرت أنها أخطأت لأنها لم تتعرف عليه من قبل.

أما هو فقد حدد مستقبله المهني في مجال التمثيل الكوميدي منذ كان عمره 17 عاماً، وشارك في فرقة كوميدية أوكرانية، واستعان بأولينا ككاتبة.

وظلت الرومانسية تتأجج بين الاثنين، وبعد قصة حب استمرت 8 سنوات، تزوج الاثنان في عام 2003.

ولم يغير الزواج من طبيعة أولينا التي ظلت بعيدة عن الأضواء حتى عندما كان زوجها يسير على السجادة الحمراء وتلاحقه وسائل الإعلام.

وأنجبت أولينا ابنتها الكبرى أولكساندرا في يوليو 2004، ثم ابنها كيريلو في يناير 2013.

الطريف أن زيلينسكي مثل دور الرئيس في أحد الأفلام، ويبدو أن الفكرة أعجبته فقرر أن يحولها إلى واقع، وفي عام 2018 رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية.

وعندما أخبرها زوجها لأول مرة عن خططه لترك حياته المهنية للترشح للرئاسة، عارضت بشدة ذلك «المشروع».

ومع ذلك، عندما خاض حملته الانتخابية، ظهرت أولينا بإخلاص بجانبه لالتقاط الصور وآزرته في مؤتمراته وجولاته.

وبعد أن نجح زوجها وتولى الرئاسة، ظلت تعمل بجانبه، واستثمرت مكانتها لمناصرة قضايا اجتماعية مثل تغذية الطفولة والمساواة بين الجنسين.





وبجانب ذلك، أظهرت تفردها وبساطتها في الأناقة حتى اختارتها مجلة فوغ المشهورة نجمة غلافها، بعد أن ساعدت في تعريف العالم بالأزياء الأوكرانية، ودعمت المصممين الأوكرانيين.

وقبل الحرب، كانت قد تبنت مشروعاً لتحسين الوجبات المدرسية للتلاميذ، مشيرة إلى أن التغذية السليمة أساسية لنمو الطفل وصحته ورفاهيته بشكل عام.

وتضمنت مشاريعها الأخرى، تعزيز صورة أوكرانيا في المتاحف الدولية، وتحسين ظروف المواطنين المعاقين في بلادها.

كما دعمت انضمام أوكرانيا إلى مبادرة مجموعة السبع الدولية بشأن المساواة بين الجنسين، وناصرت حقوق المرأة في بلادها.

وبعد الغزو، انقلبت حياة السيدة الهادئة تماماً، وأدركت أن عليها أن تظل ثابتة في مواجهة الأحداث، وتناصر زوجها وأبناء شعبها.

وفي الساعات التي تلت الغزو الروسي، توجهت أولينا إلى إنستغرام وكتبت "أعزائي! الأوكرانيين! أتابع صمودكم، أنتم شعب رائع، وأنا فخورة بالحياة معكم في هذا البلد، اليوم لن نشعر بالخوف أو الدموع، سأكون هادئة، بجانبكم وبجوار زوجي، أنا مثلكم أحب أوكرانيا".

وأضافت «فخورة بكم لأنكم جميعاً أصبحتم جيشاً، في مترو الأنفاق، والملاجئ، في الأحياء، تقدمون يد المساعدة للمحتاجين، وتتبرعون للجنود».