الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

صناعة السينما والترفيه بروسيا في ورطة بعد سنوات من ضخ استثمارات كبيرة

صناعة السينما والترفيه بروسيا في ورطة بعد سنوات من ضخ استثمارات كبيرة

ذا باتمان أبرز الأفلام التي تقرر ممن عرضها في روسيا. (Warner Bros)

محمد يحيى

وسط دعوات مقاطعة الأفلام الروسية وقرارات استوديوهات السينما وشركات الترفيه بالتوقف عن طرح أفلامها في روسيا، أو حظر أعمالها من قبل منظمي أبرز مهرجانات السينما، تواجه روسيا عزلة ثقافية تهدد صناعتها السينمائية بعد سنوات من الاستثمار والجهود لتعزيز مكانتها عالمياً.

وتأتي الحملة المفاجئة في أعقاب اندلاع الأزمة مع أوكرانيا وتنديد المجتمع الدولي بخطوة التصعيد العسكري.

ووضع رد الفعل العنيف من مجموعات الترفيه الأمريكية ومؤسسات الثقافة الأوروبية ومهرجانات الأفلام، صنّاع الأفلام الروس في مواجهة خسائر مهنية تمتد إلى صناعتهم على الشاشات السينمائية على الصعيدين الأوروبي والعالمي.

لكن بحسب إفادة منتج الأفلام الروسي أرتيم فاسيليف لمجلة «فاريتي» فإن حاجة أوروبا لاتخاذ موقف موحد مناهض للحرب هو أمر مفهوم، لكن مقاطعة الأعمال السينمائية الروسية وحظر الروس من جميع الأحداث الثقافية الكبرى لا يتوقف عن كونه غير مفيد فيما يتعلق بالحرب، بل يسبب ضرراً شخصياً على مئات أو آلاف من الأفراد العاملين في مجال الثقافة الروسية، والذين عارضوا علانيةً خوض بلدهم حرباً ضد أوكرانيا.

وأوضح المنتج: «إنهم يدينون شن الحرب، ويشاركون في احتجاجات ضدها، ويعلنون دعمهم للأوكرانيين، كما يخاطرون بتعرضهم لاتهامات الخيانة».

وأضاف: «بمنع هؤلاء من حضور الأحداث الدولية أو المشاركة في الفعاليات الثقافية فإن أوروبا تُسكت أصوات الاحتجاج في روسيا، وتعزل الراغبين في وقف الحرب جنباً إلى جنب مع من يريدون تصعيدها».

الإنتاج المشترك



ويرى المنتج فاسيليف أن مقاطعة الأعمال السينمائية الروسية ستوثر بالفعل على الأعمال المشتركة التي ينتجها صناع أفلام روس مع شركاء أوروبيين.

لكنه يؤكد أنه «يحترم» موقف المنتجين الأوربيين وتخوفهم من الارتباط مع شركاء الأعمال الروس، معرباً عن إحباطه وحزنه من أن تصبح صناعة السينما الروسية ضحية الآثار الجانبية لقرار بوتن إطلاق العملية العسكرية في روسيا.

وتهدد العقوبات الثقافية مشروع «كينوبرايم» الروسي للفيلم، الذي موله رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش بميزانية بلغت 100 مليون دولار منذ إطلاقه في عام 2019.

وانطلق المشروع بهدف تمويل صناعة السينما الروسية ومساعدتها على التنافس في سباق شباك التذاكر، والمشاركة في تطوير المواهب الشابة ودعم شركات تسويق وتنظيم مهرجانات الأفلام.

وسافر الملياردير الروسي إلى بيلاروسيا هذا الأسبوع وسط تقارير تتحدث عن مشاركته في جهود التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

عزلة سينمائية



وفي أعقاب شن العملية العسكرية في الأسبوع الماضي دعت أكاديمية السينما الأوكرانية إلى مقاطعة السينما الروسية، بينما حثت منتجي وموزعي الأفلام ومنظمي المهرجات الدولية إلى «رفض ثقافة الدولة المعتدية» التي وصفتها بأنها «تطلق حرباً غير مبررة في وسط أوروبا».

وأضافت الدعوة أن «وجود الأفلام الروسية في برنامج المهرجانات السينمائية العالمية يخلق إرباكاً حول مدى انخراط روسيا في الالتزام بقيم العالم المتحضر».

وبالفعل وجدت دعوات المقاطعة استجابة سريعة بدأت يوم الأحد بإعلان مهرجان «سيري مانيا» عن إبعاد هيئة الترويج السينمائي الروسية الحكومية «روسكينو» من المشاركة في معرض التلفزيون الدولي المقرر الشهر الجاري في مدينة ليل بشمال فرنسا.

وامتدت المقاطعة الفرنسية إلى إعلان مهرجان كان السينمائي رفضه استضافة الوفود الروسية خلال الحدث الذي ينطلق في منتصف أبريل المقبل.

وأعلن المهرجان مقاطعة دورته الخامسة والسبعين لصناع السينما الروس ورفض قبول أي أعمال من أي جهة مرتبطة بالحكومة الروسية ما لم تتوقف الحرب في أوكرانيا.

كذلك أعلن مهرجان ستوكهولم السينمائي رفضه عرض أي فيلم روسي ممول من الدولة في مهرجان هذا العام "طالما ظلت الحرب الحالية مستمرة، وأعلن مهرجان غلاسكو السينمائي عن سحب لقبين روسيين من برنامجه للعام 2022.

ضغوط مختلفة

بدورها اتخذت شركات ديزني ووارنر براذرز وسوني بيكتشرز يوم

الا أىثين ثنين قرارات مماثلة بوقف طرح أفلامها الجديدة على شاشات السينما في روسيا، بما في ذلك أفلام مرتقبة مثل «ذا باتمان» و «تيرنينغ ريد».

وشملت الضغوط على قطاع الثقافية الروسي منع مشاركتها في مسابقة الأغنية الأوروبية «يوروفيجن» عقب انتقادات من شبكات بث حكومية في دول من بينها أيسلندا وفنلندا والنرويج وهولندا.

وطال إلغاء أنشطة الموسيقى الروسية في أوروبا عروض فرقة باليه بولشوي في دار الأوبرا الملكية في لندن، ومطالبة دار أوبرا سكالا في ميلانو من المخرج غيرغييف توضيح موقفه من الحرب في أوكرانيا، كما واجه غيرغييف الذي يُعرف بقربه من الرئيس الروسي موقفاً مماثلاً في ألمانيا.