الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

قطاعا الموضة والمنتجات الفاخرة يحدّان من وجودهما في روسيا

قطاعا الموضة والمنتجات الفاخرة يحدّان من وجودهما في روسيا

منذ بداية الأزمة الروسية وأوكرانيا، بدأ قطاع المنتجات الفاخرة ينأى بنفسه تدريجياً عن روسيا ويحدّ من وجوده في البلاد ويدعم المساعدات المالية للاجئين الأوكرانيين.

وكانت شركة «إرميس» أوّل شركة في فرنسا تُعلن الجمعة عن إغلاق «مؤقت» لمتاجرها الثلاثة في روسيا، لتحذو المجموعات الفرنسية الكبرى «شانيل» و«لوي فويتون» و«كيرينغ» حذوها.

وأعلنت مجموعة «برادا» الإيطالية في بيان الأحد عن قرارها تعليق تجارتها بالتجزئة في روسيا.



وقال متحدث باسم مجموعة «لوي فويتون» مساء الجمعة «نظراً للظروف الحالية في المنطقة، تأسف لوي فويتون لإعلانها إقفال متاجرها مؤقتاً في روسيا اعتباراً من السادس من مارس».

وقبل المجموعات الفرنسية، علّقت مجموعة «بوربوري» إيصال بضاعتها إلى روسيا بسبب «صعوبات تشغيلية».

وحتى لو بدت روسيا أرضاً خصبة للرفاهية، إلّا أن المبيعات فيها تشكّل فعلياً جزءاً صغيراً فقط من مبيعات المجموعات الكبيرة للموضة، فنسبة مبيعات «كيرينغ» أو «بوربوري» تصل بالكاد إلى 1% في روسيا، فيما تصل إلى 2% بالنسبة لـ«لوي فويتون».



ولمجموعة «لوي فويتون» التي تضمّ 75 علامة تجارية، 124 متجراً في روسيا، لكن تواجد «شانيل» و«كيرينغ» محدود أكثر في روسيا (17 متجراً لـ«شانيل» وبضع نقاط بيع، ومتجران و4 نقاط بيع لـ«كيرينغ»).

ومع ذلك، يقوم الروس أيضاً بعمليات الشراء في أماكن أخرى غير روسيا، أي في المتاجر في باريس وفي كوت دازور وفي عدّة دول ومناطق أخرى في العالم.

وعكس قطاعات أخرى، لم يتأثر قطاع الملابس الفاخرة كثيراً بالأزمة الصحية التي سببها انتشار كوفيد-19.

وأوضح رئيس شركة «ديور» بيترو بيكاري السبت عبر راديو «فرانس اينتر» أن «مبيعاتنا مرتفعة أكثر ممّا كانت عليه في العام 2019، عرفنا نمواً مضاعفاً في السنوات الأخيرة».

وساهم بالنمو جمهور الدول الناشئة، على رأسها الصين، وأيضاً البرازيل وروسيا، ما قد يجعل المجموعات الكبيرة في القطاع تتردد في اتخاذ قرارات من شأنها أن تُبعد جزءاً من زبائنها الأثرياء.

في قطاع الموضة، اختارت مجموعات أخرى أيضاً تعليق نشاطها في روسيا مثل «إيتش أند أم» السويدية الأربعاء ومنافستها الإسبانية «إينديتيكس» السبت (الشركة الأم لـ«زارا» والرائدة عالمياً في الملابس) التي تمتلك 502 متجر في روسيا.

وعلى عكس هذه المجموعات، تواصل مجموعات فرنسية من قطاعات أخرى، مثل «دانون» و«رونو» نشاطاتها في روسيا. وأعلنت شركة «توتال إنيرجي» أنها لا تفكّر في استثمارات جديدة في روسيا، لكنها لا تخطط للانسحاب. وينطبق الأمر أيضاً على «سوسييتيه جنرال».

تبرّعات واتّخاذ موقف



وإذا كانت المجموعات الفاخرة صامتة في ما يتعلق بأوكرانيا، إلّا أن بعض علاماتها التجارية لا تتردد في إظهار الدعم للأوكرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي، مثل بالنسياغا (مجموعة كيرينغ) التي تعرض على حسابها عبر إنستغرام العلم الأوكراني كصورة وحيدة.

وتذهب العلامة التجارية إلى أبعد من ذلك من خلال استخدامها مواقع التواصل الاجتماعي «لنقل المعلومات» حول الوضع في أوكرانيا.

ويعود أحد أسباب هذا التحيّز إلى حياة مدير المجموعة الفني ديمنا غفاساليا الشخصية، فهو من جورجيا واضطرّ إلى الفرار من بلده في سن 12 عاماً بسبب الحرب.. وأدان «الهجوم الروسي ضدّ أوكرانيا».

أمّا المدير الفني لمجموعة «بالمان» أوليفيه روستينغ، فعبّر عبر إنستغرام عن الوحي الذي تولّده «كرامة الأوكرانيين ومرونتهم وتفانيهم من أجل الحرية».



وأعلن كلاهما عن تبرّعات لبرنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لمساعدة الأوكرانيين الفارّين من القتال.

وخلال أسبوع الموضة في باريس، سجلت مبادرات أخرى بالاتجاه نفسه، إذ تنوي عارضة الأزياء ميكا أرغانياراز مثلاً التبرع بجزء من دخلها من هذه الفترة للجمعيات الأوكرانية، وهي مبادرة اتخذتها عارضات أزياء أخرى مثل بيلا حديد وفرانشيسكا سامرز.

وقال رئيس اتحاد الأزياء الفاخرة والموضة رالف توليدانو الأحد إن العرض الافتراضي للمصمم الروسي فالنتين يوداشكين الذي كان مقرراً الثلاثاء في إطار أسبوع الموضة في باريس، ألغي لأن المصمّم «لم يكن ينأى بنفسه» عن الحرب الروسية في أوكرانيا.

وستتبرع مجموعة «لوي فويتون» بخمسة ملايين يورو للجنة الدولية للصليب الأحمر و«شانيل» بمليوني يورو لمنظمة «كير» غير الحكومية وللمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.