السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

«نيويورك أبوظبي» تكشف مراحل تطوّر القرون لدى الأفاعي

«نيويورك أبوظبي» تكشف مراحل تطوّر القرون لدى الأفاعي

الأفاعي القرناء

يعتبر تحديد الدور التكيفي للأنماط الظاهرية من أهم مجالات علم الأحياء التطوري، وتحديداً فيما يتعلق ببحث أسباب ظهور بعض الأنماط الظاهرية في مجموعة من الكائنات. وقد أنجز طالب الدكتوراه ثيو بوشاو والباحث الرئيسي في مختبر الجينومات التطورية بجامعة نيويورك أبوظبي ستيفان بواسينو بحثاً علمياً حول تطوّر القرون الأنفية والعينية في الأفاعي.





وفي هذا البحث، يكشف الباحثان عن وجود علاقة بين تطوّر أنواع محددة من القرون والموائل التي تقطنها تلك الأفاعي، في دراسة رائدة تعتبر الأولى التي تبحث تطوّر القرون في فصيلة الأفاعي.

وقد نشرت دورية علم الأحياء لجمعية لينيوس هذا البحث بعنوان «تأثير الموائل على تطوّر القرون الرأسية في الأفاعي»، لتستعرض عمل الباحثين ودراستهم لعدد 263 فصيلة من الأفاعي، مما يوازي نحو 68 بالمئة من فصائل الأفاعي المعروفة، بهدف توثيق سماتها وتفاصيل موائلها ونمطها الغذائي.

وبتحليل قاعدة البيانات التي تشكلها هذه المعلومات، اتضحت للباحثين علاقة قوية بين أنواع القرون والموائل، فهناك علاقة مباشرة بين الفصائل ذات القرون الأنفية وبيئة الغابات، بينما تقطن الفصائل ذات القرون العينية في الأشجار أو المناطق قليلة النباتات. رصد الباحثان أيضاً أن القرون قد نشأت تدريجياً واختفت قبل عودة ظهورها عدة مرات خلال تطوّر الأفاعي. بالإضافة إلى ذلك، فلم يحدد البحث أي علاقة بين نوع القرون والأنماط الغذائية.



ولطالما شكّلت وظيفة القرون وتاريخ تطورها في الأفاعي لغزاً يحير علماء الأحياء التطورية، ويمثّل هذا البحث أول محاولة لدراسة العلاقة بين هذه السمة والبيئات المختلفة للأفاعي. يساهم هذا البحث في سد ثغرة في علم الأحياء التطورية، كما أنه يمهّد لمزيد من الدراسات حول وظيفة قرون الأفاعي وغيرها من السمات التكيفية التي لا نعلم عنها إلا القليل.

وقال ستيفان بواسينو: «بفضل دراستنا لمئات الأصناف من الأفاعي، وصلنا إلى عدد من الحقائق حول الأهمية التكيفية للقرون، كما نأمل أن يشجع هذا البحث غيرنا من العلماء على دراسة وظائف القرون الأنفية والعينية في مختلف البيئات. إن من شأن مواصلة دراسة هذه الزواحف الرائعة أن تسهم في فهمنا لظاهرة التطور بكل تعقيداتها، بل ومتابعة تفاصيلها في الوقت الحالي أيضاً».