الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

دراسة: زيادة معدلات تلوث البيئة بالمعادن الثقيلة والسبب كورونا

دراسة: زيادة معدلات تلوث البيئة بالمعادن الثقيلة والسبب كورونا

تسبب المتحور أوميكرون في رفع معدل وفيات فيروس كورونا في العالم بوتيرة سريعة، حيث تجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة وحدها حاجز الـ900 ألف شخص مطلع الشهر الماضي، كما زاد عدد الوفيات خلال الأسابيع الماضية في البرازيل بنسبة 167%، وفي الهند بنسبة 136%، في الوقت الذي أودت فيه الجائحة بحياة أكثر من 5.7 مليون نسمة في العالم منذ تفشيها.

ونتيجة هذا العدد الهائل من الوفيات، تكدست الجثث في المقابر وساحات الدفن الجماعية ومحارق الجثث على نحو غير مسبوق، لدرجة أن عمال المقابر في مدينة ساو باولو البرازيلية على سبيل المثال، اضطروا إلى استخراج الرفات القديمة من بعض المقابر بغرض إعادة توزيعها في محاولة مستميتة لتوفير أماكن لدفن الجثث الجديدة، التي بات عددها يربو على عدة آلاف كل يوم.

ويقول العلماء إن المقابر تعتبر من أهم مصادر تلوث التربة بالمعادن الثقيلة التي لا يتم الالتفات إلى خطورتها، ومع تفاقم أزمة كورونا، وزيادة عدد الجثامين التي توارى الثرى كل يوم، أصبح من الممكن أن تصل معدلات تلوث التربة داخل المقابر وحولها إلى مستويات بالغة الارتفاع، على نحو ينذر بتلوث المياه الجوفية في تلك المناطق أيضاً.

وأثناء عملية التحلل، تسيل من الجثة عدة لترات من المياه وكميات ضخمة من المعادن الثقيلة في صورة خليط لونه يجمع ما بين البني والرمادي ويطلق عليه اسم العصارة. ويتكون 60% من هذا السائل من المياه بالإضافة إلى نسبة تُراوح بين 30 و40% من الأملاح المعدنية. أما الـ10% الباقية، فتتكون من مواد عضوية ومركبات كيميائية معدنية مثل الكالسيوم والكروميوم والحديد والرصاص وغيرها. وتستغرق الجثة المدفونة نحو 3 سنوات قبل أن تبدأ هذه العصارة في التسرب إلى التربة.

وتناولت ليتسيا روكا جونكالفيز الباحثة بجامعة ساو باولو الحكومية في البرازيل هذه المشكلة البيئية في دراسة أوردتها الدورية العلمية «إنفيرومنتال ساينس أند بوليوش ريسيرش» المتخصصة في مجال العلوم البيئية والتلوث، مشيرة إلى أنه «في ظل زيادة معدلات دفن الموتى بسبب جائحة كورونا، لا بُد أن نكون على وعي بالأضرار البيئية الناجمة عن هذه الظاهرة»، مضيفة في تصريحات للموقع الإلكتروني «بوبيولار ساينس» أن «هناك حاجة ماسة لتطبيق سياسات صحية للتخفيف من آثارها».

وأشارت ليتيسيا أيضاً إلى أن عملية حفظ الجثث من خلال عمليات تشبه التحنيط يعتبر مصدراً آخر خطيراً للتلوث بالمعادن الثقيلة، وأوضحت أنه خلال هذه العملية، يستخدم عمال المقابر مواد كيماوية مثل الفورمالدهايد ونترات البوتاسيوم والطلاء المصنوع من الكروم، وعندما تبدأ هذه الجثامين المحفوظة في التحلل، فإن تلك المعادن الثقيلة تختلط بعصارة الجثث وتتسرب بدورها إلى التربة. كما أن بعض المستلزمات الطبية التي تبقى داخل الجثث بعد دفنها مثل حشوات الأسنان وأجهزة تنظيم النبض والعظام والمفاصل الصناعية يمكن أن تسهم أيضاً في تلوث البيئة.