أكدت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وجود نظام إماراتي للرقابة على العطور، والصادر بقرار من مجلس الوزراء رقم (5) لسنة 2014، والمطبق على كافة منتجات العطور التي يتم طرحها أو تصنيعها أو استيرادها أو توريدها أو تعبئتها أو استخدامها داخل الدولة
.
وكشفت الوزارة لـ«الرؤية» عن أنها تعمل بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والجهات الرقابية على تطوير خطة عمل مستقبلية لتنظيم تداول الزيوت العطرية وخاصة دهن العود.
ولفتت الوزارة إلى أنه يتم حالياً تطبيق النظام على جميع موزعي العطور سواء كان (صانعاً أو مستورداً) في الدولة، حيث يتوجب عليهم تسجيل منتجات العطور في نظام تقويم المطابقة الإماراتي، والحصول على شهادة المطابقة الصادرة من الوزارة.
ولفتت الوزارة إلى أنها أعدت قائمة بالمواد المحظور استخدامها في الزيوت العطرية وفق اللائحة الفنية الإلزامية «UAE.S/ GSO 1943» لمتطلبات السلامة في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية.
وذكرت الوزارة أنه يمكن للمتسوق التحقق من منتجات العطور الحاصلة على شهادة المطابقة أو علامة (ECAS) أو علامة الجودة على البيانات الإيضاحية، للتأكد من تسجيلها لدى الوزارة ومطابقتها للنظام الإماراتي للرقابة على العطور.
أسعار متفاوتة
من جانب آخر، رصدت «الرؤية» أبرز أنواع الزيوت العطرية ودهون العود الفاخرة المتوافرة في الإمارات، وأسعارها التي تتراوح قيمة الغرام بين 6 آلاف و20 ألف درهم، علماً بأن سعر أفضل أنواع دهن العود تتجاوز سعر غرام الذهب عيار 24 قيراطاً بـ 8 أضعاف.
وتمتلك الزيوت العطرية ودهون العود مسميات ورموزاً مختلفة تخطف الأنظار وتلامس مشاعر الزبائن، فمنها على سبيل المثال، دهن عود «كيارا» و«كنَام» و«ساسورا» والتي تتفاوت أسعارهم بين 3 آلاف و10 آلاف درهم للتولة الواحدة.
بينما يصل سعر تولة دهن العود «الكلاكاسي» إلى 20 ألف درهم، بينما تتراوح خلطات العود بين 3 آلاف و8 آلاف درهم مثل خلطة «الملوك» و"النخبة".
وتضم الزيوت العطرية كلاً من عطر المسك والذي تتراوح سعر التولة الواحدة منه بين 200 و600 درهم، والعنبر المعتق الذي يأتي سعره بمتوسط 3 آلاف درهم للتولة، ذلك إلى جانب عطر الزعفران والورد الطائفي وغيرها الكثير.
وحدة التولة
تباع الزيوت العطرية والدهون العطرية عادة بـ «التولة» والتي تعتبر وحدة من وحدات القياس الهندية، وتستخدم عادة في قياس الكُتل الباهظة الثمن مثل الزيوت العطرية ودهن العود والذهب والفضة.
وتعادل التولة الواحدة نحو 12 غراماً، أما الكيلو غرام الواحد فيعادل نحو 85.735 تولة، ولذا فإن سعر الكيلو الواحد من دهون العود الثمين الذي يصل فيه سعر التولة نحو 20 ألف درهم يعادل 1.715 مليون درهم.
عملية التصنيع
أفاد لـ«الرؤية» خبير العطور في أحد فروع «عبدالصمد القرشي» بأبوظبي، محمد نبيل، بأن الأسعار المرتفعة لدهون العود أو الزيوت العطرية ترجع إلى ندرة الكثير من أنواعها، أو لصعوبة استخراجها، كما تمر بمراحل تقطير وتصنيع طويلة للوصول لاستخراج كمية قليلة منها، فيما يتم استيرادها عادة من مناطق نائية في دول شرق آسيا، وفي النهاية تمتلك القدرة على تحسين المشاعر."
وتابع: "إن سعر أغلى أنواع دهن العود يصل إلى 20 ألف درهم في التولة، وبذلك يصل سعر الكيلو إلى نحو 1.7 مليون درهم، علماً بأن عمر الشجر الذي يتم استخراج دهن العود منه يتراوح بين 100 و150 سنة، ويتم تصنيف العود إلى درجات بحسب عمليات التصنيع والاستخراج."
نمو مستمر
اعتبر الخبير محمد نبيل، سوق الزيوت العطرية ودهون العود من الأسواق الصامدة ضد أي أزمات اقتصادية، لذا لا يتأثر كثيراً بالأزمات العالمية.
وأشار خبير العطور إلى أن ذلك القطاع ينمو بمعدل يقارب من 15 بالمئة سنوياً، وذلك نظراً للإقبال المستمر على اقتنائها من قبل محبي العطور، خاصة على المستوى المحلي والخليجي، منوهاً إلى أن «عبدالصمد القرشي» افتتح 6 أفرع جديدة على مستوى الإمارات خلال الأشهر الأخيرة الماضية.
عملية التعتيق
أشار خبير العطور في «خزينة العود» في أبوظبي، مروان يوسف إلى أن دهون العود متنوعة ومن أندرها دهن العود البورمي والكمبودي والسلطاني والتي يتم تعتيقها إلى أكثر من 30 عاماً.
وتابع: "تتوافر خلطات احترافية مثل العود البورمي مع الورد الطائفي أو دهن العود مع المسك، علماً بأن عملية التعتيق تتم تحت ضوء خاص ودرجة حرارة معينة لمدة تتراوح بين 20 و30 عاماً."
جودة العطور
وعن طرق اكتشاف جودة الزيوت والدهون العطرية، لفت مروان يوسف إلى أن العطور تتأثر بالتعرض للشمس، ولكن مدة ثباتها تتراوح عادة بين 12 و48 ساعة، مشيراً إلى أن العطور والدهون الأصلية المعتقة بالصورة الصحيحة لا تسبب الصداع أو تتغير رائحتها مع الوقت.
ولفت خبير العطور إلى أن أسعار دهون العود تتفاوت على المستوى المحلي، ولكن الأنواع النادرة تبدأ من 8 آلاف درهم للتولة الواحدة وبما يتجاوز نصف مليون درهم للكيلو الواحد، بينما تبدأ قيمة الزيوت العطرية من 250 درهماً للتولة الواحدة.
عطور المشاهير
يرى خبير العطور، خالد عيسى، أن صناعة الزيوت العطرية ودهون العود تشهد نمواً بصورة مستمرة، لافتاً إلى أن هناك نمواً في طلب طرح منتجات جديدة وخلطات جديدة يتم تصنيعها بناءً على أذواق المشاهير في العالم من أجل استقطاب المزيد من الزبائن أو الحفاظ على العملاء الحاليين من عشاق تلك النوعية من العطور.
وأشار إلى أن خلطات الزيوت العطرية تحمل مسميات مختلفة مثل روح العنبر وجواهر العنبر وزعفران ملكي، فيما تصنع عادة من مكونات أساسية مثل الورد الطائفي، والعنبر المستخرج من الحوت، ومسك الغزال الأسود والزعفران، وجميعها تمتلك لمسة عطرية مختلفة وتتناسب مع كافة الأذواق.
الزيوت العطرية
لفت خبير العطور خالد عيسى إلى أن أسعار الزيوت العطرية وخلطاتها والدهون العطرية تحدد بناءً على ندرة مصادر تلك المنتجات وخاصة العنبر والمسك اللذين يستخرجان بصعوبة كبيرة من فصيلة معينة من الغزلان في شرق آسيا أو من حوت العنبر تحديداً، علماً بأن سعر التولة منها يتراوح بين 200 و5000 درهم.
وأشار خبير العطور إلى أن تلك العطور مصادرها طبيعية بالكامل، ولتجنب التعرض للغش فيها ينصح باقتنائها من المحال المتخصصة والابتعاد عن المصادر غير المعروفة أو تلك المخلوطة بمصادر صناعية.
مباخر الزيوت
من جانب، ابتكرت شركات متخصصة في العطور جهازاً جديداً لتحويل الزيوت العطرية مثل العنبر والمسك بأنواعه والزعفران والورد الطائفي والخلطات المختلفة إلى أبخرة تعطر الهواء والملابس والجسم، ويمكن استخدامها في المنازل أو السيارات، حيث تعمل بالبطاريات.
وتشير بعض الدراسات إلى أن التمرين على استنشاق الزيوت العطرية والروائح النفاذة ساعد الكثير من المصابين بفيروس كوفيد - 19 على استعادة حاسة الشم بعد فقدانها نتيجة للإصابة المرض.
ثبات العطور
حدد خبراء عطور عدداً من العوامل التي تقف وراء ثبات العطور لأطول فترة ممكنة، من بينها توزيع العطور بطريقة صحيحة على الجسم أو الملابس والتي ينصح أن تكون من أسفل إلى أعلى وليس العكس.
ولفتوا إلى أن رش العطور أثناء التعرض إلى أشعة الشمس غير صحيح وكثيرًا ما تتغير رائحة العطر، ليس ذلك فحسب، بل ينصح بـرش العطر على مواقع معينة في الجسم للاستمتاع برائحتها ومنها الرش على اليدين أو الركبة، علماً بأن التوقيت الأفضل لرش العطور يكون بعد الاستحمام مباشرة.