الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

مهرجان سكة للفنون والتصميم.. 10 نسخ ترسخ دبي أرضاً للمواهب

على مدى النسخ العشر الماضية، أضافت تكوينات مهرجان سكة للفنون والتصميم، طابعاً حيوياً وبصمة لونية تفاعلية على حي الفهيدي التاريخي، الذي تستقبل أزقته وسككه فعاليات المهرجان التي استلهم اسمه منها.

وفي كل عام يأسر المهرجان زوّاره بتمازج فعالياته مع روح التراث في الحي والتصاميم المعتّقة بالأصالة التي يعرضها؛ ليخوضوا تجربة فنية رائعة تتيح أمامهم فرصة التجول بين البراجيل التراثية التي تحولت إلى معارض فنية مصغّرة، وداخل دُوره التي يحتضن كل منها أعمالاً موهوبة فنية ناشئة من المنطقة والإمارات.

عناصر الجمال



وفي كل ركن من أركان الفهيدي يجد الزائر عناصر جمالية إبداعية من مختلف أنواع الفنون؛ بدءاً من أعمال فنون الرسم والخط العربي، إلى اللوحات ثلاثية الأبعاد، علاوةً على الأعمال الإبداعية السمعية والبصرية وفنون الأداء، وكذلك العروض الترفيهية المتنوعة، مثل الحفلات الموسيقية والأمسيات الشعرية والحلقات الحوارية والأفلام، إضافة إلى أكشاك الأطعمة الغنية بنكهاتها المحلية والعالمية.

مبادرة رائدة



ويعتبر مهرجان سكة للفنون والتصميم، مبادرة أطلقتها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، في عام 2011، وتقام سنوياً تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة الهيئة وعضو مجلس دبي، وتعتبر إحدى الفعاليات الرئيسية المنضوية تحت مظلة «موسم دبي الفني».

ويُعَدُّ المهرجان أول مبادرة سنوية من نوعها تركز على دعم وعرض أعمال الفنانين الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي عموماً، كما يوفر منصة مثلى لترسيخ مفهومي العيش المشترك والتنوع الثقافي اللذين تجسدهما دبي باحتضانها أكثر من 200 جنسية مختلفة، وذلك من خلال ربطها عن طريق الفن والإبداع.

نجاحات مطّردة



ولطالما شكل المهرجان على مدى دوراته التسع الماضية، منصة رائدة للفنانين من الإمارات ومنطقة الخليج لعرض أعمالهم أمام جمهور متنوع على الصعيدين المحلي والعالمي، محققاً نجاحاً مطّرداً عاماً بعد عام.

وقد حقق هذا الحدث الاستثنائي قفزات نوعية في أدائه عبر السنين، إذ تضاعف عدد الفنانين الذين يجمعهم عبر أروقته من 40 فناناً في دورته الأولى عام 2011 إلى 80 فناناً في دورة عام 2019، مستقطباً على مدار دوراته التسع 410 فنانين من الإمارات ومنطقة الخليج، تم اختيارهم بعناية تامة من بين مئات طلبات المشاركة التي وصل إجمالي عددها إلى أكثر من 2300 طلب، حيث ارتفع عدد الطلبات المقدمة من حوالي 100 طلب في دورته الأولى إلى نحو 450 طلب في دورته الأخيرة.

وأتاح مهرجان سكة للفنون والتصميم أمام الجمهور على مدى الأيام التي شرع لهم أبوابه خلالها عبر مسيرته، والتي بلغ إجمالي عددها 106 أيام، فرصة ثمينة ليمتعوا أنظارهم بالأعمال الإبداعية المميزة التي عرضها الفنانون المشاركون والتي بلغ عددها زهاء 500 استقطبت أكثر من 400 ألف زائر، واجتذبت حوالي 37 شريكاً.

احتفاء بالفن والازدهار



واحتفاءً بمسيرة النجاحات التي حققتها دوراته الماضية، سيقدم مهرجان سكة للفنون والتصميم 2022، للإمارة باقات إبداع قوامها الفنون البصرية والمسرحية والموسيقية والأفلام والغناء، تحت شعار «نحتفي بالفن، نحتفي بالازدهار»، وقد تمّ اختيار الأعمال الفنية المشاركة بحيث تشكل سرداً ممتعاً لحكاية المعرض الذي ينطلق تحت مظلّته الجديدة «منصة سكة للفنون والتصميم» وبحلّته البصرية المستحدثة والمستوحاة من شجرة السدر في حي الفهيدي التاريخي، وسيرحب بزواره من 15 حتى 24 مارس من العام الجاري للتجول في سكيك الحي وجنباته والاستمتاع ببرنامج غني وفعاليات مبتكرة.

وتضم القائمة النهائية للفنانين المؤهلين للمشاركة أكثر من 250 فناناً وفنانة يشاركون حضورياً وافتراضياً وسيعملون تحت إشراف فريق من القيّمين الإماراتيين، يضم الفنانة ميثاء الزفين وكاملة العلماء وشما المهيري وبدعم من القيّم الفني جوسيبي موسكاتللو، حيث سيسهمون في إثراء المشهد الفني والجمالي في دبي، وتحويل سكيك حي الفهيدي التاريخي الذي سيحتضن فعاليات المهرجان إلى لوحات إبداعية تفاعلية بتصاميم جذابة.

عاصمة الإبداع



يحتفي مهرجان سكة للفنون والتصميم بالمشهد الفني المتنامي في دولة الإمارات، ويهدف إلى تشجيع المشاركة وإتاحة الفن والإبداع للجميع، وتحفيز بيئة حاضنة للصناعات الثقافية والإبداعية، بما يتماشى مع استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي التي تهدف إلى جعل الإمارة عاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي بحلول عام 2025.

كما يعتبر المهرجان منصة مثالية تسعى من خلالها «دبي للثقافة» إلى تأكيد التزامها بالمبادئ الثمانية للحكم التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وخاصة دعم المبدأ السابع «أرض للمواهب»، عبر حرصها على رفد المواهب واحتضانهم وتبنّيهم، وإيجاد الفرص المثالية للترويج لإبداعاتهم، لتظل دبي وجهة للمبدعين.

علاوةً على ذلك، تركز الهيئة من خلال هذا المهرجان المبتكر على الأجيال القادمة، عملاً بالمبدأ الثامن، وذلك عبر صون التراث وحمايته، ليكون مورداً مهماً من مقومات الهوية المجتمعية في دبي والإمارات في المستقبل.