قبل السباق الرمضاني 2022، ومع طرح «البوسترات» الرسمية لبعض الأعمال الدرامية المُشاركة في السباق الرمضاني، أثارت «بوسترات» بعض الأعمال جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي قبل بدء الماراثون الدرامي.
البعض يرى أن الهجوم على تلك الأعمال يُعتبر هجوماً مُمنهجاً بواسطة لجان إلكترونية هدفها الهجوم لمجرد الهجوم، بينما يرى البعض الآخر أنه مجرد رأي.
بطلوع الروح
أثارت الفنانة المصرية إلهام شاهين الجدل بعد عرض بوستر مُسلسلها الجديد «بطلوع الروح»، بعد ظهورها بعصبة رأس توحي بأنها تقوم بدور إحدى عضوات تنظيم داعش الإرهابي، وتساءل البعض عن شخصية إلهام شاهين خلال المُسلسل فيما هاجمها البعض الآخر.
ونشرت إلهام شاهين عبر حسابها الرسمي بموقع «إنستغرام»، واشتبكت مع الجدل المُثار وقالت: «عناصر التنظيم الإرهابي أرعبهم «الأفيش الدعائي»، ولفتت: «خايفين نفضح أفكاركم الظلامية، ودور الفن هو كشف فضائح تلك الجماعات وإلقاء الضوء على الشخصيات التي تتاجر بالدين وتفهمه بشكل خاطئ».
وعن دورها في المُسلسل قالت إن دورها في المسلسل عن السيدات المرتزقة المأجورات، اللاتي يرتدين زي الداعشيات ويتزعمن التشكيل الإرهابي وتجنيد الداعشيات الجدد.
واعتبرت شاهين أن الهجوم على مُسلسلها الجديد هو دعاية له، وأنها لا تهتم كثيراً بالهجوم عليها بشخصها لأنها «عفريت» الجماعات الإرهابية حد تعبيرها.
«بطلوع الروح» من بطولة منة شلبي وإلهام شاهين وأحمد السعدني ومن تأليف محمد هشام عبية وإخراج كاملة أبوذكري.
مشوار محمد رمضان
مُسلسل المشوار لمحمد رمضان نال هو أيضاً جزءاً من النقد والتعليقات على الحقيبة التي يحملها في «البوستر» الرسمي للعمل، إذ استغرب البعض أنه يحملها رغم أنه يمكن أن يقوم بجرها.
ورد الفنان محمد رمضان، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، على أحد المعجبين الذي انتقد بوستر المسلسل الذي يقوم ببطولته محمد رمضان، والذي كتب: «يا أسطى ما تجرها ولا هو أي كفاح وخلاص».
وبطريقته المعهودة رد رمضان: «يا حبيب الأسطى، لما تتفرج هتفهم إن الشنطة دي تتشال ع الراس هو أي استعجال وخلاص، مش يمكن فيها كتاب دين».
وتدور أحداث مسلسل «المشوار» حول «ماهر» الذي يجسد شخصيته محمد رمضان، ويتورط بشكل ما في عالم تجارة الآثار، ويجد نفسه مطلوباً للعدالة، ليدخل في رحلة من الهروب مع زوجته «ورد» التي تجسدها الفنانة دينا الشربيني، من رجل شرطة يطاردهما.
توبة لعمرو سعد
نشر الفنان عمرو سعد بوستر مسلسله الجديد «توبة» الذي ينافس به في موسم رمضان 2022، ووجهت له عدد من الانتقادات بسبب تشابهه مع مُسلسل الأنيمي الشهير arcane الذي تم بثه عبر منصة نتفليكس.
وظهر عمرو سعد بصورة كبيرة مُتوسطاً للبوستر فيما يقف حوله باقي أبطال العمل بأحجام مختلفة، مع مشاعر مُختلفة بين الغضب والترقب والقلق، ومن النجوم الذين شاركوه العمل ماجد المصري وصبا مبارك وحسن أبوالروس ومحمد دياب ومحمد لطفي وأسماء أبواليزيد، ووقفوا هم أيضاً بالطريقة نفسها التي صُمم بها بوستر مسلسل الأنيمي الشهير.
ليس هذا الانتقاد الوحيد الذي تم توجيهه للمُسلسل إذ وجه له انتقاد آخر حيث رأى البعض أنه يتشابه مع قصة فيلم «المشبوه» الذي قدمه المُخرج سمير سيف عام 1980 من بطولة عادل إمام وسعاد حسني وفاروق الفيشاوي وسعيد صالح، حول قصة لص يُعلن توبته ويهرب من ضابط أصابه بعد محاولته القبض عليه.
لجان إلكترونية مدفوعة
يرى الناقد رامي المتولي أن الهجوم على بعض الأعمال الدرامية قبل عرضها يعتبر في كثير من الأحيان مُمنهجاً، ويفرق المتولي بين نوعين من الهجوم، الأول يأخذ صبغة سياسية نابع من أيديولوجية وله علاقة بفكرة اللجان الإلكترونية المدفوعة التي تثير الرأي العام حول قضايا بعينها وهو أمر واضح في الهجوم على صورة الشخصية التي تقدمها إلهام شاهين، أو منة شلبي في مسلسل «بطلوع الروح».
ويتابع يحاول هؤلاء المنتقدون تصدير فكرة أن المُسلسل يمثل هجوماً على الإسلام على عكس الحقيقة، مٌتناسين أنه زي مجموعة من الإرهابيين يُطلقون على أنفسهم لقب «جهاديين».
ويستطرد في حديثه مع «الرؤية»: «أي هجوم على شخص فنان يُظهر المجموعة الإرهابية بشكل سلبي تؤيده تلك المجموعات الإلكترونية التي تؤيده هذا الفكر الإرهابي، وبالتالي وجدنا على «السوشيال ميديا» تأييداً غير مفهوم لدى البعض للهجوم على مُسلسل إلهام شاهين وعليها هي بشخصها وادعاء أنها ضد الإسلام».
من ناحية أخرى بالنسبة لانتقاد «بوستر» مُسلسل محمد رمضان فهو يُعتبر دعاية مهمة للمسلسل، ويدخل في إطار الانتقاد الإيجابي، ويمكن استخدامه كدعاية جيدة من قبل فريق التسويق للعمل.
تسويق
الناقد الفني عبدالرحمن عباس لا يتفق مع رامي المتولي في فكرة كون الهجوم على تلك الأعمال مُمنهجاً، ولفت: «شخصياً أستبعد أن يكون الهجوم على تلك الأعمال أو مُعظمها مُمنهجاً، فهو يحدث كل عام مع بعض الأعمال التي يُقدمها كبار النجوم كإلهام شاهين ومحمد رمضان».
وتابع عباس: «الهجوم على بعض الأعمال يكون في صالحها ويعتبر نجاحاً جزئياً لها، بمعنى أن أي جدل مثار حول أي عمل فني سواء سلباً أو إيجاباً يُولد حافزاً لدى الناس ودافع أن تُشاهد هذا العمل».
الجودة تحكم
يشرح عباس في حديثه مع «الرؤية»: «الجمهور يشاهد أول الحلقات وإن لم يجد المتعة في مشاهدتها أو ما يُثير فضوله لا يُكمل المُشاهدة، بالتالي فالجدل وسيلة تسويق للأعمال الدرامية، لكن نجاح العمل نفسه يتوقف على جودته، وهو ما ظهر خلال السنوات الماضية حيث تتغير خريطة المشاهدة لدى الجمهور بعد أول أسبوع من عرض المُسلسلات الرمضانية، وتتصدر مسلسلات لم يكن عليها جدل لكن جودتها عالية، وتهبط أخرى تكون قد أثارت الكثير من الجدل وفشلت في إقناع الجمهور بما تقدمه».