السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

«منتصف الليل بفندق بيرا».. كوميديا استعراضية تروي قصة تأسيس تركيا الحديثة

«منتصف الليل بفندق بيرا».. كوميديا استعراضية تروي قصة تأسيس تركيا الحديثة

لقطة من المسلسل

منذ عرضه على منصة «نتفليكس» في الأسبوع الأول من مارس، يحقق المسلسل التركي الجديد «منتصف الليل في فندق بيرا» Midnight at Pera Hotel، نسبة مشاهدات كبيرة في تركيا والعالم العربي، ويثير الإعجاب بمزجه بين التاريخ والتشويق البوليسي والترفيه الخفيف.



المسلسل يتكون من تسع حلقات، وهو من إخراج إمري شاهين وإنتاج أصلي لنتفليكس من خلال شركة «كارجا سيفن بيكتشرز» في ثاني مشروع لها في تركيا بعد «صعود الإمبراطوريات: عثمان» Rise of Empires: Ottoman، الذي أنتجته وعرضته نتفليكس أيضاً.



«منتصف الليل في فندق بيرا» مشغول بالتاريخ أيضاً، مثل كثير من الأعمال التركية الحديثة، ولكن بشكل مختلف. يعتمد مؤلفو المسلسل، إمري شاهين وكيلي ماكفرسون وسام أنزل، على كتاب تاريخي بعنوان «منتصف الليل في فندق بيرا: مولد إسطنبول الحديثة» للكاتب تشارلز كينج، ولكن يتعاملون معه كركيزة لبناء عالم روائي خيالي تختلط فيه الكوميديا بالتشويق بالرومانسية بالاستعراضات والغناء.

تلعب بطولة المسلسل نجمة الدراما التركية هازال كايا، التي اشتهرت في العالم العربي منذ 14 عاماً كصبية صغيرة في المسلسل الشهير «العشق الممنوع»، حيث تؤدي شخصية إسراء، صحفية في إسطنبول اليوم تعشق روايات أجاثا كريستي، مثالية وساذجة إلى حد ما، تكلف بكتابة تحقيق عن الفندق التاريخي الشهير «بيرا»، الموجود بالفعل، والذي يعد أحد معالم المدينة السياحية والتاريخية بمناسبة مرور 13 عاماً على افتتاحه. في الفندق تلتقي إسراء بمدير الموظفين أحمد (تانسو بيلار)، ويصحبها إلى الغرفة التي اعتادت أن تقطنها أجاثا كريستي (من المعروف أن كريستي كانت تتردد على مصر وتركيا بشكل منتظم، حيث كانت مغرمة بالثقافة الشرقية وتفضل قضاء الشتاء الانجليزي القارص في بلاد مشمسة).



تضطر إسراء لقضاء الليلة في الفندق بسبب سوء الأحوال الجوية، وتقيم في غرفة كريستي، وعند منتصف الليل تماماً تهب عاصفة وتهتز الحوائط كما بفعل زلزال ويغشى على إسراء التي تستيقظ لتجد أنها عادت في الزمن إلى الفندق نفسه منذ مئة عام بالتمام والكمال، حيث تشاهد أجاثا كريستي، ومصطفى كمال أتاتورك، الذي كان بصدد القيام بثورته التي ألغت الخلافة وحولت تركيا إلى بلد علماني حديث.



في الفندق تلتقي إسراء أيضاً شاباً غامضاً، يملك ملهى ليلياً، ولديه علاقات مريبة بالبريطانيين، يدعى هاليت (يؤدي دوره صلاح الدين باسالي)، كما تلتقي شبيهتها، الشابة الأرستقراطية بيرا، التي تقول بعض كتب التاريخ إنها أنقذت أتاتورك من الاغتيال على يد الإنجليز. وبسبب خطأ ترتكبه إسراء تقتل بيرا، ويحدث اضطراب في الزمن والتاريخ، ما يدفع أحمد (الذي يعرف سر العودة في الزمن من خلال غرف الفندق) إلى العودة إلى عام 1919 في محاولة لإصلاح الوضع، ليدخل المسلسل في سلسلة من التعقيدات الدرامية، ومن استعراضات متنوعة: للأحداث التاريخية، والفقرات الفنية والاستعراضية (حيث تغني هازال وترقص على طريقة بوليوود)، ومن استعراضات الملابس والسيارات والديكورات التي تعود لبدايات القرن العشرين، في رحلة عبر الزمن يقطعها المشاهد مع أبطال المسلسل. رحلة إلى الجذور تتأمل فيها تركيا المعاصرة نفسها وماضيها وهويتها المتشابكة، بحثاً عن مستقبلها.