في ميدان الرفاعي الشهير بجوار قلعة صلاح الدين الأيوبي بمصر القديمة، اختارت الفتاتان المصريتان ندى وشيماء شقة عمرها 175 عاماً لإقامة مشروعهما الثقافي والتنموي الأول من نوعه بالمنطقة.
عملت ندى زين الدين وصديقتها شيماء على تحويل الشقة لمركز ثقافي لأهل المنطقة، واختارت أن تطلق عليه اسم «تكية مسافر»، كمركز يقدم خدمات لأهل المنطقة، ولكي يكون مكاناً يسافر من خلاله كل مثقف ومبدع لما يريده، أن يجد ما يحتاجه من كتب أو مركز لتسويق أعماله اليدوية المميزة.
بالصدفة البحتة وجدت ندى مكان الشقة التي يبلغ عمرها أكثر من 175 عاماً ومغلقة منذ 17 عاماً، لفت نظرها طابعها المميز أثناء مرورها من الشارع، وطابع القدم في تفاصيلها، لذا كانت خطوتها بتأجيرها لتنفيذ مشروعها الثقافي.
واستغلت ندى وشيماء خبرتهما بالترميم لتعديل الشقة بشكل مُرضي لهما، لتصبح مركزاً ثقافياً يستقبل كل عشاق القاهرة التاريخية سواء من المصريين أو الأجانب، ويُقدم ورشاً في مجالات مختلفة مثل الرسم والصناعات اليدوية المختلفة.
كما تضم «تكية مسافر» مكتبة ثقافية كتباً بلغات مختلفة، منها جزء مخصص للأطفال، ويتوسطها قاعة «عم حربي»، وهو أحد أقدم بائعي الكتب في سور الأزبكية الشهير بمصر.
شيماء مؤسسة «التكية» تقول إنها وصديقتها ندى حاولتا أن يكون المكان مركزاً حرفياً وثقافياً.
تسويق
وتتابع: «أنا أعمل في مجال ترجمة الأطفال، وأردت تأسيس مكان يستطيع الطفل أن يكون حراً بعيداً عن ضغط النادي أو المدرسة، يستطيع أن يُبدع دون قيود في مركز مستقل لا يتبع أي جهة حكومية أو خاصة».
وتستطرد: «بالإضافة لذلك نحن نهتم بالحرف اليدوية فمن هواياتي الأعمال الجلدية لكن كنت أجد صعوبة كبيرة في تسويقها، لذا أردت أن يكون المركز الذي أسسناه وسيلة مساعدة لأصحاب الحرف اليدوية المميزة لتسويق منتجاتهم».
تضم التكية معرضاً ثابتاً لبيع المُنتجات المصرية الأصيلة من أماكن مُختلفة في مصر مثل سيوة وسانت كاترين، كما تضم إلى جانب ذلك مساحة عمل مُشتركة للعمل أو المذاكرة.
معرض شهري
وتقول ندى مؤسسة المركز الثقافي إن المركز يعقد كل شهر معرضاً لعرض المنتجات كمساعدة في تسويق منتجات أصحاب الحرف اليدوية الذين لا يستطيعون عرض منتجاتهم في المعارض.
وتقول ندى: «نحاول مساعدتهم على زيادة دخلهم، بعرض منتجاتهم لرواد التكية».