الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بعد ارتفاع الأسعار.. مصريون يلجؤون لحيل اقتصادية لشراء هدية ست الحبايب

لم تكن الشابة شيماء عبدالله تعلم بأن أسعار الذهب العالمية سترتفع قبل أيام من الاحتفالات بعيد الأم، ولكن لحسن حظها فقد كانت اشترت هدية عيد الأم لوالدتها كما عودتها كل عام بشراء خاتم من الذهب كلفها 3000 آلاف جنيه، وكانت الميزانية التي خصصتها لهدية «عيد الأم».

المبلغ ذاته خصصته دعاء بسيوني لشراء هدية لوالدتها لكن المبلغ لم يكن كافياً لشراء خاتم بالغرامات ذاتها في ظل ارتفاع أسعار الذهب.

تراجع مبيعات الذهب



وسجلت أسعار الذهب في محال الصاغة في مصر ارتفاعاً ملحوظاً، وبيع غرام الذهب عيار 24 بسعر 1.013 جنيه وبلغ عيار 21 سعر 886 جنيهاً مصرياً وسجل عيار 18 سعر 759 جنيهاً.

ووفقاً لنادي نجيب سكرتير الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالغرف التجارية، فقد سيطرت على السوق حالة من الركود وتراجع الإقبال على شراء المشغولات الذهبية في مثل هذا الوقت من العام مع احتفالات عيد الأم، ترقباً لعودة الأسعار للانخفاض.

ولفت نادي إلى أن ارتفاع الأسعار أصبح مُحفزاً للناس على الشراء وليس البيع.

الفضة أرخص



ويتزامن الاحتفال بعيد الأم هذا العام مع قرب شهر رمضان المٌعظم وهو الأمر الذي يدفع بعض الأسر لتقليص ميزانية عيد الأم والبحث عن هدايا أخرى تكون في متناول ميزانية الأسرة التي تستعد لاستقبال شهر رمضان، وهو الأمر الذي دفع السيدة المصرية نورا عبدالسلام لشراء هدية من الفضة لوالدتها بعد أن كانت تُهاديها بالذهب كل عام.

وتقول لـ«الرؤية»: «مع ارتفاع أسعار الذهب إضافة لدخول شهر رمضان وما يتطلبه المنزل من احتياجات أصبح الوضع المالي غير مستقر، الأمر الذي لا نستطيع معه شراء الذهب لذا سأشتري هدية من الفضة أو أي من احتياجاتها المنزلية».

ووفقاً لنادي نجيب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، فإن الفضة لا بد أن تكون مختومة برقم لا يخرج عن 925 أو 900 أو 800، وهي أرقام تٌعبر عن نسبة الفضة في الهدية التي تشتريها، وأفضلها رقم 925، وتتراوح أسعار السلسلة والغويشة الفضة من 182 إلى 500 جنيه حسب النوع والغرامات.

أمهات مُتعددات وميزانيات كبيرة



سالي مزروع مؤسسة موقع «ماما جديدة» تقول لـ«الرؤية» إن الأمهات بطبعها تشعر بظروف أبنائها وتُقدر أي لفتة بسيطة يقدمونها لها حتى ولو وردة، ومن الطبيعي أن يُحدد كل شخص احتياجات والدته بقدر إمكانياته سواء كانت الهدية ملابس أو أداة منزلية أو برفان أو مكياج وكريمات أو إكسسورات.

وتُتابع سالي أن المشكلة الكبرى في هدية الحماة، لأن الأمر مُرتبط في ثقافتنا بالتقدير من عدمه، بمعنى كلما كانت الهدية أصلية وغالية يكون التقدير الأكبر لها والعكس.

وتستطرد: «موضوع هدايا الحماة يبدأ من الخطوبة ويستمر لما بعد الزواج فتكون الأسرة مُطالبة بهديتين لكل أم، وفي عائلات تٌعتبر الأخت الكبرى كالأم ولها نصيب من الهدايا



وتُضيف: «الأمر برمته يُسبب توتراً لأنها التزامات معنوية بمعنى لو اشترت الزوجة لحماتها هدية غالية فلا بد أن يُقدر الزوج هدية حماته بالمستوى ذاته».

وتلفت سالي إلى أن بعض الأسر تلتزم بهدايا أخرى لمٌعلمات الأبناء، وهو عبء حقيقي على الأسر والأطفال، من وجهة نظرها.

وتشرح: «الأمر يتحول لمُقارنات بين الأطفال وبعضهم البعض، وتكون هدايا عيد الأم مُشكلة، خاصة أن كان هنالك أكثر من طفل للأسرة الواحدة ويتعامل كل منهم مع أكثر من مُعلمة واحدة».

حيل اقتصادية



وبخلاف ميزانية عيد الأم للحماة أو الأم، هناك ميزانية أخرى تُضاف على عاتق الأسر المصرية وهي شراء هدية للمٌعلمات، ولجأت معظم جروبات الأمهات لجمع مبلغ من المال يتحدد حسب طبيعة الهدية المٌتفق عليها، وعدد المعلمات اللاتي سيتم إهداؤهن إياها.

وتقول رشا عبدالعاطي ولية أمر لـ3 فتيات بمراحل تعليمية مُختلفة ترى أن تجميع مبلغ من المال من الأمهات لشراء هدايا عيد الأم للمٌعلمات يٌساعد كثيراً في شراء هدية قيمة في مقابل دفع كل طفل مبلغ زهيد، مقارنة إن قام بشرائها بمٌفرده.

وتقول: «العام الماضي اشتريت هدايا بالمُشاركة مع الأمهات، لأن كل طفلة لديّ يُدرس لها 5 مُعلمات لتكون الحصيلة 15 مُعلمة، تٌكلف ميزانية الشراء لـ5 منهن فقط مبلغ 500 جنيه في المتوسط إن افترضنا شراء هدية رمزية، أي حوالي 1500 جنيه لشراء هدايا لكل مُعلمات بناتي، لذا كانت المُشاركة مع غروب من الأمهات حيلة اقتصادية بالنسبة إلي وتخفيفاً للنفقات».



وتتفق معها منى وهي ولية أمر أيضاً وموظفة فبخلاف مٌشاركتها مع أولياء الأمور لشراء هدايا لمٌعلمات أبنائها، فقد طبقت الأمر ذاته مع زميلاتها في العمل حيث ألغين الاحتفال بأعياد الميلاد طوال العام ووفرن تلك الميزانية للاحتفال بعيد الأم.

وتقول: «نُجمع ميزانيات الاحتفال بأعياد ميلادنا للاحتفال بعيد الأم وشراء هدايا قيمة لرئيساتنا بالعمل، ويكون الاحتفال بينا جميعاً كأمهات».

وترى دعاء بسيوني: «ارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على اختياراتنا، وليس هذا فقط بل أصبحنا نفكر في من يمكن تجاهلها من هدايا عيد الأم، لأنه لا توجد هدايا بأسعار قليلة وتكون ذات قيمة، فأصبحنا نعتمد على المُشاركات بشكل أكبر وفي أضيق الحدود أيضاً لأنه حتى الخصومات على الهدايا التي تُقدم بمناسبة عيد الأم ذات أسعار عالية».