الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

المنصات الرقمية VS الفضائيات.. من يفوز بالمشاهد في رمضان؟

تتسابق الفضائيات والمنصات الرقمية، بطرح أعمال درامية مميزة خلال الموسم الرمضاني كل عام، ومنذ جائحة كورونا، وأصبحت المنصات الرقمية متصدرة للمشهد السينمائي والدرامي معاً، ومع ذلك ما زالت الفضائيات تحرص على إصدار أعمال درامية تتزامن مع الموسم الرمضاني كل عام.

وفي ظل الأجندة الرمضانية الدسمة لـ2022، والتي تضم مسلسلات: "العاصوف 3" لناصر القصبي، و"ناطحة سحاب" لسعاد عبدلله، و"أحلام سعيدة" ليسرا، تشهد المنصات والفضائيات سباقاً، فمن يفوز بالمشاهد؟

رصدت «الرؤية» خلال استطلاع مع مجموعة من المخرجين والمنتجين، أن المشاهد يمتلك الحرية الكاملة في الاختيار بين المنصات والفضائيات، لخصوصية كل منهما من حيث الطرح والنوعية، مؤكدين أن المنصات ستنال الحظ الأكبر كونها تمنح المشاهد مساحة للتخلص من إزعاج الإعلانات وحرية اختيار الموعد المناسب بالمشاهدة.



اقرأ أيضاً: 11 عملاً درامياً على خريطة قناة أبوظبي في رمضان



ميزات المنصات



وقال المخرج الإماراتي هاني الشيباني: «أتوقع أن المنصات ستستمر في تصدر الاهتمام، بسبب خلوها من الإعلانات التجارية واحتوائها على معظم المسلسلات التي تعرضها الفضائيات، فضلاً عن منحها المشاهد حرية اختيار وقت المشاهدة».



محتوى ثري



وأشار المخرج وصانع الأفلام الإماراتي طلال محمود، شريك مؤسس بشركة ثمانون للإنتاج، إلى أن ذائقة الجمهور تختلف مع اختلاف نوعية المشاهدة، وقال: «استمرار الأعمال الخليجية السطحية، بسبب وجود فئة عمرية كبيرة تشاهد هذه الأعمال على اعتبار أنها جيدة، فسوف يكون لها جمهور في رمضان، أما الجمهور الحقيقي على المستوى العربي بشكل عام وبشكل خاص بعض المشاهدين في الخليج فلن تتوقف مشاهداتهم عن الأعمال الأصلية على المنصات الرقمية، لجودتها العالية التي تتمتع فيها على مدى العام

وتابع: «نرى أعمال المنصات سواء العربية أو الأجنبية تناقش العقول والعيون بمتعة وفكر وتسلية بصورة مستمرة، وعلى المستوى المحلي لن نجد ما يسر الجمهور المحلي، لأن الأعمال ستقدم لذائقة من يعمل في المحطات من إدارات وليست لذائقة الجمهور، والأعمال مستواها لشهر واحد ومشاهدة واحدة فقط وليست بشكل دائم كي تصبح أيقونات في رفوف المكتبة المحلية والخليجية والعربية



اقرأ أيضاً: خريطة دراما رمضان 2022 لقناتي دبي وسما دبي



لا غلبة

وأفاد الفنان والمخرج الإماراتي مرعي الحليان بأن لمّة العائلة برمضان أمام شاشة التلفاز سواء قبل الإفطار أو بعده، ما زالت من أهم الطقوس الرمضانية إلى جانب العبادات في رمضان، وقال: «لا أعتقد أن هنالك غلبة في موضوع الفوز بالمشاهد، خاصةً أن الجمهور متنوع وينقسم على حسب ذائقته واهتمامه بين الشباب الذين يميلون لاختيار أوقاتهم الخاصة بالمشاهدة والأسر في البيوت التي ما زالت متمسكة بالفضائيات والتلفاز

وتابع: «الشباب اليوم هم الأكثر ميلاً للمنصات، خاصةً أولئك الذين يميلون للجلوس في المقاهي والمطاعم، كونها متاحة لهم عبر أجهزة التلفون والآيباد واللابتوب وغيرها، وهنالك فئة الشباب البيتوتيين والمرتبطين بالعائلة، الذين يعملون على تقسيم الوقت بالمشاهدة ما بين قبل الإفطار وبعد الإفطار، فما زالت الأسر والأمهات يتابعون مسلسلاً معيناً بعد صلاة التراويح، وما زالوا محافظين على فترات الاستراحة بين العبادات ومتابعة الدراما



المنتج المنفذ



من جهته، قال المنتج المصري جابي خوري أن أي منتج الآن يجب أن يتفق مع إحدى المنصات والشركات الكبرى قبل أن يفكر في دخول أي عمل من إنتاجه، وأنه لم يعد ممكناً بيع العمل بعد الانتهاء منه، كما كان يحدث في الماضي. ولذلك ينبغي على أي منتج أن يعرض فكرة العمل وأسماء الممثلين والمخرج والمؤلف على واحدة من هذه الكيانات الكبرى، وأن يعقد معهم اتفاقاً على العرض، يمكن أن يقتصر على المنصة لفترة محدودة، أو على المنصة ثم الفضائيات، أو أن يقوموا بشرائه حصرياً. المنتج هنا، كما يقول خوري، أشبه بالمنتج المنفذ، مع الفارق أنه يحصل على أمواله بعد الانتهاء من العمل، أو بنظام الأقساط أثناء التنفيذ. وكل الأعمال الموجودة حالياً تم إنتاجها بهذه الطريقة.



اقرأ أيضاً: 128 مسلسلاً وبرنامجاً على خارطة «الشارقة للإذاعة والتلفزيون» في رمضان



منافسة غير متكافئة



وترى المنتجة آية دوارة، أن المنافسة بين المنصات والفضائيات شديدة، ولكنها غير متكافئة لأن لكل منهما طبيعة مختلفة. المنصات تعتمد على جمهور الطبقة الوسطى القادر على دفع اشتراك المنصة واشتراك الإنترنت، بينما تتوجه الفضائيات للجمهور العريض الذي يشكل النسبة الغالبة في العالم العربي. والمنصات تتيح شروط مشاهدة أفضل كثيراً، منها العرض المبكر وتوافر الأعمال طوال الوقت وعدم وجود فواصل إعلانية، وبالطبع كل هذه الشروط غير متوافرة في عرض الفضائيات، خاصة خلال شهر رمضان، حيث تزداد نسب المساحات الإعلانية بدرجة لا تحتمل، كما في حالة الفضائيات المصرية تحديداً، التي تتخطى فيها مساحة الإعلانات حدود المتعارف عليه، ويمكن أن تزيد عن زمن المسلسل أو البرنامج نفسه!

من ناحية ثانية توفر المنصات أعمالاً حصرية كثيرة، كما تتميز أعمالها بحرية لا تتوافر في معظم الفضائيات، وفوق ذلك تضم أعمالاً وثائقية وأفلاماً قصيرة لا تجد عادة فرصة للعرض على الفضائيات. ولذلك يفضلها صناع الأفلام الشباب، كما أن في المنصات مجالاً كبيراً لتقديم أعمال الشباب، المختلفة في نوعياتها ومضامينها، عما يعرض على الفضائيات.

شروط السوق



وأشار المنتج حسين القلا صاحب التاريخ الطويل في صناعة الأفلام المختلفة التي تتحدى شروط السوق، إلى أن المنصات ليست فقط فرصة للشباب، ولكن للمنتجين الكبار الذين لا يستطيعون مجاراة متطلبات السوق الحالي، كما يرى المنصات مجالاً جديداً يتيح الكثير من الفرص لأعمال مختلفة، ولكن نظم اختيار هذه الأعمال سواء المنتهية، أو التي لا تزال مشاريع تحتاج إلى تطوير.