الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

فنانة مصرية تتعافى من المرض بالرسم على الحقن وأكياس المُسكنات

نشأت الشابة المصرية نورا الغزي في كنف أب فنان يحترف الخط العربي، ويحب الرسم، وهي الملَكة التي انتقلت إليها بالوارثة، لتُحب هي أيضاً الفن وتبرع به، ولأنها حصلت على مجموع كبير بالثانوية العامة فكان قرار أسرتها أن تلتحق بإحدى كليات القمة وهي كلية الإعلام.



ورغم حبها للفن ورغبتها في دراسته أكاديمياً بكلية الفنون إلا أنها قررت دراسته عقب تخرجها من «الإعلام» في قسم الفنون الحرة، وهناك درست 22 لوناً من الفنون.



الفن حياة

تقول نورا لـ«الرؤية» إنها درست 22 نوعاً من الفنون، إذ ترى أن الفن بأنواعه ليست له حدود، ولا يعترف بأية قواعد، والفنان الحقيقي يستطيع التعبير عن فنه بكل الوسائل، وهو الأمر الذي دعاه للرسم على المصغرات أثناء إقامتها بإحدى المُستشفيات عقب دخولها في أزمة صحية كبرى.



وتتابع: "لا أستطيع الحياة دون ألوان، أرسم على أي شيء، فترة كبيرة عشتها داخل إحدى المُستشفيات نتيجة أزمة صحية كبرى مرت بيّ، وكان الفن وسيلتي للتعافي نفسياً، فالبقاء داخل المُستشفى لفترة طويلة لم يكن أبداً ليمر دون التعافي بالفن".



وتتابع: "كنت أرسم على الحقن وأكياس المضادات الحيوية التي يتم حقنها بجسدي، وأهديها للممرضات كذكرى مني لهم، وقضيت في المستشفى فترتين طويلتين، وفي كل مرة كان الرسم وسيلتي للتعافي، وخلال فترة مرضي تلك اكتشفت نفسي في فن المصغرات، سواء على الزلط أو قطع الخشب الصغيرة".



وتسترجع ذكرياتها في تلك الفترة: "أُصبت باكتئاب شديد بعد ما طالت مدة تواجدي بالمستشفى، وهنا أنقذني الرسم من الاكتئاب، كنت أرسم على الحقن وأكياس المسكنات وكل ما تستطيع يدي الوصول إليه، الرسم كان بالنسبة ليّ العلاج الرئيسي في

تحسن حالتي النفسية وأحد أهم الأسباب في استجابة جسدي إلى الأدوية التي كنت أتناولها خصوصاً في مرحلة إصابتي بجلطة وبقائي لفترة طويلة بالمُستشفى".



أكاديمية خاصة

نجحت نورا قبل سنوات في الوصول لأول أحلامها في مجال الفن وهو إنشاء أكاديمية خاصة لتعليم الفنون المُختلفة لكل الأعمار، إضافة لفن الطهي، إذ تعتقد أن الطهي وعلاقة الإنسان بالطعام وسيلة أيضاً للعلاج من الأمراض النفسية.



وتتمنى أن يساعد مشروعها في تحقيق هدفها الأكبر في المساعدة بالارتقاء بثقافة الناس وفكرهم عبر أنواع الفن المختلفة وعن ذلك تقول: "حلمي الكبير وهفضل وراه لحد ما ساعد زيادة رقي الناس بالفن".



كما شاركت نورا مؤخراً بمعرض خاص لإعادة التدوير واستغلت بعض الأدوات المنزلية وعلب «التونة» الفارغة في صُنع أنتيكات منزلية مُتعددة، وتتمنى أن يتخذ الناس الفن طريقاً للارتقاء بالمُجتمع.