السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مساجد الإمارات.. تحف هندسية معمارية تستقطب المصلين والسياح من حول العالم

تحتضن الإمارات العديد من الجوامع ذات التصاميم الهندسية المبهرة، والتي تختزل بجمالها الخلاب الكثير من التفاصيل المعمارية الإسلامية العريقة.

وتتزين معظمها بالنقوش والآيات القرآنية بالخطوط العربية الأصيلة، كما تزدان المساحات الخارجية لتلك الجوامع والمساجد الفريدة بالأحواض المائية والمسطحات الخضراء والزهور الطبيعية النادرة.



مسجد خليفة بن زايد

ورصدت «الرؤية» أبرز الجوامع التي تمتلك مواصفات هندسية فائقة الجمال وتعتبر غنية بالتفاصيل المعمارية الإسلامية الفريدة من نوعها على مستوى الإمارات، من بينها مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يعد بمثابة أكبر مسجد في مدينة العين ويشكل تحفة معمارية إسلامية متفردة.

وتأسر التفاصيل المعمارية الهندسية المبهرة لمسجد الشيخ خليفة الذي افتتح أبوابه للمصلين قبل عام، قلوب المصلين والزوار من مختلف المرجعيات الثقافية والدينية، نظراً لفخامته المطلقة، إذ يمتلك قبة تعد الأكبر من نوعها دون أعمدة على مستوى الإمارات، فيما يبلغ قطرها الخارجي 86 متراً، وتتزين بالنقوش وآيات القرآن الكريم بخط الثلث العربي، إلى جانب 81 قبة أخرى، 4 مآذن غاية في الجمال.

وتصل المساحة الكلية للمسجد إلى 256 ألفاً و680 متراً مربعاً، بينما المساحة المبنية فتقدر بـ15 ألفاً و684 متراً مربعاً، بما يسمح باستقبال آلاف المصلين خلال شهر رمضان وفي الأعياد، علماً أنه يتسع لأكثر من 25 ألف مُصلٍ.

ويتميز المسجد الذي بلغت كُلفة إنشائه نحو 600 مليون درهم، برواقه المصمم على الطراز الأموي الأندلسي، فيما تصل مسطحاته الخضراء التي تقدر مساحتها بـ75 ألفاً و390 متراً مربعاً، ويحاط المسجد بالأحواض المائية التي تزينه من الخارج، كما يتوفر للمصلين والزوار الكثير من مواقف للسيارات وأماكن للوضوء، ومبنى للخدمات.



جامع الشيخ زايد الكبير

أما العاصمة أبوظبي فتمتلك مساجد وجوامع ذات تصاميم هندسية مبهرة، من بينها الصرح المعماري الإسلامي الضخم «جامع الشيخ زايد الكبير» الذي يجسّد رسالة الإسلام المتمثّلة في التسامح والسلام ويمزج في تصميمه بين مختلف مدارس العمارة الإسلامية.

ويستقبل الجامع عشرات الآلاف من المصلين على مدار العام وخاصة في شهر رمضان المبارك، علماً أنه يتسع لنحو 55 ألف مصلٍ في وقت واحد.

ويفتح الجامع أبوابه لآلاف الزوار من مختلف المرجعيات الثقافية والدينية، نظراً لكونه منارة للعلوم الإسلامية، فضلاً عن تجسيده رسالة الإسلام المتمثلة في السلام والتسامح والتعايش مع الآخر.

ويعد الصرح الإسلامي ذا تصميم إبداعي فريد من نوعه، إذ يمتلك الجامع نحو 82 قبة تزدان من الأعلى بالهلال المطلي بالذهب والفضة والمزخرف بفسيفساء الزجاج، وأكثر من 1000 عمود يتزين بحجارة الجمشت واليشبب، إلى جانب الثريات المصنوعة من الكريستال الألماني الفاخر والمطعّمة بالذهب من عيار 24 قيراطاً، علماً أن قطر أكبر ثريّا في الجامع يبلغ 10 أمتار، وبارتفاع 15 متراً وبوزن 12 طناً.

ويحظى الجامع بتصميم داخلي خارج عن المألوف يحظى بتناغم بين الألوان والظلال، إذ تغطّي أرضيته أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم، ويتدلّى في قاعة الصلاة الرئيسية أحد أكبر الثريات في العالم، فيما تتزين أروقة الجامع بالرخام الطبيعي الأبيض النقي وتتناسق معه ألوان الجدران والأعمدة وقطع فسيفساء الزجاجية المنحوتة والمصقولة والمستوحاة من التصاميم الإسلامية التقليدية، والتفاصيل المعمارية المغربية والأندلسية والمملوكية والعثمانية والفاطمية.

كما توجد أربع ثريات باللون الأزرق متماثلة في التصميم والحجم في المداخل المحيطة بالمسجد، ويزن أكبرها 2 طن وتُزين المدخل الرئيسي للجامع.



مسجد الفاروق

من جانب آخر، تمتلك إمارة دبي العديد من المعالم الدينية الخلابة، من أشهرها مسجد الفاروق عمر بن الخطاب أو المعروف بـ«الجامع الأزرق» الذي يفتتح أبوابه للمصلين أو للزوار من غير المسلمين.

واستوحي تصميم المسجد من المسجد الأزرق في إسطنبول، ويتمتع بتصميم عثماني تتخلله بعض اللمسات الأندلسية، فيما يبلغ ارتفاع المسجد 30 متراً، كما يمتلك 21 قبة و4 مآذن بديعة ولكل مئذنة شرفتان.

ويُعد مسجد الفاروق عمر بن الخطاب أحد أكبر المساجد في دولة الإمارات، كما يستوعب عدداً يصل إلى 2000 مصلٍّ، كما يعد بمثابة منارة ثقافية وحضارية ومركزاً إسلامياً للتحاور الإنساني لإبراز وإظهار دور المسلمين في الحضارة العالمية.

ويضم المسجد قاعة للمحاضرات ومكتبة تحتوي على ما يقرب من 3 آلاف عنوان وقاعة القراءة والبحث والمطالعة وفصول دراسية.





مسجد الشارقة الكبير

ومن أكثر المساجد استقطاباً للمصلين خلال شهر رمضان، مسجد الشارقة الكبير الذي بلغت مدة إنشائه 5 سنوات وبكُلفة بلغت 300 مليون درهم.

وتصل مساحة المسجد الذي افتتح قبل قرابة 3 أعوام إلى 2 مليون قدم مربعة مع الحدائق الخارجية، فيما يعتبر أيقونة معمارية تتربع على عرش عاصمة الثقافة الإسلامية "الشارقة".

ويتسع المسجد في الداخل والخارج لنحو 25.5 ألف مصلٍ، موزعين على أكثر من مساحة وفضاء، ففي داخل المسجد هناك مساحات لاستقبال أكثر من 5 آلاف مصل ٍ، منهم 610 للنساء، أما الرواق الأمامي والأروقة الجانبية، فترحب بأكثر من 6 آلاف مصلٍ، في حين تتكفل الساحة المفتوحة باستقبال 13.5 ألف مصلٍ.

ويعد مسجد الشارقة الكبير أنموذجاً فريداً للفن الإسلامي الحديث، إذ يتزين بالمنحوتات الفنية والأعمال الخشبية ورسومات الخط العربي التي تشكل لوحات تشكيلية إبداعية.

ويمتلك المسجد تصميماً إبداعياً يشمل 81 قبة، ومنارتان بارتفاع 75 متراً، بينما بلغ ارتفاع القبة الرئيسية 45 متراً بقطر بلغ 27 متراً، فيما يضم 6 بوابات ومداخل منها 4 مداخل عامة، منها مدخلان للنساء وواحد لكبار الشخصيات وواحد للحافلات بالإضافة إلى وجود عدد 8 مصاعد كهربائية لخدمة المصلين والزوار.

ويضم المسجد مكتبة ضخمة تحتوي على أمهات الكتب في فروع العلوم الإسلامية المختلفة، والسُنة النبوية الشريفة، ويتوافر بالمسجد منطقتان مخصصتان للوضوء، بهما 352 ميضأة، إلى جانب عدد ميضأتين خارجيتين، كما تتوزع 6 مواقع لماء السبيل في منطقة المواقف الخارجية.

ويحظى المسجد بحديقة إسلامية تحتوي على عدد من النوافير والشلالات، وتتسع المساحات المخصصة لمواقف السيارات والحافلات لنحو 2260 سيارة وحافلة، في أكثر من موقع في محيط المسجد، منها 300 موقف داخل مبنى المسجد، و1400 موقف خارج مبنى المسجد، و60 موقفاً للحافلات، إلى جانب 500 موقف خارج سور المسجد.



مسجد أثري

ومن المساجد الأثرية المميزة في الإمارات والتي تمتلك مكانة خاصة عند الكثير من المصلين، مسجد المغفور له الشيخ محمد بن سالم بن سلطان القاسمي، الذي يقع في منطقة رأس الخيمة، وصمم من أحجار المرجــان وصخور الشــاطئ.

ويعتبر بمثابة أقدم مسجد أثري ما زالت تقام فيه صلاة الجمعة والصلوات الخمس المكتوبة حتى الآن، إلى جانب أنه يعتبر من أكبر المساجد الأثرية في الدولة.

ويُطل المسجد التاريخي على البحر، فيما يعد بمثابة تحفة معمارية أثرية فريدة من نوعها، فيما يتسع لـ1000 مصلٍ ويحتوي على 60 عموداً ويغطي سقفه سعف النخيل وخشب الجندل.

وتتميز نوافذ المسجد بتقويس هندسي مميز وعددها 31 نافذة، بالإضافة إلى 3 أبواب كبيرة، كما شيد المسجد على مساحة 1600 متر مربع، ويضم قاعة رئيسة للصلاة تحتل ثلثي مساحته، وممراً مغطى بأحجار جبلية.

ويعتبر المسجد ثاني أقدم مسجد على مستوى الدولة، بناه المغفور له الشيخ صقر بن راشد القاسمي الذي حكم في الفترة التاريخية من 1777 إلى 1803 ميلادية، فيما أجريت للمسجد صيانة وتوسعة في عهد المغفور له الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الذي حكم في الفترة من 1803 إلى 1866 ميلادية.

وتم تجديد المسجد وتوسعته ما بين عام 1900- 1908 ميلادية، وكانت آخر توسعة للمسجد في الفترة 1919- 1948 ميلادية، بينما ساهم آخر ترميم أجري للمسجد في جعله مكاناً للعبادة ورمزاً من رموز الإمارة الحضارية القديمة.