الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

حفيدة تولستوي تستقبل لاجئين أوكرانيين

حفيدة تولستوي تستقبل لاجئين أوكرانيين

تحت أنظار ليو تولستوي الثاقبة، تصغي إحدى حفيدات الكاتب الروسي الشهير بانتباه إلى أناستازيا شيلودكو خلال حديثها عن الفظائع التي عاشتها قبل الفرار من أوكرانيا إلى سويسرا... فقد أثار الغزو الروسي لأوكرانيا صدمة لدى مارتا ألبرتيني دفعتها للتحرك من أجل إيواء لاجئين أوكرانيين هربوا من بطش سلطات بلد أجدادها.

وتؤكد ألبرتيني البالغة 84 عاماً أنها لم تستطع الوقوف متفرجة أمام مشاهد الدمار والألم جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلة «هذا الأمر في الفطرة».

وقد أعارت شقة لأناستازيا شيلودكو ووالدتها في قرية لنس الصغيرة في جبال الألب السويسرية قرب محطة كران مونتانا المعروفة للتزلج.



وسحبت ألبرتيني صور العائلة المنتشرة على جدران الشاليه، لكنها تركت صورة كبيرة للأديب الشهير مؤلف كتابي «الحرب والسلم» و«أنا كارينينا».

وتشير مارتا ألبرتيني إلى أن ليو تولستوي كان ليسأل لو أنه على قيد الحياة «ما هذه الفظاعة التي وصلنا إليها؟»، مذكرة بأن الأديب الراحل الذي عايش حرب القرم وحصار سيباستوبول في مطلع خمسينات القرن الـ19 كان ناشطاً من أجل السلام.

وتتشارك ألبرتيني التي نشرت العام الماضي كتاباً عن نساء الأسرة الشهيرة، هذا الاستنكار للحرب مع أفراد كثيرين في عائلتها الموسعة. وقد عبّروا عن هذه المشاعر بالبريد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.



وتوضح أن السبب الذي دفعهم لتوجيه هذه الرسالة هو «أننا جميعاً ضد الفظائع المرتكبة حالياً، إذ تم اجتياح بلد بريء جل ما يريده حماية حدوده»، لكنها تبدي اعتقادها بأن الرئيس الروسي «نظر على الأرجح (إلى الرسائل) ورماها في سلة المهملات».

وتؤكد ألبرتيني في المقابل أن توجيه الرسالة أتى انطلاقاً من ضرورة رفع الصوت لأن ما يحصل يغيّر وجه أوروبا إلى الأبد.

وبجانبها تجلس الشابة أناستازيا التي انقلبت حياتها رأساً على عقب قبل بضعة أسابيع.

وتقول الأوكرانية البالغة 24 عاماً «الأمر سريالي. أحياناً أشعر أني أحلم».



وقد وصلت أناستازيا مع والدتها في 13 مارس إلى الجبال السويسرية بعد أكثر من أسبوع على فرارهما من القصف الروسي الكثيف على مدينة ميكولاييف في جنوب أوكرانيا.

وهما من بين نحو 23 ألف أوكراني استقبلتهم سويسرا، من أصل 4,2 مليون فروا من البلاد منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.