الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«فاتن أمل حربي».. دراما تنبش وراء حل مشاكل نسوية

أثار مسلسل «فاتن أمل حربي» لنيللي كريم والمعروض ضمن السباق الرمضاني 2022، جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية بعدما أثار عدداً من القضايا المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية.

وتدور قصة المسلسل حول فاتن التي تجسد شخصيتها الفنانة نيللي كريم، والتي تظن إثر طلاقها من سيف الذي يجسد شخصيته الفنان شريف سلامة، أن الحياة ستستقر وتخلو من المشكلات، لكنها تفاجأ بأن قانون الأحوال الشخصية قد يحرمها من ابنتيها إذا تزوجت من رجل آخر.

تقرر فاتن السعي للمطالبة بتغيير هذا القانون المجحف لتتمكن من الاحتفاظ بحضانة ابنتيها.





رفض سكن السيدات في الفنادق

بخلاف أن المسلسل يناقش مشكلات المطلقات من النفقة وحضانة الأطفال وغيرها، عرض المسلسل قضية أخرى مهمة لا تتعلق فقط بالمطلقات، لكن بالنساء بشكل عام، وهي رفض بعض الفنادق في مصر تسكين السيدات دون محرم.

وتداول رواد التواصل الاجتماعي تلك القضية على نطاق واسع، بسبب تعرض العديد منهن لتلك المشكلة، وتساءل البعض عن وجود قانون يمنع المرأة من الإقامة بمفردها في أحد الفنادق.



هل يمنع القانون إقامة المرأة بمفردها؟

المستشار القانوني محمد ميزار قال في حديثه مع «الرؤية»، إنه لا توجد مواد في القانون المصري تمنع مبيت المطلقة أو غيرها من السيدات بمفردهن في الفنادق.

وقال ميزار: "قضية منع السيدات من الإقامة بمفردهن بالفنادق قضية في غاية الخطورة تمثل ارتداداً فكرياً يسعى لترسيخ فكرة التمييز بين الرجل والمرأة في ارتياد الأماكن العامة والخاصة على أساس الجنس، بما يُخالف القانون المصري."

وتابع: "ما جسده المسلسل هو أمر واقع فعلاً ويحدث بكل تأكيد في فنادق الثلاث والأربع نجوم، وهو الأمر الذي ينبغي التدخل السريع من الدولة للحد منه، وينعكس سلباً علي جهود الدولة والرئاسة المصرية والتي تعمل جاهدة على ملف تمكين المرأة المصرية من المناصب القيادية وتقلد الوظائف السياسية والاجتماعية."



المجلس القومي للمرأة يُعلق

وتعليقاً عما أثاره المسلسل من حق الولاية التعليمية للمرأة حال طلاقها، أصدر المجلس القومي للمرأة بياناً تحدث عن عدة مسائل في الأحوال الشخصية طرحها مسلسل «فاتن أمل حربي».

وتناولت أولى حلقاته قضية مهمة تتعرض لها الأم الحاضنة تخص مباشرتها للأمور التعليمية لصغارها من حيث التقديم لهم بإحدى المدارس أو نقلهم أو متابعتهم.

وبصدد تلك المسألة، قال القومي للمرأة إنه تُثار عدة تساؤلات مهمة مثل: هل يشترط الطلاق لكي تتمكن المرأة من تولي الأمور التعليمية لصغارها؟ وهل الولاية التعليمية دعوى قضائية؟ وهل تحتاج إلى إجراءات صعبة؟ وهل تطول المدة بين طلبها وإصدار المحكمة الأمر بها؟

وأشار القومي للمرأة إلى أن التعليم حق لجميع الأطفال بمدارس الدولة بالمجان وتكون الولاية التعليمية على الطفل للحاضن، كما أصدرت وزارة التربية والتعليم الكتاب الدوري رقم ١ لسنة ٢٠٠٨ بأن يلزم الأب بتحويل نجله إلى أقرب مدرسة لمسكن الأم الحاضنة طالما أن التلميذ ما زال في سن الحضانة، كما ورد بالكتاب الدوري رقم ٢٩ لسنة ٢٠١٧ أنه "حال انقضاء علاقة الزوجية تكون الولاية التعليمية للحاضن دون حاجة لصدور حكم قضائي بذلك، حيث إن الولاية التعليمية ثابتة بقوة القانون.

وتابع البيان: "لا يسري حق الحاضن في الولاية التعليمية إلا بعد تمام إعلان المدرسة أو الإدارة أو المديرية التعليمية المختصة بانتهاء العلاقة الزوجية وإرفاق ما يفيد ذلك."



مآخذ على "فاتن أمل حربي"

وعن بعض القضايا التي أثارها المسلسل موضوع طرد الأم من مسكن الزوجية عقب وقوع الطلاق، وهو مخالف للقانون.

قال المستشار القانوني محمد ميزار: "ما يؤخذ على المسلسل أن المطلقة تستطيع وبكل سهولة أن تتمكن من مسكن الزوجية وبخطوات سريعة تحصل الزوجة على قرار تمكين من السيد المستشار المحامي العام لنيابات الأسرة، بخلاف ما جاء في المسلسل من طرد لنيللي كريم من منزلها، وذلك وفقاً لنص المادة ٤٤ مكرر من قانون المرافعات."

وتابع ميزار: "كما أن القانون قد أتاح لها الخيار بين مسكن الزوجية أو المطالبة بأجر مسكن، ويؤخذ على المسلسل تصوير أن فكرة المطلقة مكانها الشارع، فالقانون قد كفل لها حقوقها كحاضنة."

واستطرد المستشار القانوني: «كما يؤخذ على المسلسل الترويج لمخالفة شرعية وقانونية في أحقية المطلقة التي تتزوج من حضانة أولادها، وهو أحد أهم الأسباب المسقطة لحضانتها قانوناً، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنت أولى به ما لم تنكحي» وبالرغم من ذلك فالأم لا تذهب بعيداً عن أبنائها، بل تنتقل الحضانة لأم الأم على ترتيب يجعل الأب في مرحلة متأخرة وتكاد تكون مستحيلة."



الدراما وتغيير المجتمع

الناقد الفني خالد عاشور يقول إن ما يحدث في الواقع أشد ألماً مما تعرضه الدراما، فالدراما غيّرت قوانين كثيرة بسبب صدقها كما فعل فيلم «كلمة شرف» لفريد شوقي بتغيير قوانين الزيارات للمساجين، وأيضاً ما فعله فيلم «أريد حلاً» لسيدة الشاشة فاتن حمامة والتي ربما عانت ذات المعاناة وأقل من التي نراها في مسلسل «فاتن أمل حربي»، وتم تعديل قوانين الأحوال الشخصية بسبب فيلمها.

وتابع عاشور: "ما يميز مسلسل فاتن أمل حربي هو صدق الأحداث والسيناريو الذي كتب به مع الإخراج الذي لا أنكر ذكاء المخرج محمد العدل فيه وخاصة في مشاهد أقسام الشرطة، وتركيزه على تفاصيل مهمة وتركيزه على نقل معاناة سيدات أخريات في حياة فاتن مثل مديرتها المسيحية والتي قامت بدورها الفنانة هالة صدقي، فجميع النساء يعيشون واقعاً بحاجة لتغييره."

ويوضح: «الأكثر واقعية في المسلسل ليس فقط التصوير، ولكن الإجراءات القانونية التي تسير بها الأحداث وخاصة القضايا والمحاضر التي يُحررها الزوج سيف "شريف سلامة" لفاتن ينم عن دراية بالواقع."

ويختم: "أداء محمد ثروت في دور المحامي يحكي واقعاً يحدث بين أروقة المحاكم وأقسام الشرطة، فمعظم محامي الأحوال الشخصية يتطابقون مع شخصية شكيب المحامي.. فبينما يتحدث المحامي عن تمكين الزوجة الحاضن من مسكن الزوجية، في ذات المشهد يوعد الأزواج بعمل فيديو لكيفية إلغاء قرار التمكين."