السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

غبقة رمضان.. موروث شعبي يتحول لـ«بزنس» مربح

أكد أصحاب مشاريع لتنظيم المناسبات ومحال هدايا أن هناك إقبالاً على الحصول على خدمات تنظيم الغبقات الرمضانية التي تشتهر بها دول الخليج، لافتين إلى أن متوسط كلفة الغبقة يراوح من 1500 إلى 3000 درهم.

وتحولت الغبقات الرمضانية التي تعتبر موروثاً شعبياً خليجياً أصيلاً إلى بيزنس جيد يدر ربحاً لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي تنشط هذه الفترة لتوفير كل ما يلزم لتنظيم هذا الإرث الخليجي.





طقس خليجي

وتتعدد مظاهر الفرحة بالشهر الفضيل، الذي يجمع الأهل والأحباب معاً سواءً على مائدة الإفطار، أو مساءً على السحور، ولكن بدأ مصطلح «غبقة رمضان» أو أمسيات رمضان يصبح أكثر شيوعاً خلال السنوات الماضية.

و«الغبقة» إحدى العادات والطقوس الخليجية الشعبية المتوارثة، وتعني العشاء الرمضاني المتأخر الذي يسبق وجبة السحور، أي أنها وليمة تؤكل عند منتصف الليل.

والغبقة كلمة عربية أصيلة مستوحاة من حياة البادية، ويرجع أصلها إلى «الغبوق»، والغبوق هو حليب الناقة الذي يشرب ليلاً، فيما يقول البعض، إن الغبوق وجبة خفيفة تؤكل في المساء.

ولا خلاف على أن «الغبقة» هي وجبة رمضانية لا يمكن أن تقام في سائر أشهر السنة، وكانت في السابق، أيام الأجداد، تختلف نوعاً ما عما هي عليه اليوم في أشياء كثيرة، فطابعها ووجباتها كانت مختلفة.



عشاء عائلي

وأوضحت موزة الغفلي، باحثة إماراتية في التاريخ المعاصر، أن الغبقة عبارة عن الوجبة التي يتم تناولها بعد العشاء، وهي أكثر شيوعاً وتطبيقاً ببلدان الخليج.

وقالت: «لدينا في رمضان تعرف الغبقة بالعشاء أو التجمع العائلي الذي يضم حلويات شعبية كاللقيمات والبثيثة وبعض الأصناف الأخرى التي تحضر خلال رمضان».

وأضافت: «مصطلح غبقة أصبح أكثر شيوعاً خلال السنوات الماضية بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وصناع المحتوى الخليجيين، الذين يعكسون ملامح الفرحة والبهجة بليالي رمضان مع الأهل والأصحاب، الأمر الذي ساهم في إعادة إحياء هذا الموروث الشعبي لدى النساء في بقية أقطار الخليج العربي



ارتفاع الأرباح

ومن جهة أخرى، أكد أصحاب مشاريع صغيرة ومتوسطة، متخصصة في تصميم التوزيعات والهدايا الرمضانية، إلى جانب تجار حلويات وشوكولاتة وورود وتنسيق حفلات ومناسبات، على أن موسم رمضان الذي يحرص الناس فيه على التجمع على ولائم «الغبقة» وغيرها، يزيد الطلب على منتجاتهم بنسبة 30%، والتي تشمل الهدايا والصناديق الرمضانية، والتوزيعات التي قد تحتوي على البخور والمداخن الصغيرة، والحلويات والمشروبات الباردة الرمضانية.



ألعاب شعبية

ولفتت نور صالح، شريك مؤسس بمشروع للحلويات والورود وتنسيق الحفلات، إلى أن أسعار تنسيق جلسات الغبقات الرمضانية يعادل تنسيق حفلات الأعياد ميلاد، والتي قد تتراوح بين 1500 إلى 3000 درهم.

وأشارت إلى أن هذه التكلفة تتوقف على مكونات التنسيق إن كانت متضمنة تقديم ضيافة المأكولات والمشروبات، وستاندات الاكريليك الخاصة والإضاءة وعدد الأشخاص وغيرها من عوامل أخرى.

وقالت: "يميل بعض الزبائن لطلب تنسيقات الغبقات، والتي نحرص خلالها على توفير مجموعة من الألعاب الشعبية كالكيرم والبطاقات الورقية القديمة، إلى جانب توزيعات وهدايا رمضانية تتضمن مسابح ومباخر وعلباً مرتبة تحتوي على الزعفران والهيل من تصميمنا الخاص."



تباهي اجتماعي

في حين أوضحت يونا عماد، مؤسسة شركة لتنظيم وتنسيق الحفلات والمناسبات، أن الطلب على تنسيق الجلسات الرمضانية جيداً لكنه ليس بحجم بقية مناسبات السنة، حيث يميل البعض لتنسيق مناسباتهم بأسلوبهم الخاص دون اللجوء لمنسقة حفلات ومناسبات.

وقالت إسراء أحمد، صاحبة مشروع يونيك أرتس للهدايا والإكسسوارات: «يزداد إقبال الزبائن على طلبات تصاميم خاصة برمضان، لإضافتها على التوزيعات، إلى جانب ستاندات الإكريليك التي تحتوي على أسماء أصحاب الغبقات مثل "غبقة أم سعيد" وغيرها من تفاصيل يحرص الزبائن على التباهي والتميز بجمعاتهم العائلية."

ولفتت أم محمد، صاحبة مشروع منزلي للحلويات الخليجية، إلى أن الطلب على أصناف الحلويات التي تحرص على تقديمها في أطباق صغيرة تلائم الجمعات والغبقات الرمضانية، يزداد بنسبة 50% خلال الشهر الفضيل، لا سيما أصناف الميني بسبوسة والبلاليط والبثيثة واللقيمات والحلوى العمانية وغيرها.