الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

دراسة: تقلص رقعة الجليد البحري في أنتركتيكا إلى أدنى مستوى

دراسة: تقلص رقعة الجليد البحري في أنتركتيكا إلى أدنى مستوى

في أواخر فبراير، تراجعت رقعة الغطاء الجليدي على المحيط إلى ما دون الحاجز الرمزي البالغ 2 مليون كيلومتر مربع لأول مرة منذ بدء تسجيلات الأقمار الصناعية عام 1978

خلصت دراسة حديثة إلى أن الجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية تقلص أخيراً إلى أدنى مستوى على الإطلاق منذ 44 عاماً، بعد 5 سنوات من الانخفاض القياسي السابق، ما يشير إلى أن أنتركتيكا قد تكون أقل منعة أمام التغير المناخي مما كان يُعتقد.

وفي أواخر فبراير، تراجعت رقعة الغطاء الجليدي على المحيط إلى ما دون الحاجز الرمزي البالغ 2 مليون كيلومتر مربع لأول مرة منذ بدء تسجيلات الأقمار الصناعية عام 1978، بحسب دراسة نُشرت في مجلة «أدفانسز إن ذي أتموسفيريك ساينسز».

ولاحظ الباحثون أن الدافع الرئيسي لفقدان الجليد هو التغير في درجة الحرارة، على الرغم من أن التغيرات في كتلة الجليد لعبت أيضاً دوراً لكن بدرجة أقل.

وارتفعت حرارة منطقتي القطب الشمالي والجنوبي بنحو 3 درجات مئوية مقارنة بمستويات أواخر القرن الـ19؛ أي 3 أضعاف المتوسط العالمي.

وواجهت القارة القطبية الجنوبية أول موجة حر مسجلة لها عام 2020، مع 9,2 درجة مئوية فوق متوسط الحد الأقصى. وفي مارس، سجل مركز أبحاث في شرق القارة القطبية الجنوبية ارتفاعاً بدرجات الحرارة بمقدار 30 درجة فوق المعدل الطبيعي.

لكن الانحرافات الشديدة من هذا النوع في معدلات الحرارة حديثة.

على عكس الجليد البحري في القطب الشمالي الذي تقلص بنسبة 3% سنوياً منذ أواخر السبعينيات، توسع الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية خلال الفترة نفسها بنسبة 1% لكل عقد، وإن ترافق ذلك مع تغيرات سنوية كبيرة.

وتقلص الغطاء الجليدي خلال صيف القارة القطبية الجنوبية هذا العام بشكل كبير حول غرب أنتركتيكا التي كانت أكثر عرضة للاحترار من شرق القارة القطبية الجنوبية الذي يتفوق بالمساحة على نحو كبير.

وليس لذوبان الجليد البحري تأثير واضح على مستويات سطح البحر لأن الجليد موجود أصلاً في مياه المحيطات.

لكن تقلص الغطاء الجليدي يمثل مع ذلك مصدر قلق كبيراً لأنه يساعد في تسريع ظاهرة الاحترار، وفق ما أوضح الباحث المشارك في إعداد الدراسة تشينغهوا يانغ وهو أستاذ في جامعة سون يات سن في غوانغتشو.

وقال في بيان إنه عندما يتم استبدال جليد البحر الأبيض الذي يعيد طاقة الشمس إلى الفضاء، ببحر مظلم غير متجمد، «يكون هناك انعكاس أقل للحرارة ومزيد من الامتصاص».

وأضاف: «هذا بدوره يذيب كميات أكبر من الجليد البحري، ما ينتج عنه امتصاص أكبر للحرارة، في حلقة مفرغة».

يعكس الثلج والجليد البكر أكثر من 80% من طاقة الشمس إلى الفضاء، بينما تمتص المحيطات المفتوحة النسبة عينها.

وفي نتيجة لافتة للغاية، كان الانخفاض القياسي البالغ 1,9 مليون كيلومتر مربع في 25 شباط/فبراير أقل بنسبة 30% من المتوسط المسجل في الفترة الممتدة بين عامي 1981 و2010. وكان الرقم القياسي السابق يزيد قليلاً على 2 مليون كيلومتر مربع في عام 2017.

وبلغ متوسط مساحة الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية نحو 18 مليون كيلومتر مربع في السنوات الأخيرة.