السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

مسرحية لبنانية تسترجع أجواء «رمضان زمان»

مسرحية لبنانية تسترجع أجواء «رمضان زمان»

تُعرف مسرحية غنائية كوميدية انطلقت عروضها في بيروت مساء الأربعاء بالتقاليد الرمضانية في عدد من الدول العربية، وتسترجع بكثير من الحنين الفرح الذي كان يطبع شهر الصوم في العاصمة اللبنانية الغارقة في أزمة اقتصادية ومعيشية حادة.



ببعض من شراب العرقـسوس البارد، وبالطبل والدف والـ«أهلاً وسهلاً» والأشعار وأهازيج الفرح، يُستقبل كل من يدخل «مسرح المدينة» لحضور المسرحية التي تحمل عنوان «لو يرجع رمضان زمان».

ويصف مخرج المسرحية الفلسطيني المقيم في لبنان عوض عوض لوكالة فرانس برس عمله بأنه «نوستالجيا رمضانية».



ويقول «نقدم عملاً مسلياً ندفع من خلاله الجمهور إلى أن يتذكر أموراً جميلة».

ويشدد عوض في المسرح الذي تزينت جدران مدخله بالسجاد وعلقت حبال من قصاصات أقمشة ملونة وانتشرت في باحاته منصات لبيع الحلويات والفول والكعك والعباءات وأشغال يدوية، على أن «رمضان جميل باجتماع العائلة والأصدقاء»، لكنه يلاحظ أن «اللمة لم تعد نفسها ولا البراءة هي نفسها».

ويضيف المخرج البالغ 28 عاماً «نحن نجتمع على المسرح مع الجمهور. كأنه إفطار صغير أو سحور كبير لنغني معه ونفرّحه»، في ظل أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخ لبنان الحديث أدت إلى تراجع قياسي في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، وزيادة معدلات الفقر، وزادت شدة وطأتها تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.



وتستعيد المسرحية طقوس الماضي الرمضانية والأغنيات المرتبطة بها من خلال تجربة أبو صبحي ( سامي حمدان) وأبو ريما (طارق تميم)، وهما مسحّراتيان اعتزلا المهنة المتمثلة في إيقاظ الصائمين بالضرب على الطبلة قبل موعد الإمساك، لكي يتناولوا طعام السحور.



وينضم إليهما مسحّراتي معاصر يهمّ هو الآخر بالاعتزال بعدما تبدّلت معالم المهنة، إذ ولّى «زمن التسحير» وحلّ محلّه «زمن التصحير» على ما يقول أبو ريما في المسرحية.

ووسط ديكور على شكل خيمة رمضانية واسعة تنطلق حبكة المسرحية حيث تجتمع عائلتا أبو ريما وأبو صبحي لتناول طعام السحور، لكن الحفيدة مصرة على سماع صوت المسحر.

ويتنقل الممثلون على الخشبة وبين الجمهور بلباس النوم لإضفاء حميمية وبساطة على أجواء العمل.



ويصف عوض مسرحيته بـ«التوليفة»، وتتضمن نحو 20 أغنية موزعة بين القدود الحلبية والرمضانيات المصرية والتونسية وأغنيات الإعلانات التي كانت تتخلل المسلسلات الرمضانية وطبعتها على مدى أعوام.

وتسترجع المسرحية العادات الرمضانية في حارات دمشق وبيروت وسيدي بوسعيد التونسية والمدن الفلسطينية.