السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

لراحة النساء.. كعك العيد في المحمودية بأيادي الرجال

للعيد ترتيبات خاصة وطقوس تقوم بها كل ربات البيوت في مصر، ابتداء من تنظيف المنزل وتنظيم ديكوراته إلى تجهيز احتياجاته من كعك وبسكويت وحلوى لاستقبال المٌهنئين بحلول عيد الفطر.

ولعيد الفطر فرحة خاصة مٌرتبطة بتجمع الأسر لعجن وخبز الكعك، ورغم زحف المدنية واتجاه البعض لشرائه جاهزاً، إلا أن بعض الأسر ما زالت تتمسك بطقس إعداده منزلياً.

ولا تخلو مائدة إفطار عيد الفطر في مصر من الكعك والبسكويت، ومع ارتفاع أسعارها هذا العام والتي تختلف من منطقة سكنية لأخرى، فتراوح أسعار الكعك السادة بين 90 و120 جنيهاً في المتوسط، أما الكعك المحشي سواء مكسرات أو ملبن فيبدأ من 95 جنيهاً إلى 240 جنيها، وفي بعض محلات البيع يصل سعر الكيلو الواحد إلى 450 جنيهاً.

احتفاء وطقوس

ولأن بعض الأسر لا تتخلى عن صنع الكعك بالمنزل باعتباره أحد مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، فقد قرر الشاب المصري سامح قنديل وأصدقائه صناعة الكعك والبسكويت هذا العام منزليا بديلاً عن زوجاتهم.

وفي قرية المحمودية بمحافظة الشرقية شرقي مصر بدأ سامح ورفاقه تنفيذ المُهمة الخاصة بصناعة الكعك، واستخدام الطرق التراثية للتسوية وأهمها استخدام الفرن البلدي للتسوية.

ويقول سامح لـ«الرؤية»: "اتفقت أنا وأصدقائي على تنفيذ الفكرة كاحتفاء بالعيد في المقام الأول، وتخفيفاً على زوجاتنا اللاتي عانين طوال شهر رمضان في إعداد الإفطار بأشكال وأصناف مُختلفة ثم يأتي العيد عليهن بأعباء إضافية من تنظيف للمنزل وغسل للمفروشات والسجاجيد وغيرها، لذا قررنا حمل جزء من تلك الأعباء عنهن بصناعة كعك العيد منزلياً، إضافة لأننا قمنا بطهو عدد من الأطباق المختلفة أثناء شهر رمضان لتخفيف عبء العزومات على النساء أيضاً".

ويُتابع: "كل أفران المنازل في القرية تحولت للغاز الطبيعي، لكننا أصررنا أن نقوم بالتسوية داخل الفرن البلدي كطقس أصيل أتبعه الأجداد كأحد مظاهر الاحتفال بالعيد".

واستطرد: "زوجاتنا مُرهقات طوال شهر رمضان، لذا لابد من مساعدتهن، وهي رسالة مني لكل زوج بضرورة مُساعدة زوجته في أعمال المنزل وتقدير إرهاقها مع الأبناء حتى وإن لم تكن امرأة عاملة فمن حقها أن ترتاح ولو ليوم واحد في الأسبوع".

يفتح سامح مزرعته لكل أصدقائه كمان للتجمع وتنفيذ الأكلات الشهية كالفطير المشلتت وغيرها، وهذا العام قرروا أن يقوموا بخبر الكعك، وبدأت الطقوس بإحضار كل شخص كمية العجين معه إلى المزرعة، وباستخدام مناقيش خاصة تم «نقشه» ورصه داخل الصواني ثم التسوية داخل الفرن البلدي.

يقول سامح: "أنا مؤمن أن الحياة الزوجية مُشاركة، وهناك فرق أن أُشارك بتكليف أو أُشارك بحب، ولا يعيب الرجل على الإطلاق أن يُساعد في كل المهام المنزلية التي من وجهة نظري ليست حكراً على النساء فحسب، فالمٌشاركة واجبة".

وتعليقاً على انتقاد البعض لما فعله سامح ورفاقه من خبز للكعك، بسبب ما قالوا إنه أمر يخص النساء فقط، يقول سامح: "لا يجتمع الناس في العادة على أمر واحد، وبكل تأكيد أن مؤمن بما فعلنا وأدعو كل الرجال لذلك، فما الذي يعيب الرجل بمساعدة زوجته في أعمال المنزل مهما كانت، فهذا لا ينتقص من رجولتي على الإطلاق أو رجولة أي رجل، فهو نهج النبي عليه الصلاة والسلام، وأمر محترم يرفع من قدر الشخص ولا يُقلل منه".