نجحت 4 طالبات بقسم «هندسة التشييد» بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، في تطوير خرسانة ذاتية الإنارة تستطيع امتصاص أشعة الشمس نهاراً لتُضيء ليلاً، بهدف إنارة الطرق، وذلك في مشروع التخرج الخاص بهن، وهو الأمر الذي لاقى تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
خرسانة صديقة للبيئة
الطالبات منة سليمان، وفاطمة النفيلي وميار خيري، وزينب عبدالعزيز نجحن في تطوير الخرسانة الصديقة للبيئة التي تعمل بامتصاص أشعة الشمس نهاراً والإضاءة ليلاً من خلال إضافة بعض المواد على خرسانة التشييد.
وفي تصريحات لـ«الرؤية» قالت منة سليمان إحدى الطالبات المُشاركات في المشروع: "منذ انتشار فكرة المشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تلقّينا العديد من الاتصالات من بعض الجهات بهدف تنفيذه، والبحث دخل حيز التنفيذ الآن، وبعض المواد المستخدمة في تلك الخرسانة غالية بعض الشيء لذا نحتاج لمن يموّل المشروع".
وتابعت: "المشروع أنجزناه منذ عام تقريباً، وقدّمناه في أحد المؤتمرات المعنية بالطرق بالولايات المتحدة الأمريكية، لأنه يمنع حوادث الطرق بإضاءتها ليلاً بالخرسانة الصديقة للبيئة، المؤتمر العلمي أعطانا عدداً من التوصيات بخصوص تنفيذ المنتج النهائي وتسويقه."
وعن المشروع: "أردنا تحويل الخرسانة من فكرة كونها ليست صديقة للبيئة، ولذا اخترنا دمج الخرسانة مع نظام البنية التحتية، لإضاءة الطرق السريعة ومسارات الدراجات بدلاً من الإضاءة الكهربائية، وهو ما يتماشى مع أهداف الاستدامة، وتقليل الاعتماد بشكل كبير على الكهرباء واستخدام الطاقة الشمسية بدلاً منها، وهو أحد الأهداف الرئيسية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي تستضيفه مصر هذا العام."
احتاج الفريق إلى دراسة تأثير المواد المٌختلفة المُستخدمة في المشروع، ودراسة المواد التي يمكن أن تخدم هدف المشروع، وتفي بمعايير الجودة.
واستطردت منة: "المواد التي استخدمناها متوفرة في السوق المصري، وهي أغلى من الخرسانة العادية، لكن من وجهة نظر أُخرى فأي منتج جديد يواجه بعض الصعوبات حتى إنتاجه بشكل ضخم ومن ثَمَّ يقل سعرها، ومهما كان سعر المادة فسيدخل في الحسبان مدى تأثيرها في الأسواق وهو الأمر الذي نضعه في لحسبان أيضاً."
ولفتت: "قمنا بالعديد من التجارب على الخصائص الميكانيكية للخرسانة وتأثيرها على الإنارة في الطرق."
ورغم توجيه البعض لانتقادات للمشروع، وأنه سيكون أكثر تكلفة من أي وسيلة أُخرى تستخدم الكهرباء لإنارة الطرق علقت منة: "يمكن أن تكون تكلفة المشروع عالية في الوقت الحالي، لكن مع الوقت واستخدام التكنولوجيا ستقل التكلفة، واستعنّا في بحثنا بأبحاث سابقة، لكنها لم تظهر نتائج؛ فأردنا أن نكثف جهودنا لتنفيذ فكرتنا."
وقالت منة سليمان: "إن التواصل معهم حتى الآن بخصوص فكرة المشروع جاءت من بعض الجهات الخاصة، لكن حتى الآن لم تستحوذ عليه".
وعن ذلك: "المواد التي استخدمناها هي متاحة في مصر، ولذا هي قابلة للتنفيذ في مصر بشكل كبير، وهذا ما نأمله خلال الأيام القادمة."