الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

دراسة: عواقب تغير المناخ تهدد موائل الطيور المهاجرة

دراسة: عواقب تغير المناخ تهدد موائل الطيور المهاجرة

تهدد عواقب تغير المناخ العالمي موائل بعض الطيور المهاجرة على طول طرق هجرتها في شرق المحيط الأطلسي، حسبما أكدت دراسة حديثة.

وأعلنت الأمانة العامة المشتركة لبحر وادن في فيلهلمسهافن اليوم الاثنين بمناسبة نشر تقرير الدراسة مؤخراً أنه في شمال غرب أوروبا يعد ارتفاع مستوى سطح البحر بالفعل أحد الأعباء الرئيسية أمام الطيور المهاجرة.

ويعتبر بحر وادن قبالة سواحل الدنمارك وألمانيا وهولندا مركزاً لهجرة الطيور في شرق المحيط الأطلسي.

وتلتهم ملايين الطيور احتياطاتها الغذائية أثناء رحلتها بين أفريقيا والقطب الشمالي في المناطق الرطبة المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.



أحداث متطرفة

وأفادت مديرة برنامج الهجرة والتنوع البيولوجي في أمانة بحر وادن، كريستينه مايزه بأن تغير المناخ له تأثير على معظم المناطق الساحلية، موضحة أنه إلى جانب ارتفاع مستوى سطح المياه في بحر وادن على سبيل المثال، تؤثر الأحداث المناخية المتطرفة مثل الأمطار الغزيرة والعواصف بشكل متزايد على الطيور عند الراحة والتكاثر.

وأشارت إلى أن عواقب تغير المناخ صارت ملموسة بالفعل بالنسبة للطيور المهاجرة في المنطقة الرئيسية لقضاء الشتاء قبالة غرب أفريقيا من خلال تآكل السواحل. وبحسب الدراسة، فإن عوامل أخرى مثل الصيد الجائر للأسماك وحركة السفن وقطع الأشجار لها تأثير أكبر هناك.

تجدر الإشارة إلى أن تقييمات إجهاد الموائل هي جزء من تقرير الدارسة التي نُشرت في نهاية أبريل الماضي. ويحسب المشروع أعداد الطيور المهاجرة على طول طريق هجرة الطيور في شرق المحيط الأطلسي كل ثلاث سنوات منذ عام 2014 وشارك في إعداد آخر إحصاء في عام 2020، المتاحة نتائجه الآن، أكثر من 13 ألف شخص في 36 دولة.

وقالت مايزه إن مثل هذه الإحصاءات المنتظمة مهمة من أجل تحديد التغيرات في أعداد الطيور في مرحلة مبكرة، وأضافت: «تكمن الصعوبة في أن الطائر المهاجر لا يبقى عادة في مكان واحد - وأحياناً يغير مسار رحلته. لذلك قد يكون عدد الطيور من نوع معين في بحر وادن يتناقص، ولكن على المستوى العالمي يظل عددهم مستقراً أو حتى في ازدياد».

وأوضحت أن قياس عددهم يتطلب لذلك إجراء الإحصاء في وقت متزامن في جميع المواقع التي يمكن أن تظهر فيها الطيور.



حماية الموائل المفضلة

ومقارنة ببيانات المراقبة على مدار عقود سابقة، أظهر آخر تعداد في عام 2020 ازدياداً في عدد الطيور داخل المجموعات المهاجرة المرصودة، والبالغ عددها 83 مجموعة، واستقر العدد في 16% من هذه المجموعات، بينما سجل الباحثون انخفاضاً في عدد 30% منها - على سبيل المثال في طيور الشاطئ التي تتكاثر في القطب الشمالي السيبيري.

وقالت مايزه إن التفسير المحتمل لذلك هو تغير الظروف المناخية، وأضافت: «لقد تكيفت الطيور المهاجرة مع أوقات معينة على مدار آلاف السنين»، موضحة أنه بسبب تغير المناخ، يبدأ الربيع الآن في وقت مبكر، ومعه تذوب الثلوج وتفقس الحشرات في القطب الشمالي، وهو ما يؤدي إلى ظروف أسوأ لفقس وتربية صغار الطيور، مشيرة إلى أن هذا يمكن أن يفسر تراجع عدد الفسق الناجح.

ومن أجل مواجهة التهديدات والحفاظ على الطيور المهاجرة، أوصى معدو التقرير بحماية الموائل المفضلة للطيور والإدارة المستدامة لها كتدابير رئيسية.