الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

علياء النيادي: واجهت الأحكام المتسرعة .. ولم أكسر التقاليد

علياء النيادي: واجهت الأحكام المتسرعة .. ولم أكسر التقاليد
حالة من التصالح مع الذات تعيشها راقصة الباليه الإماراتية، علياء النيادي، بعد أن واجهت في بداية مشوارها ما اعتبرته أحكاماً متسرعة من البعض، مؤكدة حرصها على التمسك بالقيم والثوابت المجتمعية، من خلال اختيار الملابس المناسبة، على الرغم من التقاليد العالمية لهذا الفن.

وفي حوار مع «الرؤية»، أوضحت النيادي أن الباليه فن راقٍ وليس مبتذلاً، فهو برأيها يدرب النفس قبل الجسد، ويُسهم في ترويض المشاعر، ويزيد الثقة بالنفس ويمنحها الشعور بالاسترخاء ولمَ لا وهو فن يحلّق مع الموسيقى ويترجمها إلى حركات شديدة الرهافة.

وتعتقد أنها مثل أي فتاة حالمة، لكن الفرق أن حلمها قد غيّر حياتها وحياة من حولها، حيث منحها الفرصة لتغيير نظرة المجتمع فيما يتعلق بفن الباليه وأهميته، مؤكدة حرصها على تقديم فن لا يجافي العادات والتقاليد، لذلك حرصت على الاحتشام عند اختيار أزياء الباليه بما يتوافق مع عادات المجتمع.


* شغف مبكر


بدأ شغف علياء بالباليه في الرابعة من عمرها، عندما كانت تتابع والدتها أنستاسيا «روسية الجنسية» مدربة الباليه السابقة في المجمع الثقافي في أبوظبي وهي تدرب الفتيات على هذا الفن.

تقول علياء «من اللحظة الأولى انجذبت لهذا الفن الذي أصبحت أسيرة له، لما وجدت فيه من رياضة تهذب المشاعر وتجعلني أتماهى مع الروحانيات الجميلة والتعبير عن نفسي من دون الحاجة إلى الكلام»، وتشير إلى أن والدتها لم تجبرها على رقص الباليه، ودعت لها حرية الاختيار واكتشاف الذات بعد أن مارست مختلف أنواع الرياضات، من الجمباز حتى ركوب الخيل.

الأم كانت مصدر إلهام علياء، فقد عملت على تشجيعها بعد أن لمست على أرض الواقع مواهب دفينة تحتاج إلى من يطلق لها العنان، أما عن الأب فتقول علياء: «كان بمثابة مصدر الطاقة الإيجابية بالنسبة لي، لم يتوقف يوماً عن تحفيزي لكي أثبت ذاتي فيما أحب، حيث إنه كان على ثقة تامة بقدراتي الفنية».

* مسؤولية واعتزاز

تعترف علياء بأن دخولها فن الباليه شكّل صدمة في المجتمع المحلي، حيث كانت محور اللقاءات التلفزيونية والصحافية وهي في عمر التاسعة، لكنها وعلى الرغم من ذلك تعتز بكونها أول راقصة باليه إماراتية، وبانتمائها لمثل هذا الفن الراقي، الذي يشكل مسؤولية كبيرة تتحملها شخصياً.

واعتبرت النيادي عدم الانسجام بين فن الباليه والثقافة الإماراتية من أكثر التحديات التي واجهتها وعرضتها لانتقادات قاسية، تقول:«من السهل أن يتخلى المرء عن الأمر إذا أصبح أكثر صعوبة، لكنني تعلمت من تجربتي ألا أتسرع بالحكم على الناس كما فعلوا ذلك معي في الفترة التي بدأت مسيرتي الفنية بوصفي أول راقصة باليه إماراتية».

وبالطبع كانت الانتقادات الموجهة للبس الباليه الذي لا يتلاءم مع الثقافة المحلية الإماراتية، وهو ما حاولت أن أتلاشاه عبر اختيار ملابس تتوافق مع العادات والتقاليد.

* مسارح غير مجهزة

ودعت النيادي إلى إدخال مواد إبداعية ضمن المناهج الدراسية حتى تساعد على تطوير الأطفال عاطفياً واجتماعياً، إضافة إلى تعزيزها مهارات الثقة بالنفس لديهم، أما بالنسبة للجامعات، فدعت إلى استحداث تخصصات مختلفة في مجالات الفنون البصرية والأدائية».

وحول جاهزية مسارح الإمارات لهذا النوع من الفنون، تقول:«على الرغم من وجود مسارح جميلة بالإمارات لكنها غير مجهزة لإنتاج عرض متكامل للباليه مع الأوركسترا، فعلى سبيل المثال، لا يوجد مكان مناسب لاستضافة إنتاج كامل للباليه مع أوركسترا كاملة وزخارف مسرحية، خصوصاً أن الأوركسترا تحتاج إلى مكان أو حفرة منفردة عن المسرح، أما أوبرا دبي فلا تمتلك شركة الباليه أو أوركسترا وطنية مثل الموجودة في أبوظبي».

* تفاهم واحترام

وعن شريك أحلامها وزوجها المستقبلي تقول البالرينا علياء: «أؤمن بالتفاهم والاحترام بين الشريكين، فمثلما أحترم أهدافه وأحلامه، ينبغي عليه أن يحترم أحلامي وأهدافي، فأنا متأكدة بأن زوجي سيجعل حياتي أفضل ويشجعني أن أكون نسخة أفضل مما أنا عليه».

وأكدت معرفتها التامة بحدود التعامل بين الزوجين والمسؤولية التي تقع على كل منهما، لذلك فهي على ثقة تامة بأن زوجها المستقبلي سيكون متفهماً لطبيعة عملها ولن يلجأ إلى تخييرها بينه وبين رقص الباليه.