الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

إصدارات من الأرز والبامبو وأعشاب البحر

إصدارات من الأرز والبامبو وأعشاب البحر
يستكشف معرض «الشارقة اليابان: شاعرية المكان»، الذي أطلقته أمس مؤسسة الشارقة للفنون، الفضاءات الشاعرية التي أحدثتها الهوية البصرية للكتب، مسلطاً الضوء على جميع عناصرها مثل التصميم الغرافيكي، النص، التجليد، والمواد المصاغة منها.

ويتيح المعرض للزائر فرصة التعرف إلى الطرق المتنوعة من الممارسات الطباعية للكتب، بما فيها التطريز على الورق، النقش على الخشب، والحفر بالنحاس. يضم المعرض أيضاً كتباً معروفة باسم «غيتبون»، وهي عبارة عن إصدارات قديمة مصنوعة من الأرز، البامبو، أعشاب البحر والألمنيوم.

ويؤكد المعرض أهمية تطوير الهوية البصرية للكتاب التي توازي عتبة النص «العنوان» والمتن الداخلي، بحيث لا تكون ترجمة حرفية للنص المكتوب بل تقدم تأويلاً بصرياً إبداعياً للنص متخذة أبعاداً جديدة ومختلفة.


تواصل ثقافي


ويضيء المعرض الذي تحتضنه استوديوهات الحمرية في الشارقة، والذي يأتي من تقييم اليابانية يوكو هاسيكاوا، على تصميم الكتب في اليابان، من خلال طرق عرض مبتكرة تشمل الطباعة وتصميم الصفحات والصور الفوتوغرافية التي تجمع بين النص والصورة.

ويستعرض الحدث التنوع الكبير في تصميم الكتب اليابانية عبر أعمال فنانين من أمثال غوزو يوشيماسو، آسامي كيوكاوا، شينرو أوهتاكي، المصور إيكو ناراهارا والمصمم الغرافيكي هيرومو هارا.

ويقدم المعرض أشكالاً مختلفة من التعبير الفني، بدءاً من التطريز والنص والصور الفوتوغرافية إلى تصميم الصفحة وكراسات القصاصات وفن الأداء.

ويستهدف المعرض تجسير التواصل الثقافي مع الإمارات وتحديداً ما يتصل بهوية الكتب البصرية، حيث يقدم المعرض تجربة لا تتطلب فهماً للغة اليابانية، إذ بإمكان الزائر تصفح الكتاب بوصفه «مساحة شعرية» تتيح له اللقاء والاستيعاب والتقدير.

تنوع ثري

وأوضحت القيّمة يوكو هاسيكاوا أن المعرض يسلط الضوء على التنوع الكبير في تصميم الكتب اليابانية عبر كوكبة من الفنانين.

وأشارت إلى أن المعرض يرمي إلى إبراز دور المكان في التأثير على الأساليب الفنية المتعددة التي رافقت تصميم وطباعة وتزيين وحفظ الكتب لدى اليابانيين منذ أربعينات القرن الماضي وصولاً إلى الوقت الراهن.

وتعتقد القيّمة اليابانية أن الهوية البصرية للكتب الإماراتية تطورت بشكل لافت من الناحية التقنية وصناعة الكتاب على كل المستويات، وأرجعت السبب إلى الاطلاع على التجارب العالمية خلال العقدين المنصرمين.

وتكمن أهمية المعرض بحسب رأيها في أن شكل الكتاب بات وسيلة تفاعلية هامة توازي المتن وعتبة النص، لتشمل الجانب الحسي والمعرفي والعقلي والإبداعي، بمعنى أن الصورة تجعل المحسوس أكثر بروزاً وتجسيداً لما هو عليه في الظاهر.

ولفتت هاسيكاوا إلى أن المعرض يرصد التطور الذي طرأ على أشكال وأحجام وألوان الكتب وطرق صناعتها وصونها، مما يعكس تأثر صناعة الكتاب الياباني بازدهار التكنولوجيا، ومواكبتها الأساليب العصرية.