الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

160000 متر مساحة الرسائل الجمالية والمعمارية للحصن

تحمل منطقة الحصن في أبوظبي رسائل جمالية ومعمارية واجتماعية وتاريخية تمتد على مساحة 160 ألف متر مربع تقريباً، إذ تحافظ المناطق الأربعة «قصر الحصن، المجلس الاستشاري الوطني، المجمع الثقافي وبيت الحرفيين» على الهوية الإماراتية الأصيلة وتبرزها، ويمكن للزوار الإطلاع على التفاصيل الدقيقة للمنطقة عبر جولات ميدانية في مختلف أرجاءها.

وتشكل تصاميم المجمع الثقافي مزيجاً معمارياً بين التراث والحداثة والحفاوة والحضور وبين الماضي والحاضر والمستقبل الواعد، كما تركز على التصميم الهادئ بواجهته البسيطة غير المزخرفة.

وتخلق الساحات الداخلية المكشوفة في المجمع واحة من الصفاء والإلهام الفني عبر تكرار العناصر والاستخدام الجمالي للهندسة وحسن استخدام الضوء والظل، إضافة إلى تكامل التركيبات والمواد.


ويستلهم المجمّع تصميمه من قصر الحصن بارتفاعه المتوازن وخطوطه الطولية وحجمه وجماله الطبيعي، إلى جانب بعض تفاصيل التصميم، منها النوافير والأروقة واللمسات الزخرفية.


ويعد المجمع مركزاً ينبعث منه الضياء ونور المعرفة ويبث السلام والألفة والجمال، ويعيد تصميم البناء إلى الأذهان القصور الإسلامية التي يمكن للزائر أن يُعرّج عليها عبر مجموعة من الأفنية والمداخل قبل أن يصل إلى عرش الملك.

موسيقى الطبيعة

وتمثل نافورة الفناء المائلة التابعة للمجمع حالة رمزية، تشير حركة المياه فيها إلى ديناميكيات الحياة، كما ترمز المياه إلى موسيقى الطبيعة التي تُلطّف صخب المدينة وضجيجها، كما أن المياه مرآة تعكس فنون العمارة المحيطة والحالة الفردية التي تأخذ الزائر إلى العالم المحيط.

وتنسجم الأرضيات الملونة في جمال وبهاء مع المساحات الداخلية لتضفي جواً من التناغم، بينما تسهم الألوان الهادئة للجدران في تلطيف الأجواء الداخلية.

بيت دهليزي

ويوفر فناء المجمّع الثقافي مساحة واسعة مريحة إلى جانب ممشى مقوّس ورواق يصطحب الزوار إلى الأجزاء الداخلية منه، وتعمل أفنيته، التي أطلق عليها أحد مهندسي مجموعة المعماريين التعاونيين اسم «البيت الدهليزي»، كخزانات للهواء البارد الذي يمر عبر أروقة أنيقة إلى الردهات الداخلية.

جولات تثقيفية

إلى ذلك، تكسب الجولات التثقيفية المتخصصة الزوار المزيد من المعارف حول مختلف المكونات التراثية والثقافية والمعمارية للمنطقة، وتفتح المجال أمام الاكتشافات الجديدة، إذ يشرف على الجولات مؤرخون، ومهندسون معماريون، وعلماء آثار يسلطون الضوء على العمارة والآثار والتاريخ وعلم الإنسان والأنساب.

جص البحر

من جهة أخرى، يعتبر قصر الحصن المعلم التاريخي والثقافي الأبرز والأكثر أهمية في قلب مدينة أبوظبي، وتسلّط التصاميم المعماريّة للقصر الضوء على الهوية الإماراتية الأصيلة.

وشيدت جدران قصر الحصن باستخدام الأحجار البحرية والمرجانية، وتم تبطينها ببلاط من الجبس والرمل الأبيض والأصداف البحرية، والذي تُعرف باسم «جص البحر» لتجعل الجدران تتألق تحت أضواء الشمس.

شندل وعريش

وبنيت الأسقف والأرضيات في القصر باستخدام أعمدةٍ خشبيّة من أشجار القرم التي تعرف باسم «الشندل» وطبقات من الحصائر المنسوجة من سعف النخيل أو ما يسمى «العريش».

كما عززت الأرضيات في قصر الحصن بطبقة من الركام الحجري، وتم ضغطها وتسويتها بمادة «الصاروج» المركبة من الجبس المحروق والطين والقش.

قرم وغاف وسدر

اختيرت النباتات التي تزين منطقة الحصن من بين باقة من الأجناس التي تنمو بشكل طبيعي حول أبوظبي في المناطق الصحراوية الساحلية، منها أشجار القرم والغاف والسدر والنخيل، والتي تضيف عنصراً تثقيفياً إلى تجربة زيارة منتزه المنطقة.

وتمتاز المنطقة بقلة الاعتماد على الإضاءة الاصطناعية، مع اختيار لون دافئ وطبيعي لها، ما يتيح للحصن الاستئثار بالمكانة البصرية الأبرز، ومنح الزائر الفرصة للشعور بأجواء الصحراء الفريدة، ورؤية النجوم التي تزين السماء بوضوح.

تجربة بانورامية

ويقدم جناح الحصن للزوار فرصة فريدة من نوعها لمشاهدة الحصن التاريخي في مجال رؤية 180 درجة، مع وضوح كافة التفاصيل المعمارية والتاريخية.

وتبدأ التجربة البانورامية عند المصلى مروراً بالمجمع الثقافي وبيت الحرفيين، ومن ثم القصر والمجلس الاستشاري الوطني في مشهد بصري بديع.

ويتيح الجناح للزوار التعرف إلى الدور المركزي والمميز الذي يلعبه الفن المعماري في تطور مدينة أبوظبي، إضافة إلى عروض فنية تقدم أفضل الإنتاجات الثقافية الإماراتية.