الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

مهرجان للفنون يبحث عن الكامن في الإبداع الإسلامي

التقت التجارب الفنية العالمية، أمس، في متحف الشارقة للفنون، في تظاهرة إبداعية فريدة، قاسمها اقتفاء أثر «الأفق» شعار الدورة الجديدة من مهرجان الفنون الإسلامية بما يكتنزه من دلالات تعبّر عن جوهر هذه التظاهرة الجمالية التي تجمع فنانين من الشرق والغرب عنوانهم الإرث الفني المشترك.

ويجد زائر متحف الشارقة للفنون نفسه أمام سؤال مهم حول الرموز والثيمات التي استلهمها الفنانون العرب والأجانب الذين يقدمون رؤى شديدة التباين من حيث الاتجاهات والخيالات، وحتى الحلول الفنية، لكنها تنسجم في بوتقة توكيد قدرة الفنون في الذهاب بعيداً في آفاق اللا مرئي، وإذابة المسافة الفاصلة بين المبدع والمتلقي.

ويضم المهرجان الذي افتتحت فعاليات دورته الـ 21 أمس في متحف الشارقة للفنون وسط إقبال جيد من متذوقي الفنون الذين وجدوا ترحيباً من فنانين لم يترددوا في شرح أبعاد أعمالهم، 55 معرضاً فنياً لـ 63 فناناً يقدمون 377 عملاً فنياً.


وتحلق الدورة الجديدة للمهرجان في عوالم بصرية مشغولة في لحظة إبداعية تستند إلى الخيال والحدس لدى الفنان، فيما يبرز بشكل لافت في الأعمال الاستخدام التقني، الأمر الذي أكسبها قيمة جمالية عالية في الزمان والمكان معاً.


هذا ليس قلم رصاص

يشكل «كناية» تجربة فنية لافتة تتيح للمتلقي مشاهدة تصاميم إسلامية بلمسات معاصرة، حيث الفنان المصري أحمد نبيه قشطة استخدم مواد من الحياة اليومية، إذ تتكئ مفردات أعماله على قلم الرصاص فقط باعتباره مادة رئيسة في التشكيل.

استخدم قشطة سبعة آلاف قلم رصاص، استغرق تنفيذه لها قرابة 300 ساعة.

وحول عمله قال قشطة: «يمكن للمتلقي رؤية الكثير من الألوان والأشكال والخطوط من خلال تطبيق المفاهيم الإسلامية لتكرار العناصر البسيطة والفسيفساء».

وكشف عن أنه أنشأ هياكل كسورية تثبت العلاقة الوثيقة بين الفن والرياضيات والعلوم في الإسلام، ليجسد أفق التفكير والخبرة في تلاقي العلوم الإسلامية والفن والتصميم.

قطرات الماء

وسعى الفنان الصيني زينغ لو، إلى تتبع حركة الماء الطبيعية وفق تجسيد نحتي، حيث استلهم سلسلة العمل الفني التركيبي «قطرات الماء» من قصيدة للشاعر الصيني باي تشوي «اللعب بالماء»، إذ تحمل صوراً تبرز مظاهر الحركة في الطبيعة، ليغدو النص الشعري أساس العمل ومكوناته.

وانطلاقاً من إبداعهما في التجهيزات الفنية الضوئية التي تجمع بين الصورة والإضاءة والتكنولوجيا، أنجز كل من تاكاهيرو وفوميكو، عملاً بعنوان «الشمس والقمر» مستوحى من جماليات الطبيعة، عبر أبعاد ثلاثة متكررة هندسية.

وفي عمله «أتسمعني»، اعتمد الفنان السعودي سلطان بن فهد على مساحات متنوعة وأحجام متفاوتة غير مألوفة عند المتلقي، متخذاً من التجريد الفكري المستوحى من العبادات وتفاصيل الممارسات اليومية مصدراً إلهامياً.

وعبر عمل «الحقيقة /‏‏‏‏‏‏ الوهم»، استعاد الفنان الياباني كاز ياشو، مدلول حكمة يابانية قديمة مضمونها «أنك لا تستطيع أن تحكم على الأشياء»، مكتفياً بمعلوماتك المسبقة عنها.

ويعد عمل «محراب» وسيلة روحية إلى التحقيق في تأثير صوت قراءة القرآن في ضغط الدم والنبض والتنفس، حيث يقول خالد زاهد المشرف على العمل، إنه يجسد بحثاً عن هاجس حديث حول مفهوم الميتافيزيقيا أو البحث فيما وراء الوجود والعالم من خلال رحلة روحانية تحاول فهم العمارة الإسلامية والتصوف الكامن وراءها عبر تشريح مكونات المسجد وتعريف كل وظيفة على حدة، بدءاً بالقبة.