الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

منمنمات مصرية ترافق أصداف البحر السودانية في «زايد التراثي»

منمنمات مصرية ترافق أصداف البحر السودانية في «زايد التراثي»
يستدعي الجناح المصري في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حضارة أكثر من سبعة آلاف سنة، حيث يظهر ذلك جلياً في تصميم الجناح الذي يستقبل زواره بمجسم أبوالهول ونقوش فرعونية، الأمر الذي ينقل الزائر في رحلة عبر الزمن يغوص فيها بين قصص وحكايات مشوقة لتاريخ وتقاليد ما زالت راسخة.

ويكتظ الجناح المصري في المهرجان بالكثير من المنتجات المتميزة التي تجسد العديد من الحرف اليدوية التقليدية القديمة التي أخذت في الاندثار وأضحت مهناً تراثية لا يعرف قيمتها وأهميتها إلا القليلون. ويقدم الجناح مجموعة متنوعة من المنتجات اليدوية، حيث يعرض منتجات خان الخليلي كأعمال الحفر على النحاس والأطباق وحياكة الجلباب المصري والملابس المصرية وغيرها.

أنتيكات بلمسة عصرية


ويشارك الجناح المصري للعام الرابع على التوالي في المهرجان لعرض العديد من المنتجات التقليدية المصرية، حيث يعرض أحد المحال الكثير من التحف والأنتيكات التي تشتهر بها منطقة خان الخليلي والمصنعة يدوياً مثل أعمال الصدف والنحاس والزجاج المعشق بالألوان. وتلقى المشغولات النحساية إقبالاً كبيراً من الزوار لما تتميز به من روح إسلامية تاريخية بلمسة عصرية ذات طابع مصري فرعوني قديم وإسلامي عربي أصيل، مثل الأطباق المحفورة والدلال والمرايا النحاسية والإكسسوارات النسائية.


ويعرض أحد المحال ملابس من القطن المصري طويل التيلة الشهير عالمياً، بالإضافة إلى محل يعرض الكثير من المشغولات النسائية اليدوية.

تراث عريق

وأوضح مشرف الجناح محمود عطاالله أن المشاركة بهذه المنتجات في الدورة الحالية من المهرجان تأتي لإبراز التراث المصري والحرف التقليدية القديمة التي ما زال يعمل بها مئات الآلاف من أبناء الشعب المصري.

واعتبر المهرجان فرصة جيدة لعرض هذه المنتجات وفتح منصات عرض جديدة للتعريف بها بعدما كان البعض لا يراها إلا على شاشات الفضائيات.

وأكد حرص الجناح في الدورة الحالية من المهرجان على المشاركة بمنتجات ومتميزة ومتنوعة، خصوصاً منتجات خان الخليلي التي تشعر الزوار بأنهم في قلب القاهرة الفاطمية والمناطق الأثرية الفرعونية وحي خان الخليلي العريق.

أصالة

وعلى مقربة من الجناح المصري يشارك للعام الرابع على التوالي في المهرجان المحور الثاني في حضارة وادي النيل والمتمثل في الجناح السوداني الذي يضم عدداً من الحرفيين الذين يمارسون حرفهم بمهارة عالية أمام الزوار.

ويمارس الحرفيون مهنة الحفر على الخشب وتغليفه بالصدف التي تشتهر بها المنطقة الشرقية بور سودان الواقعة على البحر الأحمر.

كما يمارس البعض حرفة المشغولات السعفية التي تمتاز بها مناطق غرب وشمال ووسط السودان والأماكن التي يوجد فيها شجر النخيل الدوم، بينما يمارس آخرون حرفة صناعة الجلود التي تمثل منطقتي غرب ووسط السودان، بالإضافة إلى حرفة صناعة الخرف التي تشتهر بها الكثير من المناطق السودانية.

إكسسوارات السعف

ويعرض أحد المحال الكثير من المنتجات السعفية اليدوية المصنوعة من سعف النخيل، والتي تستخدم في الكثير من الأغراض، سواء للزينة أو لحفظ الطعام أو كمفروشات أرضية وغيرها مثل قبعات الرأس الواقية من حرارة الشمس، بالإضافة إلى الكثير من مشغولات سعف الدوم.

ويقدم محل آخر الكثير من مشغولات الجلود الطبيعية من حقائب وإكسسوارات جلدية نسائية وأحذية وأحزمة رجالية ونسائية مصنوعة يدوياً من جلود التماسيح والأفاعي.

ويلقى محل مشغولات الصدف اهتماماً كبيراً من الزوار، لما لمنتجاته من لمسة فنية إبداعية نظراً لمكوناته المستمدة من منطقة بور سودان الواقعة على البحر الأحمر.

ويعرض الجناح مجموعة متنوعة من الصناديق الصغيرة والكبيرة والمتوسطة متعددة الاستخدامات المكسوة بالأصداف الطبيعية بألوانها المتناسقة الجذابة.

خامات طبيعية

وقال مشرف الجناح خالد أحمد عبد الله إن مشاركة الجناح تأتي برعاية من وزارة الثقافة والسياحة السودانية، التي تحرص على إبراز الكثير من مكونات التراث السوداني وأهم الحرف التقليدية التي مارسها أبناء السودان قديماً وما زالت الأجيال الحالية متمسكة بها.

وأضاف أنه روعي في المنتجات والحرف أن تعطي صورة حية مصغرة لما عليه حرفيو الكثير من المناطق السودانية الذين استمدوا خامات منتجاتهم مما تجود به الطبيعة من سعف النخيل وأصداف البحر والجلود الطبيعية للكثير من الحيوانات والزواحف الموجودة في مناطق متفرقة من السودان.