الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

بحيرة الحب 816 ألف شجرة ترتوي بالتسامح

متآلفة مع مسماها، تعزف «بحيرة الحب» في دبي يومياً على أوتار التسامح والتعايش والترابط، مخلفة نغماً يستشعره روادها، على مساحة 550 ألف متر مربع، يبدو بجمالياته، وكأنه في موقع القلب، من دانة الدنية، على الرغم من موقعه الجغرافي، وسط صحراء سيح السلم بالقرب من البحيرات الصناعية في القدرة وبجوار محمية المرموم.

البحيرة التي أنشئت أخيراً بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت مزاراً حضارياً ووجهة عائلية مبتكرة، تعكس القيم الأصيلة للقيادة والشعب الإماراتي المتمثلة في المحبة والتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات على أرض الدولة.

وافتتح صاحب السمو البحيرة رسمياً في الثاني من ديسمبر الجاري، تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ47، بعد أن استغرق إنشاؤها 200 يوم من العمل المتواصل، مستوعبة نحو 816 ألف شجرة ونبتة متنوعة.



الطيور المهاجرة


اندرجت بحيرات القدرة المجاورة لبحيرة الحب تحت اسم «بحيرات الحب»، لتجمع بين مفهوم حديقة للحيوان ومحمية للطيور المهاجرة ومتنزه للعائلات والأصدقاء، حيث يقضون فيها أمتع اللحظات في أحضان الطبيعة والصحراء.

وتعتبر بحيرة الحب إضافة جديدة لبحيرات القدرة، التي تبعد عنها مدة عشر دقائق بالسيارة، وتتوافر للزوار مواقف مجهزة ومفتوحة تستوعب ما يقارب 500 سيارة.

سحر الغروب

وحين تطأ أقدم الزوار البحيرة تستقبلهم بوابة خشبية بين جذعين، تعتليها لوحة خشبية مكتوب عليها بحيرة الحب، وجدران من صخور تنهال عليها شلالات من المياه العذبة التي ترتوي منها الطيور في مشهد خلاب مصحوب بغروب الشمس وأشعتها الصفراء التي تتسلل من بين الصحراء لتسحر الزوار.

وتتزين أرجاء البحيرة بأغصان الأشجار المتشابكة التي شكلت قلوب حب متداخلة تبعث على مشاعر الألفة والسكينة والراحة النفسية.

صديقة للبيئة

يمكن للزوار التنزه والاسترخاء في التكوينات الجمالية الأربع المخصصة للاستراحة، إلى جانب 20 جلسة يمكن للزوار الجلوس فيها لتناول الأطعمة والمشروبات، وهي مجهزة بمقاعد صنعت من مواد صديقة للبيئة.

وتضم البحيرة ممشى على ضفافها مخصص للسيارات والدراجات تعتليه أقواس من أغصان الأشجار المحاطة بأشجار الزيتون ودوار الشمس، وبموازاته يوجد ممشى مطاطي مخصص للرياضة.

مياه وقلوب

وتحيط بالحيرة أيضاً ثلاثة مماشٍ مطاطية يصل طولها إلى سبعة كيلومترات، وتشهد في الآونة الأخيرة إقبالاً متزايداً من الزوار الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف زائر خلال عطلة نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، وألف زائر في الأيام العادية. صُممت بحيرة الحب على شكل قلبين ضخمين متشابكين، وتتدفق المياه العذبة في شرايينهما لتكون نهراً يفيض بالحب والتسامح والتعايش.

150 فصيلة من الطيور

وتقف على ضفاف البحيرة أكثر من 150 فصيلة من الطيور منها الصقور، الحبارى، البط، والبجع، إضافة إلى وجود محمية لجلب الطيور المهاجرة والمحلية، كما تضم أنواع مختلفة من الأسماك منها اليابانية ذات اللون البرتقالي والذهبي. على ضفاف البحيرة تنبت أزهار البتونيا الحمراء التي زرعت على شكل قلب، تجاورها أشجار تعزف أنشودة الحب راسمة كلمة LOVE، كما تضم المنطقة 16 ألف شجرة زيتون وسدر وسمر وغاف، إضافة إلى 800 ألف شجيرة متنوعة.

تعايش

وقال سلطان السماحي، أحد زوار بحيرة الحب، إن الموقع ينثر نسمات المحبة ويعكس مدى اهتمام القيادة بنشر قيم التسامح والحب والتعايش بين الناس، وهذه رسالة الإمارات إلى بقية شعوب العالم التي تؤكد أن الإمارات وطن التسامح والتعايش. بدوره، اختزل مازن الدرعي، أحد الزوار من سلطنة عُمان، رأيه في البحيرة بقوله: «مذهلة»، مضيفاً: «بهرتني روعة المناظر الموجودة في بحيرة الحب، التي اعتبرها وجهة مناسبة للعائلات وحديثي الزواج، خصوصاً أن المكان يعتبر مفعماً بالرومانسية والهدوء».