الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

مؤيدون: التكنولوجيا جاذبة للجمهور وضمانة لاستمرارية الفن السابع.. ومعارضون: الثقافة الجماهيرية غير مؤهلة لتقبل رقمنة الأفلام

تباينت آراء مخرجين وصناع أفلام بين مؤيد ومعارض حول توجه شركات سينمائية نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لإنتاج أفلام بتقنيات الواقع المعزز.

وقال مؤيدون التقتهم «الرؤية»، على هامش مشاركتهم في الدورة الأولى لـ«منصة الأفلام» التي تستضيف عبرها الشارقة 140 فيلماً من 40 دولة، إن التقنيات الرقمية قادرة على جذب جمهور السينما وخدمة الأفكار الخلاقة في العمل السينمائي بشكل أكبر، ولا سيما أن شغف المهتمين بهذا القطاع وتوقعاتهم في ازدياد مواكب لثورة الذكاء الاصطناعي المتصاعدة.

وأشاروا إلى أن غزو «الهولوغرام» والتقنيات الحديثة للفن السابع سيضاعف التأثير النفسي والبصري للقصص المعروضة، الأمر الذي يجذب جمهوراً أكبر إلى شاشات العرض ويعد ضمانة لاستمرار توهج الفن السابع، مشددين على ضرورة تطويع التكنولوجيا لصالح السينما.


على جانب آخر، رأى معارضو هذه النوعية من الأفلام أن الثقافة الجماهيرية محلياً وعربياً غير مؤهلة لتقبل أفلام تعتمد بشكل رئيس على إبهار الواقع المعزز، مرجعين ذلك إلى الارتباط الوثيق للمشاهدين بمتابعة السينما التقليدية، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هذه التقنيات تفقد العمل جزءاً كبيراً من رسالته وتفاصيله الجوهرية، لصالح إبهار الصور.انتقاص من القصة


المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي يحبذ الأساليب التقليدية في الإخراج، ولا يميل إلى التكنولوجيا والإبهار المبالغ فيه الذي ينتقص من جوهر القصة المعروضة أو السيناريو، مما يؤثر في قيمة العمل السينمائي.

ويرى أن ما طرحه البعض من تقنيات متنوعة في الواقع الافتراضي ليحل محل السينما التقليدية غير صحيح على الإطلاق، إذ بإمكان الاتجاهين أن يسيرا جنباً إلى جنب في استكمال هدفهما المنشود.جرأة استثمارية

رأى عبدالله الكعبي أن الذكاء الاصطناعي أزال حدود التعبير الإبداعي، وبذلك يتشارك مع البشر إنتاج الفنون، مضيفاً إن «أفلام الذكاء الاصطناعي تتطلب جرأة أكبر من قبل شركات الإنتاج للاستثمار في هذا الحقل الذي تتقاطع فيه الألعاب الإلكترونية مع السينما، لإنتاج محتوى افتراضي مؤثر».سينما مستدامة

أكد المخرج الإماراتي استدامة السينما وبقاءها في ظل الهجمة الشرسة التي تواجهها من قبل شاشات الهواتف المتحركة والعالم الافتراضي وغيرها من الوسائط المبتكرة التي طرحت مفهوماً جديداً للسينما، مشيراً إلى أن «السينما بدأت عام 1895، وعندما ظهر التلفزيون والإذاعة والصحافة لم تختف، بل قدمت نفسها بشكل جديد كوظيفة ترفيهية واجتماعية ساهمت في تكوين ثقافة المجتمعات».جمهور تقليدي

بينما رفض المخرج والممثل الإماراتي ماجد الزبيدي اللجوء إلى تقنيات الواقع الافتراضي في مجتمع عربي ومحلي مازال يتابع ويفضل السينما التقليدية. وحصر استخدامات الذكاء الاصطناعي في السينما بنوعية محددة من الأفلام مثل الرعب والحركة والإثارة، إلا أن دور التقنية يتقلص في أفلام الدراما والرومانسية لأن المشاهد يفضل متابعة المضامين عن بعد كمراقب للأحداث وليس كفرد يعيش ويتماهى مع أبطال العمل. وأشار إلى أن تقنيات المؤثرات البصرية تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات، ولا يقتصر دورها على تبني التقنيات بل يمتد إلى تغيير كيفية التعامل مع المحتوى الذي تقدمه.مبالغة في الإبهار

أما المخرجة المصرية نورة عبدالرحمن، فلا تميل إلى استخدام التكنولوجيا والإبهار المبالغ فيه على حساب رسالة ومضمون الفيلم السينمائي الذي يمكن أن يضيع وسط زحمة الواقع الافتراضي، ولكنها تتطلع إلى افتتاح منصات عرض لسينما الواقع الافتراضي حتى تتقدم السينما التقليدية مع الرقمية جنباً إلى جنب.

تصالح مع التكنولوجيا

في المقابل، أكد المخرج الإيراني مماملي شافي أن الوسائط الإعلامية للأفلام ستتغير شئنا أم أبينا، وينبغي لنا التصالح مع التقدم والتطور الذي تفرضه التكنولوجيا على الحياة.

وتابع: «لا يمكن الجزم بتراجع دور السينما التقليدي في حياة الناس، إلا أن ظهور طرق جديدة في تقديم المحتوى مكّن المتلقي من مشاهدة الفيلم الذي يريد في أي مكان أو زمان، ما دفع صناع الأفلام إلى تطوير أدواتهم تلبية لاحتياجات الجمهور».

جمهور رقمي

ولفت شافي إلى أن تأثير السينما انحصر في تشكيل ثقافة الناس مما دفع صناع المحتوى للتوجه نحو تطوير أفلامهم بشكل أكثر ملاءمة للجمهور الرقمي، عبر التفاعل المباشر مع ما يراه من أحداث في العالم الافتراضي.