السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

190 ألف نخلة مثمرة تجاور الأفلاج القديمة في العين

واحات وأفلاج العين، هي مقام يطيب العيش إلى جانبه، وللزائر ملاذ يجدد فيه نشاطه وأمله وينشط ذهنه وينفض عنه المتاعب فتكون بالنسبة له استراحة تكسر إيقاع الحياة المتسارع، أما بالنسبة إلى مبارك بن عجلان العميمي رئيس قسم الأفلاج والواحات ببلدية مدينة العين، فهي كل ما سبق فضلاً عن أنها الواحات السعيدة التي تلهمه وتزوده بالطاقة الإيجابية.

وتقف أشجار نخيل العين المثمرة، التي يصل عددها إلى 190 ألف نخلة، ناسجة مشهداً بديعاً يجاور الأفلاج القديمة، وكأن قصصاً يومية تكشف أسرارها هنا، متعدية المساحة الزمنية المحدودة، لموسم طلع النخيل، الذي يستعد لحضوره السنوي المزارعون من أبناء المكان، والزوار أيضاً.

ويقول رئيس قسم الأفلاج والواحات ببلدية مدينة العين مبارك بن عجلان العميمي، إن الواحات السعيدة، وهو الاسم الذي يفضل إطلاقه عليها، تلهمه وتزوده بالطاقة الإيجابية.


إرث إنساني


يؤكد العميمي أن اهتمام الإمارات لا يتوقف فقط عند الأشخاص، بل يمتد ليشمل المكان بما فيه من واحات وأشجار وأفلاج وطرق وآثار تركها الأجداد والآباء.

ويشير إلى أن بداية ظهور الأفلاج تعود لمدينة العين، حسب أثريين، ومن ثم تطورت وانتشرت نتيجة اختلاط حضارات الجزيرة العربية بالحضارات الأخرى، منوهاً بأن عمر فلج واحة هيلي يمتد إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وهو الأقدم بين أفلاج المدينة.

ولأن الفلج إرث إنساني، لا تتوقف جهود الحفاظ عليه على ذلك الذي يحتوي مياهاً جارية، بل والجاف منه، حسب العميمي، الذي أشار إلى أن الإمارات شرعت القوانين التي تحميه.

تعاضد إماراتي

ويذكر رئيس قسم الأفلاج والواحات ببلدية العين أن اليونيسكو تمنع إدخال أي تحديث على هذه الواحات أو تغيير من شأنه التأثير في طابعها التاريخي والأثري، ولكن يمكن بناء مرافق سياحية مستقبلاً على أطرافها، بحيث تكون قريبة من السائح، كما كان يفعل الحواضر من أبناء الإمارات في الماضي، لافتاً إلى أن أهل الساحل كانوا حريصين على زيارة العين صيفاً والسكن حولها، فيما يسكن أهل المدينة أنفسهم في الواحات بالقرب من الأراضي الزراعية ولا تزال منازلهم موجودة حتى الآن.

ويرى العميمي أن الأفلاج دليل على تعاضد الإماراتيين القدماء وعشقهم العمل بروح الفريق، حيث جاءت نتاج عمل جماعي كبير، إذ كان يجري حفرها باليد وتستغرق وقتاً وجهداً كبيرين ويتجلى بالنظر إلى كيفية جريان هذه الأنفاق على أعماق كبيرة وتبطينها بالأحجار، الأمر الذي يشير إلى أنها عمل إنساني معجز.

ذاكرة حية

ويعتبر العميمي كبار السن ذاكرة حية يحتفظون بكنوز معلومات وخبرات فطرية، ويتمتعون بذاكرة قوية فيما يتعلق بحياة الماضي، مشيراً إلى أنه حتى يجري الاستعانة بهم في الاستعلام عن حدود الأراضي وملاكها الذين توفوا، حيث يجري توزيع ميراثهم من الأرض لأبنائهم حالياً ضمن مشروع توزيع الملكيات.

وتعد منطقة الواحات وجهة سياحية مهمة، حيث تستقبل أكثر من عشرة آلاف سائح شهرياً، خلافاً للأفواج الطلابية وغيرها، وفقاً للعميمي.

ثروة طبيعية

ويبلغ إجمالي عدد أشجار النخيل في الواحات نحو 190 ألف نخلة مثمرة، بخلاف غير المثمر الذي لا يزال في طور النمو بمعدل أربعة فسائل حول كل نخلة مثمرة بزيادة قدرها تسعة في المئة عن عدد الإجمالي للنخيل في العام الماضي، وفقاً للعميمي، الذي أشار إلى أن 2017 شهد زراعة 16 ألف نخلة تنتشر في خمسة ملايين و20 ألف متر مربع مساحة الواحات في المدينة.