الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

نفتقد المشاهد الواعي ونصيحتي للسينمائيين الشباب ألا يتعجلوا الشهرة

نفتقد المشاهد الواعي ونصيحتي للسينمائيين الشباب ألا يتعجلوا الشهرة
أكد الفنان الإماراتي الشاب ياسر النيادي أنه لايسعى إلى الشهرة، ويحاول أن يستوعب خطواتها البطيئة باتجهاهه، متوقعاً أن تأتيه في موعدها، معتبراً نفسه ترساً في منظومة فنية أشمل من مشروه الفردي، مايجعله حريصاً على خدمة كل تفاصيل العمل الذي يشارك فيه من دون أن ينشغل بالبحث عن أدوار البطولة.

ودعا النيادي في حواره مع «الرؤية» شباب الفنانين الى الابتعاد عن الأهداف الصغيرة، ذات المردود المادي قصير المدى، على الرغم من إقراره بأن الجمهور بات يبحث عن وجبات فنية سريعة ذات عواقب سلبية على ذائقته.

وأبدى الفنان الإماراتي، تفاؤله بالدورة الأولى لمهرجان العين السينمائي المقرر انطلاقها في أبريل المقبل.


وكشف عن اتجاهه للمشاركة في فعاليات المهرجان بأحدث أعماله السينمائية مؤكداً عودته خلال تلك المرحلة إلى أفاق قراءته المختلفة، عقب الانتهاء من تصوير مشاهده في مسلسل «صندوق بريد 1003».


حدثنا عن آخر أعمالك الفنية؟


انتهيت أخيراً من تصوير مشاهد دوري في المسلسل الرمضاني «ص ب 1003»، والمقرر عرضه على شاشات قناة أبوظبي، وفي هذا العمل أقدم شخصية ربما ليست جديدة علي، لكن التحدي تمثل في تقديم هذا النمط بشكل جديد ومختلف.

أين أنت من أدوار البطولة في الدراما التلفزيونية؟

لديّ إيمان شديد بأهمية الخطوات الثابتة والتدرج في المشوار الفني، بحيث يتم تحقيق حضور فني جيد على المدى الطويل، لذلك لا أحمل هاجس أدوار البطولة، لا سيما أن الجزء الآخر مني هو صانع الأفلام، ما يجعلني لا أدخل مشروع العمل الفني من زاوية البرج العاجي للممثل، بل أعمل مع كل طاقم العمل باعتباري ترساً ضمن هذه الماكينة الهائلة، تاركاً أمر النجومية والبطولة الفردية لكوني لست المتحكم فيها.

لماذا تأخر مفهوم نجم الشباك في السينما الإماراتية؟

لأننا لا نزال نعمل في إطار اختباري، ونفتقد الخط الثابت، ولا نملك استراتيجية تصنع الوسط الفني كاملاً، بشخوصه ومفرداته، فضلاً عن أننا نعمل في أطر البطولة الجماعية.

ما الذي ينقص المشهد الفني في الإمارات؟

صناعة الدراما التلفزيونية والسينمائية والمسرحية تحتاج إلى مؤسسات أكاديمية ترفد صناعتها وتؤهل العاملين بها فنياً وتقنياً، وتحتاج إلى خطة إنتاجية عليا، فنحن في الإمارات نسعى ونتسابق لنحتل المراكز الأولى عالمياً، لكننا في الوقت ذاته لا نزال ننظر إلى قطاع الدراما باعتباره تكميلياً وغير أساسي، أو موسمي ونفتقد تماماً خطة استراتيجية وطنية واضحة للنهوض به وتلبية طموحات العاملين فيه.

ما الذي تطمح إليه عبر هذه الاستراتيجية؟

أطمح إلى رفد الدراما بشكل عام بالمهن الناقصة، فثمة ثلاث مراحل لكل عمل فني، تتمثل في ما قبل الإنتاج والإنتاج وما بعد الإنتاج، وفي كل هذه المراحل لا تزال هناك مهن ناقصة، وهناك من يمارس مهناً عدة، في المجال الفني الواحد.

ما تقييمك للشباب الموهوبين؟

التجربة متفاوتة من شخص إلى آخر، والأمر رهين بمدى اشتغال الموهوب على نفسه، ومهاراته وموهبته وعلمه وثقافته، فالمهنة صعبة وتحتاج إلى تطوير النفس والطاقة والنفس الطويل، وللأسف كثير منهم لا يعرف عن هذا العالم إلا القشور ويحلم بالشهرة السريعة، لذلك أتمنى منهم ألا يفكروا في الأهداف الساذجة مثل الثراء والشهرة، فهي أمور تأتي كنتيجة ويجب ألا تتخذ هدفاً.

ماذا عن المشاهد الإماراتي؟

نحن اليوم نفتقد المشاهد الواعي، حيث إننا لم ننم هذه الذائقة في أبنائنا كما كان يفعل الجيل السابق عبر المسرح.

وفي واقع المشهد الآن، سنجد نسبة كبيرة من المشاهدين ينتمون إلى فئة المراهقين، يطلبون فناً يرفع مستوى الأدرينالين لديهم في الدراما مثل وجبات الطعام السريعة، وغالباً ما يكون هذا المنتج سريع التحضير، سيئ الأثر.

ما الحالة الفنية التي تتملكك حالياً؟

عادة بعد انشغالي بعمل درامي معين، أشعر برغبة محمومة في العودة إلى عالمي الخاص، بما يحويه من مشاهدات وقراءات وتأملات، أعود للمعارض الفنية والتأملات وأتخلص من عبء ما يجب عليّ تقديمه للجمهور، ألجأ إلى عالم الثقافة والفنون وعملي في دائرة الثقافة والسياحة وما ينبغي عليّ إنجازه من برامج ثقافية، كما أرجع للعنصر المتعلق بي باعتباري صانع سينما، وتلك الحالة المتشظية بداخلي الآن.

ألا ترى أنك تأخرت كثيراً في إصدار عمل أدبي بعد «الجمعة مشهد آخر»؟

حالياً هناك عمل قيد الكتابة بعنوان «النيكوتين السابع»، أطرح من خلاله تجربتي في إدمان عالم السينما في بداية فترة المراهقة، وما سبقها.

وبالنسبة للرواية، لدي سيناريو فيلم أفكر في طرحه كفيلم بعنوان «حفريات عميقة» وهو عمل فنتازي، يروي قصة عائلة تُجبر على العيش في منطقة معزولة عن العالم.

كيف ترى مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى؟

بالطبع، كان خبراً جيداً أن ينطلق مهرجان سينمائي في العين، حيث يمثل بارقة أمل جديدة للشباب.

وأتمنى أن يتوافر له مبرمجون جيدون وينجح في استقطاب أفلام مهمة، خصوصاً أنه يمثل عودة للمنصة التي افتقدناها منذ زمن وهي «أفلام من الإمارات». لذا، أتوقع للمهرجان أن يشكل مظلة حقيقية لصنّاع الأفلام والمواهب الجديدة، وبالنسبة لي، فقد أشارك بفيلم هروب.