الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

«مجاريح» .. مسرحية تتصدى للعنصرية بالحب والسينوغرافيا

تصدى العرض المسرحي «مجاريح»، لفرقة مسرح الشارقة الوطني، لخطاب العنصرية بالحب وأدوات السينوغرافيا، عبر نص جريء اتسم بعمق الفكرة ودلالتها الرمزية التي اتسقت مع الحدوتة الاجتماعية.

وجاء العرض ضمن ليالي مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وعرض أمس الأول على خشبة قصر الثقافة بالشارقة، وهو من تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج محمد العامري، وجسد أدواره كوكبة من النجوم الإماراتيين منهم الدكتور حبيب غلوم، بدور محمد، وموسى القبيشي.

وتدور قصة العرض حول (فيروز) عضو فرقة شعبية، أحب (ميثاء) لكن ارتباطهما يواجه بالرفض من والدها نتيجة الفارق في اللون، في إحالة إلى ما كان سائداً في الزمن القديم من فوارق طبقية لها علاقة بالتراتبية الاجتماعية والعنصرية، إلا أن تلك الاعتبارات لا تؤثر في قناعات ميثاء فتكسر هذا القيد وتهرب للزواج من فيروز.


يهرب الاثنان وينجبان طفلة، لكن الأب يمنعها من التعليم والسفر، فتلجأ إلى الهروب مع حبيبها، وهنا يستيقظ الماضي ليعيد الحسابات بين الزوج والزوجة من جديد.


وطرح العرض ثيمة رافضة لمفهوم العنصرية في المجتمع عبر حدوتة حب تجمع بين (فيروز) و(ميثاء) ابنة النوخذة الثري، متطرقاً إلى النظرة الدونية التي عانى منها أصحاب البشرة السمراء في الكثير من المجتمعات الغربية.

ولم يركز المؤلف إسماعيل عبدالله في نصه على فكرة العبودية بل كان يرمي في الأساس إلى الإشارة جوهرياً لعبودية الفكر لأن (فيروز) بطل العمل الذي برع في أداء دوره الممثل موسى البقيشي، الذي عانى من العبودية، يمارس عبوديته على ابنته بمنعها من إكمال تعليمها وإرغامها على الزواج برجل لا تريده.

وكانت أدوات السينوغرافيا بطلة العرض، حيث منحت الحضور فضاءً واسعاً لخلق صور دلالية وبليغة، وقدمت مشهدية بصرية كان قوامها الحركة واللون والتشكيل والإيقاع، ورسمت أيضاً لوحات فنية بالحبال التي اتصلت بشكل وثيق بموضوع العبودية والانعتاق، فجاءت كمفردة أساسية شكلت اللبنة الأساسية لفضاء العرض.