الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«لهم» .. أيادٍ شبابية تدعم التعليم وترسخ التسامح

ابتكرت الإماراتية أميرة أمير مؤسسة اجتماعية تحمل مسمى «لهم» تسعى إلى دعم التعليم وتعزيز مبادئ الاستدامة، وترسيخ قيم التسامح وتقبل الآخر في نفوس الشباب.

واستلهمت أمير فكرة مؤسستها من مقولة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه «لا فائدة للمال إذا لم يُسَخر لصالح الشعب»، واتخذتها شعاراً لمؤسستها الشبابية التي تمكنت من خلالها من الإسهام في إدارة اقتصاد قائم على إعادة التدوير، وتقديم خدمة ذات نفع عام منها المنح الدراسية للطلبة المتفوقين.

* مقر صديق للبيئة


وقالت مؤسِّسة «لهم» الاجتماعية إن المؤسسة ليست خيرية، لكنها تعتمد على بيع الملابس المستعملة التي يتبرع بها الأفراد، وتستخدم عوائدها المالية لدعم التعليم، مبينة أنها اتخذت من حديقة مصدر في أبوظبي مقراً لمؤسستها، واستندت في بناء المقر على مواد صديقة للبيئة عبر إعادة تدوير قطع خشبية وألمنيوم.


وتابعت: «نحرص على دعم الطلاب، خصوصاً في الصف الـ 12 (الثانوية العامة)، فهم على عتبات التخرج من المدرسة، وأكثر حاجة للحصول على شهادة تعليمية ومنحة دراسية لبدء مسيرتهم الأكاديمية، شريطة أن يكونوا من المتفوقين دراسياً».

* 13 منحة دراسية

وأضافت أمير أن «لهم» تمكنت منذ تأسيسها في يناير 2018 من تقديم 13 منحة دراسية، تبلغ قيمة كل منها 5000 درهم، كما وقّعت اتفاقية مع المدرسة الهندية في أبوظبي والمدرسة العالمية الفلبينية ومدرسة دار العلوم لدعم الطلاب.

* أسعار رمزية

وتُخصص إدارة المؤسسة يوماً واحداً في الأسبوع لاستقبال التبرعات من الملابس والحقائب والأحذية المستعملة، ويتم التأكد من جودتها للاستعمال مباشرة وإرجاع المنتجات شبه التالفة على الفور حتى لا تتكدس الكميات ويصعب التخلص منها فيما بعد، ويتم بيعها بأسعار رمزية تراوح بين خمسة و500 درهم، وفقاً لأمير.

* خبرات شبابية

وأشارت إلى حرصها على أن تضم المؤسسة أعضاء من الشباب المميزين والمختلفين من ناحية الخبرات في مجلس الإدارة، لدراسة ملفات الطلبة المقدمين للمنح الدراسية في المدارس التي تعاقدت معها «لهم»، وسيتم الإعلان رسمياً عن قائمة الحاصلين على المنح في شهر أبريل المقبل.

وحول خطتها المستقبلية في توسع المؤسسة، ذكرت أنها تعاونت مع مجموعة الفطيم لافتتاح متجر مستقل في «مصدر سيتي سنتر» ومن المقرر افتتاحه قريباً بأبوظبي.

* طموح عالمي

وتتطلع المتطوعة في مؤسسة «لهم» نورة خليفة الكعبي إلى وصول المؤسسة لمكانة عالمية مرموقة، تنشر من خلالها مفاهيم مساعدة الآخرين لإكمال تعليمهم والحفاظ على البيئة، وكذلك تخدم مختلف الفئات الذين يميلون إلى شراء منتجات فخمة وراقية لكنها مستعملة لتقلل من قيمة ما تدفع وتحافظ على البيئة.

* أسرة واحدة

وأضافت الكعبي: «لا نُشعر الطلبة الذين نساعدهم بأنهم معوزين أو فقراء، بل نخبرهم بأنهم حازوا على هذه المنح لأنهم يستحقونها ولتميزهم الدراسي، ونشعر جميعاً في «لهم» بأننا أسرة واحدة تسودها مشاعر الحب والسلام، ولعل ذلك يعود إلى تعدد الجنسيات في المؤسسة».

* دعم فني

من جانبها، دعمت الفنانة التشكيلية الإماراتية غالية المنصوري مؤسسة «لهم» عبر تقديمها عشر نسخ من لوحة رسمتها حتى يتم بيعها في المقر والاستفادة من ريعها لدعم التعليم، وتعبّر اللوحة عن قيم التسامح والتعايش بين الكائنات الحية من البشر والحيوانات والنباتات.

* طلاب متطوعون

وانضم كل من الطلبة أحمد السركال، أحمد الهاملي، وهلال أحمد المهيري للعمل في «لهم» متدربين لإنجاز عدد ساعات تطوعية طُلبت منهم خلال المخيم الشتوي المدرسي، وعلى الرغم من إنجازهم الساعات المطلوبة إلا أنهم ما زالوا مرتبطين بالعمل مع المؤسسة لحبهم وشغفهم بتحقيق أهداف المؤسسة الإنسانية.

* تعزيز مفاهيم الاستدامة

أكدت رئيسة عمليات الاستدامة في إكسبو 2020 دبي دينا مصطفى أن فكرة «لهم» تعتبر مورداً اجتماعياً واقتصادياً، إذ تعزز مفاهيم الاستدامة التي تعد بمثابة الحمض النووي لأي دولة، كما أسهم إكسبو 2020 بدعم «لهم» منذ التأسيس عبر منحها بعض الموارد الخشبية والألمنيوم لإعادة تدويرها وتشييد المقر.

وتابعت: «نتطلع إلى نشر وتطبيق مفاهيم إكسبو 2020، حيث نكون وصلنا إلى ترسيخ ثقافة الاقتصاد الدائري بين الأفراد والشركات، عبر دعم التعليم والبيئة، ونتمنى أن تكون مؤسسة «لهم» بمثابة قدوة لباقي الشركات والمؤسسات الاجتماعية».