الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

20 موهوباً يتغلبون على التوحد بالتشكيل والإبداعات الرقمية

تحولت مساء أمس الأول أروقة قصباء الشارقة إلى عالم يضج بالألوان والسعادة ضمن فعاليات المعرض السنوي الذي ينظمه مركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لطلبته احتفاء باليوم العالمي للتوحد.

ويستهدف المعرض نشر الوعي بإمكانات وطاقات أطفال التوحد، وتسليط الضوء على أهمية تمكينهم وتفعيل مشاركتهم الإيجابية في المجتمع.

شارك في المعرض 20 طالباً قدموا 30 لوحة فنية تنوعت ما بين الرسم الرقمي عبر «الآيباد» ولوحات لفن «الفسيفساء»، فضلاً عن التشكيل بالألوان الزيتية والخشبية، وهي أعمال أبرزت الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الفنون في علاج الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.


وأشارت المشرفة التربوية في المركز نانا عبدالله منصور إلى حرص «الشارقة للتوحد» على استقبال اليوم العالمي للتوحد، بإطلاق معرض يعكس إبداعات الأطفال المنتسبين إليه ويسلط الضوء على مهاراتهم في الرسم والتشكيل.


وأشارت إلى أن الطلبة قدّموا أعمالاً فسيفسائية وأخرى تشكيلية باستخدام ورق الجرائد والغراء، فضلاً عن الرسم الرقمي، وكلها فنون تستهدف تنمية المهارات الحسية لأطفال التوحد.

وتضمن المعرض مشاركة أطفال التوحد مع عائلاتهم في مجموعة من الأنشطة والورش التفاعلية التي تنظمها القصباء، لتقديم صورة حية عن كيفية تعامل هذه الأسر مع أطفالهم ومساعدتهم على تنمية مهاراتهم، والتواصل مع محيطهم.

واعتبرت منصور الفن رسالة إنسانية واجتماعية لها دور كبير ومهم في التعريف بالمهارات الإبداعية لأصحاب الهمم، إذ تسهم هذه المعارض في بناء جسور تعارف مع الآخرين.



وفي منصة الأعمال يشارك الطالب سيف راشد الذي استبدل الريشة بالفأرة، واللوحة البيضاء بشاشة الحاسوب، ورائحة الألوان بالنقر على لوحة المفاتيح، مسطراً اسمه بين رسامي الفن الرقمي في الإمارات، ليوازي بقامته أهم الفنانين التشكيليين المتخصصين في اللوحة الرقمية.

وركزت أعمال سيف التي شارك بها على رسم الأحصنة ومعلميه، منتجاً لوحات تتسم بالدقة العالية، ولا سيما أنه من هواة التكنولوجيا ويمتلك في الوقت ذاته موهبة الرسم.

وقال يوسف «دلفت إلى مجال الفنون الرقمية في محاولة للتمرد على أسلوب الفن التشكيلي التقليدي، لأرسم أشكالاً لا نهائية من التداعي الحر على اللوحات الفنية الرقمية».



وتميل أعمال سيف إلى رسم اللوحات الواقعية التي تعبر عن عالمه المحسوس، فضلاً عن اقترابه من عالم الخيال بدقة وبراعة في التنفيذ.

وأشار سيف إلى أنه عندما يشعر بالضيق أو الألم يجد نفسه لا شعورياً يعبر عن ذاته في لوحات تشفيه من الداخل وتزرع بداخله الأمل والسعادة.

بينما يعيش الطالب جاد حسون وسط أسرته التي تقدم له أروع صور المساعدة والمساندة كي يتمكن من الاندماج في المجتمع، حيث أنجز مجموعة واسعة من الأعمال التشكيلية المفعمة بألوان نابضة بالحياة.

ويقضي حسون ساعات في التدريب على صقل موهبته داخل المركز من دون ملل أو كلل خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وبحسب أساتذته المشرفين عليه فإنه يعتبر نموذجاً للإرادة الصلبة، فعلى الرغم من الجهد البدني والذهني الذي يبذله لتنفيذ اللوحة إلا أنه أثبت قدرات إبداعية مميزة.