السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الجالية المغربية في الإمارات: نعيش حياة التسامح في دار زايد

بالسلو والشباكية والبريوات وعواشر مبروكة، يقضي الأشقاء المغاربة الشهر الفضيل بين صلة رحم واسترجاع للماضي الجميل وتنافس في عمل الخير وختمة القرآن.

يتزاورون ويلتقون ويتبادلون التحايا والنصائح بنكهة الحريرة والمخامر، يرتدون مع "الجلابة" كل عمل طيب خير يطهرون به النفس ويستعيدون به صور ومخيلات الوطن وذكريات الطفولة وكأنهم يقطعون "فيزا" للوطن في مخيلتهم وبيوتهم في أرجاء الإمارات.

عواشر مبروكة


أكدت المغربية المقيمة في الشارقة زينب الديلائي، أن رمضان لا يحلو إلا بـ"اللمة" لذلك تحرص على دعوة رفيقاتها وجاراتها لكي تعرفهن على الطقوس والعادات المغربية في رمضان.


وتستعد زينب للشهر الفضيل بإرسال التحية المغربية "عواشر مبروكة" لكي صديقاتها والإعداد للمائدة عبر جمع مكونات حلوى "السَلّو" وهي عبارة عن مجموعة من المكسرات المطحونة التي يضاف إليها الطحين والزبدة والعسل، بعد تحميصها بالفرن، قبل أن يهل هلال رمضان، حتى تعدّ منها كمية تقدمها كل يوم بعد الإفطار مع الشاي المغربي.

وتعتبر الـ"سَلّو" و"الشباكيّة" من الحلويات التي يشتهر بها المغاربة في رمضان، والشباكية عبارة عن عجينة متماسكة من الطحين والقرفة والسمسم والمسك والبيض، التي يتم قليها بالزيت ووضعها بالعسل.

سيدة المائدة

وتعتبر شوربة الحريرة بحسب الديلائي، سيدة المائدة المغربية في شهر رمضان المبارك، حيث تبدأ ربة البيت في إعدادها فور دخولها المطبخ، إذ تفوح رائحة الحريرة من كل بيت مغربي طيلة أيام الشهر الفضيل.

وتتكون الحريرة من مجموعة الخضراوات والبقوليات كالطماطم والحمص والعدس والكزبرة والكرافس والسمنة المغربية، وأخيراً يضاف للشوربة القليل من الطحين كي يصبح قوامها متماسكاً. كذلك يفضل البعض إضافة اللحم أو عظام الغنم أو الدجاج، وفقاً للديلائي.

تعارف ثقافات

واعتبرت الديلائي إقامتها في الإمارات فرصة للترويج لثقافتها بين الجاليات الكثيرة التي تعيش في الدولة، وكذلك التعرف على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى في الشهر الفضيل، مشيرة إلى أنها اعتادت على تناول المأكولات الإماراتية كالهريس واللقيمات.

وتتابع: رغم أنني ولدت وأخوتي في الإمارات إلا أن والداي يحرصان على تعليمنا كافة العادات والتقاليد التي ورثوها عن أجدادهم كشراء ملابس جديدة لإحياء الليالي الرمضانية التي نجتمع بها لأداء صلاة التراويح، حيث يقتني أبي وأمي وأخوتي "جلابة" جديدة وحذاء تراثياً.

براتا مغربية

في حين تحرص ريم الماني، المغربية المقيمة بأبوظبي، على مساعدة والدتها قبل حلول رمضان عبر إعادة تنسيق الجلسة المغربية، وفرشها بمفارش ذات ألوان هادئة مبهجة تدخلهم في أجواء رمضان، فضلاً عن إعداد "البريوات" وهو نوع من المعجنات التي تؤكل مع شوربة الحريرة.

وأوضحت الماني بأن المغاربة يستندون على المخبوزات والمعجنات التي تفوح من أفران بيوتهم ومخابزهم خلال الشهر الفضيل، فهنالك 20 نوع خبز، أبرزها "المخامر" وهو خبز يشابه خبز "البراتا" الهندي بشكله وحجمه، وكذلك خبز "البغرير" الذي يؤكل مع الزبدة والعسل المذوبة على النار.

قسائم مجانية

ولأن الجميع يعيش على أرض الخير والتسامح، أكد محمد المنصوري، المغربي المقيم بمدينة العين، حرص أبناء الجالية المغربية، الذين يصل عددهم لما يقارب 140 ألف نسمة، على تنظيم مشروع إفطار صائم للشباب المغاربة العزاب، الذين يتوقون للمائدة المغربية الرمضانية.

ولفت إلى أن أبناء الجالية المغربية يعملون على توفير قسائم مجانية يجري توزيعها في العشر الأواخر من شعبان على أبناء الجالية من غير الميسورين والتي توفر لهم وجبات متكاملة من المطاعم المغربية.

سباق على الخير

وأكد المنصوري بأن المنافسة لا تقتصر على عمل الخير، بل تشمل المنافسة في العبادات كعدد ختمات القرآن الكريم، حيث يدخل أفراد الأسرة في سباق لختم المصحف الشريف أكثر من مرة.

ونوه بحرص أبناء الجالية على ممارسة الأنشطة الرياضية عبر تنظيم دورات رمضانية في كرة القدم في أبوظبي والشارقة ومدينة العين.

وأشار إلى حرص أبناء الجالية على تنظيم ما يعرف بـ "ليالي الأبداح الرمضانية" التي تجمع مواهب إنشادية وخامات صوتية مميزة، وتقدم العديد من القصائد الصوفية التي يطيب مسمعها بالشهر الفضيل على رأسها قصيدة "الفياشية".