الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

يوميات المثقفين .. تكثيف القراءة والتأمل وتنمية الذات

يوميات المثقفين .. تكثيف القراءة والتأمل وتنمية الذات
يرتبط شهر رمضان الفضيل عند المسلمين بالكثير من الروحانيات والتفكر في ملكوت الكلمات القدسية التي تؤتي أُكلها كل يوم، ولا شك في أن للمثقفين طقوسهم الخاصة بهذا الشهر الفضيل، والتي كتب عنها الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ في كتابه «أنا نجيب محفوظ»، مشيراً إلى أنَّه اعتاد في هذا الشهر ألا يكتب إلا الشيء الضروري، رغبة منه في الاستمتاع بروحانيات الشهر.

وتراوحت طقوس مثقفين التقتهم «الرؤية» بين من يرى أنه شهر راحة من كل الأفكار واستعداد للحظة انطلاق جديدة، معتبرين رمضان فرصة لإراحة الجسد وترويض العقل، فيما رأى آخرون أنه شهر عمل ومنصة للإبداع وتدوين كل ما يجول في خواطرهم من روايات وقصص وأبيات شعر.

وأكد مثقفون حرصهم على وضع مبادئ وطقوس خاصة يسيرون عليها في شهر رمضان، فمنهم من يفضل التقرب من الله ويلجأ إلى تفسير الآيات القرآنية وقراءتها، مبتعداً عن أجواء العمل بشكل كامل، ومنهم من يمارس عمله الأدبي بصورة طبيعية، فيما يستمتع غيرهم بالأجواء العائلية الدافئة بين الأهل والأقارب والأصدقاء.


* طقوس خاصة


يتمسك الكاتب ناصر الظاهري بطقوس خاصة في رمضان يتجه خلالها للقراءات المكثفة خلال الصوم، مع قلة الخروج من المنزل، كما يحضر المناسبات الاجتماعية بشكل قليل وعلى نطاق ضيق.

ويؤكد أن مزاجه لا يتأثر في رمضان فقد صام في عواصم عالمية عدة، وتعوّد على اليقظة خلال اليوم، ولا تحكمه هذه العقدة.

وفيما يتعلق باختياراته الفنية، يشير الظاهري إلى أنه يشاهدها جميعاً في نظرة بانوراميه في بداية الشهر ومن ثم يختار ما يتمتع منها بقيمة فنية ويطرح فكراً جديداً ومن ثم يتابعها.

وأشار إلى أن المقابسات التي يقدمها في مقاله اليومي تختلف في رمضان عن غيره، فالتلفزيون في الشهر الفضيل هو الأكثر حضوراً أمام المشاهد، ما ينعكس على مضمون المقابسات اليومية التي يحرص على أن تكون متجددة ومختلفة.

* فسحة روحية

من جانبه يشير المخرج هاني الشيباني إلى أنه يستمتع كثيراً بالعمل أثناء صيام رمضان، لا سيما أنه غير مرتبط بالشاي والقهوة الصباحية، فضلاً عن أنه لا يدخن.

ولفت إلى أن طول يوم رمضان أتاح له ممارسة الكثير من الأنشطة، لا سيما في الفترة من منتصف الليل حتى الفجر.

ولفت إلى أن كل أنشطته في رمضان مسائية وتضم طقوساً جميلة تختلف عن العام في طابعها وملامحها، ويصف نفسه بأنه بيتوتي يحب أن يجعل من شهر رمضان فسحة روحية ونفسية ومتنفساً من الضغوط التي يواجهها طوال العام.

* شهر التأمل

اعتبر المدير الفني السابق لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمرالله رمضان شهر الروحانيات والتأمل، حيث لا يتكلم كثيراً خلال اليوم.

ونوه بأنه لا يتأثر كذلك بالامتناع عن المنبهات اليومية مثل الشاي والقهوة، بل يستمتع بالمساءات المختلفة عن بقية أيام العام ،والتي تمتلئ بالروحانيات المميزة.

* متابعة الهوايات

في سياق متصل، أكد مؤسس دار مداد للنشر والتوزيع، حسن الزعابي، أنه ينتظر شهر رمضان لتخليص روحه وعقله من مشاغل الدنيا عبر المبادرة إلى أداء العبادات المختلفة، وخاصة الالتزام بقراءة القرآن الكريم والأدعية اليومية وصلة الأقارب.

وأكد أنه لا يبتعد كثيراً عن هواياته وعشقه للقراءة والكتابة، لذا يجد أن أفضل وقت لقراءة الإصدارات الأدبية المختلفة أو التأليف أحياناً خلال فترة الليل.

* وداعاً للعادات الرتيبة

من جانبه، يميل الروائي والشاعر علي أبوالريش إلى الابتعاد عن مشاهدة الأعمال الدرامية، لافتاً إلى أن الإنسان يتعرض لتغيرات فسيولوجية ونفسية خلال الشهر الكريم، الأمر الذي يدفعه إلى الخروج عن العادات اليومية الرتيبة خلال الأشهر الـ 11 من العام.

واعتبر رمضان مناسبة دينية وحميمة ليختلي الإنسان بنفسه ويتقرب بالعبادات الدينية، ويتحرر من الأعباء اليومية وينتهز الفرصة للالتفات إلى النفس، مؤكداً أن رمضان شهر عمل وعبادة، حيث يستمر في الكتابة وقراءة الكتب الأدبية، إلى جانب زيارة الأهل وحضور الاجتماعات العائلية.

* لحظات مميزة

أما الكاتب الإماراتي محمد عمر الهاشمي فيرى في شهر رمضان فرصة ذهبية لتنمية مهارات ومواهب ذاتية كثيرة خاصة القراءة والكتابة، نظراً للتغيرات النفسية التي تطرأ على الإنسان في الشهر الكريم.

وتابع الهاشمي أنه إلى جانب أداء العبادات الدينية، يجد لديه رغبة أكبر في الكتابة والتعبير عن مشاعره الإيمانية وتلخيص بعض اللحظات المميزة من الاجتماعات العائلية بأسلوب أدبي راقٍ.