الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

حلقات العاصوف توثيق درامي مبدع لفتنة جهيمان

تستدعي الحلقات 15، 16 و17 من المسلسل السعودي العاصوف، إلى الذاكرة حادثة جهيمان، حيث نبش المسلسل في جرح لم يندمل بعد، على الرغم من مرور 40 عاماً على الحادثة الإرهابية التي شهدت تفاصيلها باحة المسجد الحرام في مكة المكرمة.

وثمّن فنانون التقتهم «الرؤية»، القيمة الدرامية للعمل، مشيرين إلى أنه اختصر الكثير على الأجيال الجديدة التي تود التعرف إلى إحداث فتنة جهيمان وتأثيرها ليس فقط في المجتمع السعودي، بل والعربي والإسلامي، مؤكدين أن العمل قدم توثيقاً مبدعاً لهذه الفتنة.

إمكانات مميزة


وأكد المخرج البحريني محمد القفاص أن حلقة هجوم جهيمان على الكعبة جيدة من كل النواحي، سواء من ناحية الديكور والإمكانات المادية والفنية، لكنه عتب على المخرج عدم استغلاله الجيد لهذه الإمكانات المتاحة، حيث اعتمد فقط على الاستعراض المكاني أكثر من الحس النفسي وصدمة احتلال الكعبة بالنسبة للموجودين.


وأشار إلى ضعف أداء الفنانين غير الرئيسين المشاركين في دور ضباط، حيث ظهروا مرتبكين، يتحدثون بركاكة غير متمكنين من الدور المطلوب منهم، مشيراً إلى أنه كان بإمكان المخرج تسجيل ملحمة درامية لن ينساها تاريخ الدراما السعودية والخليجية.

تفاصيل دقيقة

وأكدت الفنانة السعودية مروة محمد أن هذا هو المطلوب من الدراما عموماً، أن تزيح التراب عن أحداث تاريخية كان لها تأثير في المنطقة، لكن لم يسلط عليها الضوء بشكل جيد، مشيرة إلى أن هذه المجزرة لم تحظَ في ذلك الوقت بالتغطية الإعلامية لأنها صاحبت ظهور الصحوة.

وأشارت إلى أن العمل فاجأ الجميع بالتفاصيل الدقيقة لاحتلال الإرهابين الحرم الشريف، وكيف قتلوا ودنسوا الكعبة بأفكارهم غير المتزنة.

وأشارت الإعلامية الإماراتية مريم النعيمي إلى أن «العاصوف» أول عمل سعودي يروي ما حدث في تلك الفترة لمن لم يعايشوها من سكان المملكة والمشاهدين، إذ نقل لهم وبشكل جذاب ومميز الوقائع بشكل أفضل من الكتب.

توثيق تاريخي

واعتبر الكاتب الإماراتي علي العيدان تسليط الضوء على هذه الحادثة التي هزت المجتمع الإسلامي أحد الأدوار المهمة التي توكل إلى عالم الإبداع، مشيراً إلى أن الفنون والآداب كانت وما زالت أداة جديدة توثق الكثير من أحداث التاريخ، وحتى بعد أن وجدت الكتابة وكُتب التاريخ بطرق مختلفة ظلت الفنون والآداب تحفظ وتوثق لنا أحداثاً مهمة لم تُذكر أبداً في التاريخ.

وأكد أن الدراما أصبحت في العصر الحاضر الوسيلة الأسرع والأكثر تأثيراً في حفظ وتوثيق وعرض التاريخ، لكن ذلك ليس مطلقاً لأن كتابة التاريخ ذاتها تدخلها عوامل عدة تؤثر في صدقها، كالتحيز والعنصرية والتعصب للرأي وغير ذلك.

وقال بطل المسلسل عبدالإله السناني في تصريحات لـ «الرؤية»: إن هناك تعاوناً بين الكاتب والأجهزة المعنية، من أجل الحصول على معلومات دقيقة عن الفتنة، مشيراً إلى أن «العاصوف» أول عمل يطرح قضية جهيمان بشكل درامي تاريخي مدروس. ولفت إلى أن المجزرة قدمت سابقاً في أفلام وثائقية قصيرة، لكن العاصوف قدمها بشكل درامي يراعي الدقة والمصداقية.

وتابع: يبقى للدراما إمكاناتها وقدراتها الثرية عبر توظيف الحوار والمؤثرات الصوتية والبصرية وجودة الأداء وغيرها.