الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

مخرج «جن»: المسلسل يجسّد واقع المراهقين في المدارس

أثار عرض المسلسل الأول الناطق باللغة العربية، على شبكة «نتفليكس» العالمية، جدلاً واسعاً في أوساط المجتمع الأردني، وسط تصاعد المطالب بوقف عرضه لاحتوائه على مشاهد خادشة للحياء بسبب الألفاظ النابية والسيئة التي لا تليق بالمجتمع الأردني وعاداته وتقاليده الأصيلة، معتبرة إياه «انحداراً أخلاقياً» ينافي القيم العربية والإسلامية، وطالبت الأوساط بمحاسبة الجهات التي تولت تسهيل الموافقات لتصوير العمل في مدينة البتراء الأثرية الأردنية.

في المقابل، أكد مخرج العمل ميرجان بوشعيا أن مسلسل «جن» يعبر عن واقع المراهقين داخل المدارس بمهنية وصدق، منوهاً بأن شبكة «نتفليكس» حددت الفئة العمرية التي ينبغي لها متابعة العرض فوق 16 عاماً.

وأمر مدعي عام عمان وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام في الأردن باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف بث ونشر مسلسل «جن»، لما يتضمنه العمل من «مقاطع مخالفة للقانون والأخلاق والآداب العامة».


بدورها، أوضحت مديرة الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية للأفلام ندى دوماني أن الهيئة غير مسؤولة عن نصوص ومضمون الأفلام التي تصور في الأردن، مبينة أن الهيئة لم تطلع على سيناريو المسلسل وليس من صلاحيتها الاطلاع عليه في الأساس.


وأفادت بأن دور الهيئة يقتصر على تقديم خدمات الإنتاج لصانعي الأفلام لدعم السياحة وتوفير فرص عمل للشباب.

اشتراطات عالمية

وكشف لـ «الرؤية» مخرج مسلسل «جن» ميرجان بوشعيا عن أن المسلسل يعبر عن واقع المراهقين داخل المدارس وبإمكان الجميع الدخول إلى الفصول الدراسية والتأكد من صحة ذلك، مضيفاً أن معايير الإنتاج عبر شبكة «نتفليكس» تشترط إخراج العمل الفني وفقاً للأفلام والمسلسلات العالمية التي تنتجها، وهو ما تطلب كتابة السيناريو وتصويره من دون قيود.

وحول احتواء بعض مشاهد العمل على ألفاظ تخدش الحياء العام، ذكر بوشعيا أن المسلسل يعتمد على أربعة أدوار رئيسة وأربع شخصيات فرعية، للتعبير عن التنوع الثقافي والمجتمعي للشباب، فمنهم المجتهد دراسياً، الكسول، والمنحرف، كما أن «نتفليكس» حددت الفئة العمرية للمشاهد فوق الـ 16 عاماً، وبالتالي لا يوجد مبرر لهذا الهجوم والرفض.

وتابع بوشعيا «الألفاظ التي قد يعتبرها البعض خادشة صدرت من شخصيات محددة في المسلسل، حيث تطلب بناؤها الدرامي التحدث بهذه الطريقة استناداً إلى السياق العام للقصة التشويقية، التي تقود إلى اتخاذ قرارات من قبل أبطال العمل على ضوء السيناريو المكتوب».

صون الخصوصية من جانبه، أشار المنتج التنفيذي وكاتب السيناريو إيلان داساني إلى أن المسلسل يستهدف المراهقين حول العالم، حتى يشاهدوا أنفسهم وتصرفاتهم عبر الشاشة، مبيناً أن العمل صور بناء على معايير «نتفليكس» العالمية، بحيث يمكن للمراهق في كوريا أو البرازيل أو إيطاليا أو غيرها من دول العالم مشاهدته من دون الشعور بفارق في الرسالة الموجهة.

وأضاف «قد لا يفضّل البعض المسلسل لكني أجزم بأن المراهقين يفضلونه ولا يوجد شيء من محض الخيال، فكل أحداثه من الواقع، كما أننا اعتمدنا على رؤية فريق العمل العربي الذي رافقنا خلال التصوير والكتابة، وفي الكثير من الأحيان كنا نلجأ إلى تغيير خطوط القصة والسيناريو لتتناسب مع خصوصية المجتمع».

إشكالية

إلى ذلك، أكدت لـ «الرؤية» شبكة «نتفليكس» أن المحتوى الذي يقدّمه مسلسل «جن» قد يكون مثيراً للجدل بالنسبة للبعض، لكن موقفنا لطالما كان متمركزاً حول قيم التنوّع والشمولية ولذلك نحرص على توفير مساحة آمنة لكل محبّي المسلسلات والأفلام حول المنطقة، والنقطة الأهم بالنسبة لنا في مسلسل «جن» هي تصوير الشباب العربي وهم يواجهون بعض القضايا والتحديات التي تواجه أي مراهق في العالم مثل «التنمّر، الحبّ، ومشاكل سن المراهقة في المدرسة».

خروج على العادات

واعتبر مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ محمد الخلايلة مسلسل «جن» انحداراً أخلاقياً وقيمياً ولا يمثل عادات الأردنيين وأخلاقهم، مشدداً على ضرورة وضع الحلول التي تحول دون تكرار عرض مثل هذه الأعمال مستقبلاً.

نقابة الفنانين الأردنيين أصدرت بياناً مطولاً عبّرت فيه عن رفضها استغلال بعض شركات الإنتاج لمواقع التصوير وتشويه الصورة المثلى لإرث الأردن الحضاري المادي وبنية مجتمعه، مضيفة أن مسلسل «جن» قدم مشاهد منافية للقيم العربية والإسلامية، انتهكت حرمة مدينة البتراء الأثرية وعمقها التاريخي.

إقرأ أيضاً:

«جن» .. لقطات تُشعل غضب الأردنيين ونتفليكس تُهدد