الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

في يومهم العالمي.. 12 مطلباً لشباب المبدعين لتحقيق الريادة الثقافية

حدد مثقفون إماراتيون شباباً 12 مطلباً تحقق الريادة الثقافية للدولة وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب الذي يصادف الـ 12 من أغسطس من كل عام، مؤكدين أن الإمارات لم تدخر جهداً في سبيل الاستثمار في الشباب خصوصاً، والعمل على تأهيلهم وتمكينهم وتوظيف قدراتهم بالشكل الأمثل باعتبارهم ثروة الوطن المتجددة، وعنوان المستقبل.ودعا المبدعون الشباب إلى تأسيس جمعية للكتّاب الشباب تجمع تحت مظلتها المواهب اليافعة وتقدم لهم الرعاية اللازمة التي تضعهم على درب التميز، حاثين في الوقت نفسه إلى زيادة الدعم الموجه إليهم سواء أكان مادياً أم معنوياً.

وطالبو بزيادة جرعة الورش والبرامج التدريبية الموجهة لهم لا سيما تلك التي تستغل الإجازة الصيفية، داعين إلى زيادة المناسبات الثقافية التي تنظمها الجهات المسؤولة لتكون على مدار العام مع إيلاء الشباب دوراً أكبر في تنظيمها والمشاركة فيها.

وطالب المثقفون الشباب الجهات المختلفة بإطلاق المبادرات التي تحتفي بإبداعات الشباب على شاكلة يوم الكاتب الإماراتي، منوهين بأهمية تفعيل دور الشباب في أجندة الدولة الثقافية مع جعل أولوية التنفيذ لمقترحاتهم القابلة للتطبيق.

كما دعوا إلى إرسال شباب الكتاب إلى بعثات خارجية من أجل الاحتكاك بمثقفين من حضارات أخرى واكتساب مهارات جديدة تساعدهم على المنافسة على جوائز عالمية مثل البوكر ونوبل، مؤكدين أن هناك حاجة خاصة لاستحداث مناهج متخصصة بصورة أكبر في كافة دروب الثقافة.

واقترح المثقفون الشباب استحداث علامة جودة ثقافية للمنتج الثقافي المحلي تكون الحكم في نشر ما يستحق من إبداعات الشاب حتى لا يتيه القارئ بين الغث والثمين، مؤكدين على أهمية تخصيص جوائز للكتاب الشباب تحفزهم على الترقي في عالم الإبداع.

وأخيراً دعا الشباب الجهات المختلفة إلى المزيد من التعاون معهم ومساعدتهم على تطوير المشهد الثقافي المحلي، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة تخلي دور النشر المحلية وجهات الإنتاج عن شعار «المكسب أولاً» ليكون الإبداع أولاً وأخيراً.



أخذت الكاتبة الإماراتية مريم الحمادي، مديرة مشروع ثقافة بلا حدود، على مؤسسات محلية عدم إيلائها اهتماماً كافياً بدعم الشباب الموهوب الذي يملأ المشهد الثقافي المحلي، مطالبة إياها ودور النشر المختلفة بمضاعفة الفرص المتاحة أمامهم باعتبارهم وقود المستقبل.

وطالبت بمساعدة الكتّاب الشباب على تطوير أدواتهم عبر تنظيم ورش وبرامج تدريبية متخصصة في كافة مجالات الثقافة المختلفة، داعية الجامعات المحلية إلى عدم الاكتفاء بالمناهج الثقافية والأدبية العامة فقط، مؤكدة أن عليها استحداث تخصصات ثقافية دقيقة.

وأكدت أنه على الرغم من شح الدعم، إلا أن بعضهم سلك دروب التميز وبات معروفاً على مستوى المنطقة، منوهة بأن شغف الاطلاع والنهل من دروب الثقافة وحب الوطن أكثر سمتان تجمعان بين شباب المبدعين.



فجوة ثقافية

وحث الكاتب المتخصص في تطوير الذات وهيب الكمالي، الشباب على العمل على تطوير مهاراتهم وعدم الاتكال على جهة معينة، داعياً إياهم إلى انتهاز الفرص المتاحة التي توفرها الجهات الثقافية المختلفة التي يرى أنها ما زالت تحتاج إلى تكثيف جهودها من أجل استقطاب الشباب وخلق جيل واع يستطيع حمل راية الثقافة في الدولة.

ويرى الكمالي أن هناك فجوة ثقافية كبيرة بين الأجيال المختلفة، مطالباً بالعمل عل ردمها وإعطاء الفرصة للشباب الموهوبين لكي يقدموا إسهاماتهم على الساحة المحلية، مؤكداً أن الطموح أكثر ما يميز الشباب الإماراتي الذي اكتسب من قادة الوطن العمل على الحصول على المركز الأول.



نموذج ملهم

يؤمن الكاتب في أدب الجريمة والفنتازيا عبدالعزيز السعيدي أن الإمارات قدمت النموذج الملهم لدول المنطقة في الاستثمار في الشباب، حيث وضعتهم في بؤرة الاهتمام وحرصت على توفير كل ما من شأنه تفجير طاقاتهم.

واعتبر أن أكثر ما يميز شباب المبدعين الإماراتيين، هو انفتاحهم على الآخر، الأمر الذي ساهم في تفجير طاقة الإبداع لدى الكثير منهم وساعدهم على قطع شوط كبير في المشهد المحلي.

ودعا دور النشر المحلية إلى الأخذ بأيدي شباب الكتاب الذين ما زالوا يخطون أولى خطواتهم، حاثاً إياها على عدم التركيز على الجانب المادي، داعياً المجتمع إلى تقديم الدعم المحلي لأي موهوب يتلمس خطاه الأولى.



جهود فردية

أكد الكاتب والوكيل الأدبي مانع المعيني، أنه «في كل عام ومع احتفال الإمارات باليوم العالمي للشباب، نجد الكثير من المبادرات التي تسعى إلى تهيئة البيئة لنهوض الشباب».

وطالب بالاحتفاء بإبداعات الشباب على غرار مبادرة يوم الكاتب الإماراتي التي نظمت مايو الماضي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وأشار إلى أن الشاب الإماراتي يخوض تجاربه الأولى في الوقت الحالي وحتى يتمكّن منها يحتاج لمن يدفعه بخبرته، مؤكداً أن هناك جهوداً ثقافية فردية جاذبة للشباب كالصالونات الأدبية التقليدية والافتراضية، فضلاً عن بعض المبادرات المجتمعية الثقافية ولكنها تختفي بسبب انعدام الدعم.



بعثات خارجية

اقترحت الكاتبة والإعلامية حمدة الحمادي، إرسال شباب المبدعين في بعثات خارجية إلى مختلف دول العالم، حتى يتعرفوا على ثقافات جديدة تثري مخزونهم المعرفي وتساعدهم على الإلمام بالعادات والتقاليد المختلفة وفي الوقت نفسه يكونون خير سفراء للثقافة الإماراتية في الخارج.

وأكدت حرص الشباب الإماراتي على الهوية الوطنية والموروث والأصالة الثقافية، وهو الأمر الذي يحتم على الجهات المختلفة إشراك الشباب في عملية تطوير المشهد المحلي والمساهمة في تنفيذ وتطوير الأجندة الثقافية لدولة الإمارات، والتي تمثل الإطار الاستراتيجي لتنمية القطاع الثقافي في الدولة.



رهان الغد

اعتبر الكاتب هزاع الشحي، الشباب الرهان الحقيقي لمستقبل الإمارات، الأمر الذي يحملهم مسؤولية العمل على اكتساب المزيد من المهارات التي تمكنهم من أدوات العصر وتتيح لهم التعامل بكفاءة مع متطلباته، وحتى يكونوا قادرين على أن يقدموا المبادرات الخلاقة والحلول المبتكرة والمبدعة للتعامل مع تحديات التنمية التي تواجهها دولة الإمارات.

وحث الكاتب المتخصص في تطوير الذات، الشباب على ضرورة استغلال أوقات الفراغ في تطوير المهارات الفردية، منوهاً بكثرة المحافل الثقافية المحلية والعربية والعالمية والتي يمكن استغلالها لتغذية العقل والتي تفتح أبواباً كثيرة في مجالات مختلفة.



حضور نشط

طالب الكاتب والإعلامي وليد المرزوقي، بتأسيس جمعية خاصة للمبدعين الشباب، ليكون منوطاً بها رعايتهم وتدريبهم عبر دورات تطور من مهاراتهم وأسلوبهم الإبداعي، مشيراً إلى أن هذه الجمعية ستختلف كلياً على سبيل المثال عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والذي يتضمن كبار الكتّاب، مؤكداً أن هناك فجوة بين كبار الكتّاب والشباب.

ونوه بالحضور النشط للشباب في مختلف الفعاليات الثقافية ومن مختلف المستويات، مستشهداً بحضورهم أثناء إطلاق المكتبة الشاطئية، ومبادرة الكتب المستعملة التي شهدت حضور عدد كبير من الكتّاب الشباب على عكس جلسات اتحاد الكتاب.



دليل النجاح

أكد الكاتب عيسى العوضي قدرة شباب المبدعين الإماراتيين على تحمل المسؤولية بكل كفاءة واقتدار، لكنه يشير إلى أنهم في الوقت نفسه يحتاجون إلى دليل يأخذ بأيديهم إلى طريق النجاح.

ولفت إلى أنه ككاتب شاب قد وجد من يحتضن كتاباته وينشرها، لكن هذه الفرصة ينتظرها الكثير من شباب الموهوبين، لذلك نحتاج إلى منصة تساهم في تطوير هذه المهارات وصقلها بالشكل الصحيح كي تتحول من موهبة غير ناضجة إلى محترفة يمكن للمجتمع أن يستفيد منها بشكل أكبر.



انطلاق نحو القمة

لا تعتقد الكاتبة عائشة النقبي، 16 عاماً، أن هناك مشاكل في الوسط الثقافي بل تحديات يجب مواجهتها، مستشهدة بحديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال «أكبر مخاطرة ألا تخاطر»، مشيرة إلى أن الخوف والتردد يقتلان الإبداع والانطلاق نحو القمة.

ودعت المؤسسات الثقافية المختلفة إلى زيادة المناسبات الثقافية وتوزيعها على مدار العام وعدم حصرها في فترات معينة، مقترحة استحداث علامة جودة ثقافية أو شعار ثقافي للمنتج الثقافي الإماراتي لاستخدامه في المناسبات والمعارض الثقافية.



النجاح خطوة

دعا المصور خالد الحمادي الشباب إلى الاستفادة من الفرص المتاحة لهم ضمن مختلف القطاعات الحيوية والمحلية والمشاركة في الأعمال التطوعية ليطوروا من مهاراتهم وخبراتهم ليتمكنوا من الاستفادة منها مستقبلاً سواء عبر مشاريعهم الخاصة أو العملية بصورة عامة.

واستشهد بتجربته في مجال التصوير، والتي قرر فيها أن يبدأ التصوير باستخدام الدرون والتقاط صور تبرز جمال الطبيعة الإماراتية، مؤكداً أن النجاح يبدأ بخطوة صغيرة يخوضها الإنسان في حياته، مشيراً إلى أن أعماله الفنية تعرض حالياً في العديد من المعارض الفنية والثقافية وبدعم من الدولة.



تبادل الخبرات

تطالب المصورة فاطمة الحارثي بفتح مزيد من مجالات التطوع والبرامج التعليمية وورش العمل أمام الشباب، حتى تتاح لهم فرصة تبادل الخبرات مع الفئات العمرية المختلفة، الأمر الذي سيعزز من تقدم الجهات الحكومية أو الخاصة، كما سيدفع عجلة التقدم في المجالات المختلفة وسيجعل الإمارات في مصاف الدول المتقدمة.

ونوهت الحارثي بالفرص التي تقدمها الإمارات للشباب سواء التعليمية أو الثقافية، والتي تتيح لهم اكتساب وتنمية مهاراتهم العلمية والعملية والثقافية والفنية والتكنولوجية، الأمر الذي يضمن لهم في المستقبل آفاقاً جديدة تعزز من مكانة الدولة على الساحة العالمية.

دعم لوجيستي

أكد حمود مصبح أهمية أن تتعاون الجهات المحلية مع الشباب لتتيح لهم فرصاً لصقل خبراتهم عبر إطلاق مسابقات تنافسية وجوائز علمية وفنية وفرص تطوعية، فضلاً عن توفير الدعم اللوجستي المناسب ليتمكنوا من استغلال خبراتهم في أعمال إيجابية لخدمة وطنهم الإمارات.

ونوه بالدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الإمارات للشباب، مشيراً إلى الدولة وفرت كافة السبل التي تساعد الشباب على الاستكشاف العلمي والعملي، بما يسهم في الوصول إلى كل ما يحقق تقدم الدولة عبر كافة الأصعدة المحلية والعالمية.



تحفيز مادي

ودعا أحمد بافضل إلى تخصيص صناديق مالية وجوائز تحفيزية تساعد شباب المثقفين على الاستمرار في أعمالهم ومشاريعهم الخاصة، بما يعزز قدراتهم على استكشاف عوالم ومجالات جديدة تخدم الدولة اقتصادياً وتعليمياً وثقافياً وفنياً.منورة عجيز، سلمى العالم ـ أبوظبي، دبي